"عاصمة المشمش" تشهد نشاطا سياحيا متزايدا
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.23(%)   AIG: 0.19(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.34(0.00%)   AZIZA: 2.40(2.56%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 3.71(2.37%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.25(0.79%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.75(2.78%)   JPH: 3.63(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65(1.85%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(1.32%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(2.35%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.07( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.14( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 3.00( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 11 أيلول 2015

"عاصمة المشمش" تشهد نشاطا سياحيا متزايدا

رام الله – الاقتصادي – ريم ابو لبن – كانت تسمى " العُفنة " قديما، تشبيه ارتبط بكرم العنب حين تتدلى العناقيد من الأزهار الارجوانية، لترسم عنوانا لقرية فلسطينية قديمة الملامح تقع على بعد 8 كيلو مترات شمال مدينة رام الله، وتفوح منها رائحة المشمش في موسمه السنوي، ليرتبط اسمها في عقول الناس بشجرة مثمرة لا يتجاوز طولها 3 أمتار.

32  عاما وقرية "جفنا" كما يسمونها حاليا لم تخل زقاقها القديمة من الزوار القادمين من مختلف  مناطق الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 ترحيبا بثمرة المشمش، موسم يمتد سنويا لثلاثة ايام متتالية، وكان كفيلا بإنعاش حركة المطاعم والمتنزهات في القرية، والتي وصل عددها الى 9 مطاعم  وآخر في الطريق، مما جعل القرية مكاناً لاجتذاب المطاعم والسياح منذ عام 1947 .

 

الأرجل الوافدة لم تتوقف في جفنا

" كل ما بتزيد المطاعم بزيد نسبة الاقبال على القرية"، هذا ما أشار اليه صاحب مطعم ليالي الفرح جورج صالح  في حديثه للاقتصادي، حيث أكد أن سبب تزايد نسبة المطاعم والمتنزهات والمسابح في جفنا يعود الى اعتبار القرية تاريخيا منطقة سياحية تمتاز بموقعها الجغرافي القريب من مدينتي بيرزيت ورام الله وكذلك القدس المحتلة، إضافة الى جوها الهادئ البعيد عن ضوضاء المدينة والطبيعة الخضراء التي ساعدت في الاستثمار السياحي فيها، وهذا ما اتفق عليه اصحاب المطاعم وأهالي القرية .

 

"جفنا تمتاز بالمطاعم وتفتقر شوارعها للمقاهي"

" جفنا فيها مطاعم وما فيها مقاهي" وهذا ما اكدته المواطنة اميرانس رفيدي من سكان قرية جفنا  حيث تزدهر جفنا بـ 9 مطاعم و 4 مسابح، وجمال المنطقة وهدوئها وابتعادها عن أزمة المدن كان سببا في انجذاب رفيدي لمطاعمها التي تمتاز بمأكولاتها  " مطاعم جفنا تمتاز بالمشاوي ذات النكهة السرية الخاصة بصاحب المطعم، وتمتاز ايضا بإعداد السلطات، لاسيما وان مطاعم جفنا رخيصة مقارنة بالمدن وتحديدا مدينة رام الله ".

" جفنا بنكهة طبش"

" ما فيك تزور جفنا، وما تاكل من طبش " اذ يعود انشاء مطعم طبش الى عام 1947 حيث يعد اول مطعم اقيم في الضفة الغربية وقرية جفنا، وهذا ما اكده صاحب مطعم طبش سامر طبش في حديثه للاقتصادي " ارتبط اسم جفنا بمطعم طبش لقدمه، مما شهد المكان  تزايدا في عدد الزبائن والوافدين الى القرية من مختلف مدن ومحافظات فلسطين،  وفي الثمانينات بدأ موسم المشمش واصبحت قرية جفنا مقصدا للزائرين والسياح، ومن هنا بدأت القرية تزدهر بالمطاعم، وكان لا بد من اقامة العديد من المطاعم بما يتناسب مع عدد الزائرين المتزايد في كل عام".

