في الوقت الذي بدأ العالم فيه التحول للتمتع بخدمات الانترنت من الجيل الخامس 5G، كانت شركات الاتصالات الفلسطينية ما زالت تخوض معركتها لاانتزاع حقها بالتمتع بترددات الجيل الثالث، والتي تمكنت من الحصول على تراخيصها من الجانب الاسرائيلي في نهاية العام 2017 بتأخير دام لحوالي عقد من الزمن بحجة الدواعي الأمنية والسياسية.
أطلقت الشركتان الفلسطينيتان الخدمات التجارية للجيل الثالث في السوق مطلع العام 2018 ضمن حملات لاقت إقبالاً واسعاً من المشتركين المتعطشين للتمتع بالانترنت عبر الجوال، وسرعان ما شعر الزبائن بالثقة في الجودة المقدمة.
لعل أكثر ما أزعج مستخدمي حزم الانترنت كان السعر الذي لم يكن بمستوى التوقعات عند الكثيرين، وربما يعود ذلك للتوقعات نفسها التي بنيت على أسعار الخدمة المقدمة من الجانب الاسرائيلي، إلا أن مؤشر الرضا سرعان ما ارتفع وذلك بعد التجربة والشعور بفرق الجودة، واستمرارية الاتصال وجودة التغطية، بالاضافة لاستمرار الأسعار في الانخفاض.
على سبيل المثال عند بداية اطلاق الخدمة من شركة جوال بلغ سعر حزمة 2.5 جيجا 30 شيقل، كما كلفت الحزمة الأعلى في وقتها وهي 20 جيجا مبلغ 100 شيقل، أما حاليا فقد انخفضت الأسعار بشكل ملفت كما وزاد حجم الحزم فانخفض سعر حزمة ال 2.5 جيجا الى 20 شيقل أي بما نسبته 30% كما وزاد حجم الحزمة القصوى من 20 جيجا الى 140 جيجا ، أي بما نسبته 700%، مع بقائها بنفس السعر، في حين بلغ سعر حزمة ال 20 جيجا لفئة الشباب 25 شيقل فقط، دون أن ننسى أن حزمة ال 3 جي تأتي مع دقائق اضافية وأيام اتصال مجانية، مما يعني قيمة أكبر واستفادة أكثر .
"3 جي جوال سريع ولا يقطع " هكذا قال محمد سليم عندما سألناه عن تجربته الشخصية مع 3 جي جوال.
وتابع سليم بأنه جرب ال 3 جي الاسرائيلي قبل انطلاق الخدمة في فلسطين،والذي رغم انخفاض سعره إلا انه لم يكن مرضياً وكان بطيئاً كثير التقطيع ولم يكن يعمل في كل المناطق، وأكد أن الأسعار المقدمة من جوال حالياً مخفضة "وعقد الجيبة".
وتعتبر خدمات الإنترنت عبر الجوال تكنولوجيا واعدة تجتاح كل مناحي الحياة اليومية، حيث أصبح العالم يعتمد عليها في الجوانب الشخصية مثل التواصل الاجتماعي ودفع الفواتير والتمتع بالخدمات البنكية والتسوق وغيرها، إضافةً للأعمال الاقتصادية مثل الإعلانات التجارية وعقد الصفقات والاجتماعا ت، ما يجعل التحدي كبيراً أمام شركات الاتصالات لتقديم خدمات انترنت سريعة بجودة عالية وأسعار منافسة.