من راشق حجارة وهو صغير الى بان للمدن وهو كبير
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(0.92%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(1.23%)   ARKAAN: 1.29(1.53%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.26%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(0.53%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(3.33%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(1.85%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(0.52%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 13 أيلول 2015

من راشق حجارة وهو صغير الى بان للمدن وهو كبير

الاقتصادي- مجلة التايمز - يجلس بشار المصري، البالغ 54 من العمر، متأملاً أمام الحائط الزجاجي اللامع في صالة شقته الفاخرة في "روابي"، المدينة الفلسطينية الجديدة التي بناها من الصفر.

"روابي" هي أول مدينة مخططة تبنى في الضفة الغربية، وهي تمتاز بكونها مدينة المستقبل، فهي صديقة للبيئة، وذات تكنولوجيا متقدمة.

وستستقبل المدينة الوليدة خلال هذا الشهر أول المقيمين فيها، وهي تهدف إلى أن يصل عدد سكانها لأكثر من 40 ألف نسمة، بتكلفة 1.2 مليار دولار أميركي، مقدمة من شركتي الاستثمار العقاري "الديار القطرية"، و"مسار العالمية".

ويعد المصري اليوم واحدًا من أغنى الشخصيات في فلسطين، وهو رجل أعمال ناجح يعمل في مجال العقارات.

ويلتقي المصري بشكل متكرر قادة دوليين، مثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركية جون كيري.

لكن ثروة المصري ومظهره الأنيق يتناقض وماضيه، حيث نشأ مثل الكثير من الشباب الفلسطيني الغاضب، في مدينة نابلس، واعتقل في السجون الإسرائيلية.

ولد المصري عام 1961، حيث اجتاحت إسرائيل الضفة الغربية وأنهت الحكم الأردني عام 1967، وهكذا وجد المصري نفسه يواجه الجنود الإسرائيليين الذين اعتادوا اقتحام مدينته وفرض القوانين الإسرائيلية.

ويقول المصري: "عندما كنت طفلاً، كنت أؤمن بالمواجهة. وكنت نشطًا عل الصعيد السياسي، خلال فترة دراستي في الثانوية، حيث كنت أخطط للمظاهرات، وأراسل أمين عام الأمم المتحدة آنذاك كورت فالدهايم، معارضًا الاحتلال ومؤكدًا أننا فلسطينيون فحسب، رغم أنه في حينها لم يكن معترف بنا كفلسطينيين، فأن تقول أنك من جنسية فلسطينية وأنت تقبع تحت احتلال ظالم كان كفيلاً بأن يضمن لك فترة من الإعتقال، فأن تحمل علم فلسطين كان سببًا كافيًا لكي تُقتل، وكنا نثور ضد ذلك".

عام 1975، عندما كان المصري يبلغ من العمر 14 عامًا، قضى ليال عدة في المعتقل لرشقه الحجارة على الجنود الإسرائيليين. ثم بعمر الـ16 تم أسره مرة أخرى، وفي هذه المرة لم يتمكن من تقديم امتحاناته الدراسية، لكن عندما أُطلق سراحه أرسله والده إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك.

بعدها توجه المصري لدراسة الهندسة الكيميائية وإدارة الأعمال في جامعة أميركية، إلا أنه عندما انطلقت الانتفاضة الأول عام 1987 ، عاد المصري إلى أرض الوطن، لكنه لم يعد ليرشق الحجارة على المحتلين، أو للمشاركة في المظاهرات.

مع مرور الزمن، عمل المصري في الخارج، وبات يزور أرض الوطن بشكل دوري حتى عام 1991، حيث عاد إلى فلسطين عبر مطار "بن غوريون"، وهناك تسلم رسالة من وزارة الداخلية الإسرائيلية، مفادها بأنه يشكل خطرًا على الأمن القومي الإسرائيلي، ولم يسمح له بالدخول إلى فلسطين. ويقول المصري: "لو عُرف ابن لادن آنذاك لاعتقدت أنني هو!"... ثم سُمح له بالرجوع إلى فلسطين عام 1994.

وبعد أن أنهى دراسته، تمكن المصري من صنع ثروته من خلال العمل في مجال العقارات في المغرب، وليبيا، والأردن، ومصر... كما عمل مستشارًا إداريًا في لندن، والسعودية، وواشنطن.

خلال الفترة التي أبعد فيها من فلسطين، تمعن المصري في الوضع الذي تقبع فيه الضفة الغربية، وتأمل زياراته السابقة لأرض الوطن، حيث قابل زملاءه في الدراسة، الذين كانوا من المتفوقين وباتوا الآن في أوضاع صعبة، دون أي عمل.

اتفاق أسلو عام 1994 ورغبته في العودة إلى الوطن كانت الأسباب المحفزه له للرغبة في "المساهمة في بناء أمة وخلق الفرص لأبناء شعبه"، لكن كيف سيتمكن من تحقيق ذلك؟ فكر أن الطريقة لإنجاز ذلك هو بناء "روابي"، مدينة جديدة والتي ستوفر شقق بأسعار أرخص من مدينة رام الله المجاورة، كما أنها ستخلق فرص عمل للسكان المحليين.

في البداية، توقف المشروع بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، ثم في عام 2011 تم تجهيز الأرض وبدء العمل... إلى أن باتت "روابي" الآن أكبر مشروع تنموي يستوعب عمالة من الفلسطينيين ، حيث يعمل في المدينة قرابة الـ10.000 عاملاً، وكذلك مهندسين ومعماريين، ثلثهم من النساء.

لكن، كان هناك "ثمنًا"لبناء حلم "روابي"، تمثل في اضطراره للاتصال مع أعداء المصري، الإسرائيليين، الذين ما زالوا يحتلون الأراضي الفلسطينية

فخلال بنائه لمدينة روابي، اضطر المصري للقاء العديد من قادة الجيش، والسياسيين، ورجال الأعمال الإسرائيليين، كي يتمكن من التغلب على العقبات الكبيرة التي وضعتها حكومة اسرائيل لإعاقة بناء المدينة، وتشييد الطرق المؤدية إليها ، وإيصال المياه بالإضافة إلى إدخال مواد البناء.

ترجمة عن مجلة تايمز

 

Loading...