وأضاف " 68 عاما مر على وجود طبش، وتوارثت عليه الأجيال، واذكر ان احد الزبائن احضر لي صورة تذكارية لولد وبنت يبلغان من العمر سنتين، وجالسان على اريكة في المطعم، وقبل ايام احضر لي صورة لنفس الاشخاص وهم يجلسون على ذات الاريكة وقد جمعهم القدر في بيت واحد " . طبش  عنوان للتاريخ، وتوارث للأجيال، وذكريات لن يفهمها الا سكان القرية" .

 

" جفنا هدمت 7 مرات "

تعددت الأسماء والرواية واحدة، البحث عن الوصف السياحي للمنطقة، فهي تتبع مدينة القمر في عرقها وجذورها التاريخية  والسياحية القديمة، حيث تضم جفنا العديد من المواقع الأثرية القديمة جدا حسب ما ذكر رئيس مجلس قروي جفنا  ماهر ابو خليل مما اكسبها طابعا سياحيا مميز، لا تجده في القرى الأخرى، لاسيما وانها تحتض البرج " القلعة "، والكنيسة البيزنطية التي تعود لعام 345 ميلادي، " وكنائس الخضر، وعين الماء، ومزار مريم العذراء، هذا المزار المرتبط بالثقافة والممارسة المسيحية، ويعتبر مكانا مقدسا ووجهة للحج، غير ان جفنا ذكرت في الانجيل .

" جفنا هدمت 7 مرات " ومما يدلل على هذا القول ما ذكره ابو خليل عن عين الماء " كانت هناك عين من الماء موجودة في وسط البلدة تكفي لتزويد منطقة جفنا وما حولها، فبعد ان كان اهالي المنطقة يصعدون 3 درجات لشرب المياه من العين، اصبحوا الآن يهبطون باتجاه 27 درجة للحصول على الماء ".

" تكتسب جفنا مكانة تاريخية تخولها ان تصنف منطقة سياحية "، هذا ما طالب به رئيس مجلس قروي جفنا ماهر ابو خليل واهالي المنطقة، وزارة السياحة والآثار، فحسب رأيهم وضمن المعاير المتوفرة في المنطقة  واعتبارها ثاني اقدم بلدة في فلسطين، يحق لقرية جفنا ان تنضم في الخارطة الفلسطينية الى قائمة المناطق السياحية، لاسيما وانها تفوقت على غيرها في عدد المطاعم والمسابح والمتنزهات، واكتسابها أهمية دينية وأثرية .

" جفنا تبحث عن الشهادة السياحية "

" سنتان وانا احاول اصدار شهادة  من وزارة السياحة تثبت أن جفنا منطقة سياحية " هذا ما تحدث عنه ابو خليل في حديثه للاقتصادي عن محاولاته المتكررة لاثبات أن جفنا منطقة سياحية، وأكد قائلا " عدم اصدار الشهادة وضع عائقا امام أهالي المنطقة والمستثمرين فيها وتحديدا في قطاع المطاعم والمتنزهات، حيث من اراد  أن يحصل على رخصة بناء لمتنزه ما، عليه ان يغير صفة الاستعمال من بناء الى موقع سياحي ".

وأضاف " قرية جفنا مدرجة على المسار السياحي بواسطة محافظة رام الله والبيرة، ومؤسسة رواق، حيث تم اصدار كتيب يضم جفنا بجانب المدن السياحية الراجلة، اي التي يتم التنقل فيها باستخدام الأرجل وعن طريق الجبال، وتمتد السياحة الراجلة من مدينة رام الله مرورا بعين عريك، وعبود، وجفنا، والطيبة ".

وأشار في حديثه " انا لا اعلم ما هي المعاير التي تتخذها وزارة السياحة والاثار اثناء تصنيف مدينة او قرية على انها منطقة سياحية، وانا طرحت عليهم فكرة وجود عدد من المطاعم في القرية مما يخولها ان تصنف سياحيا كغيرها، اضافة الى وجود الاثارات القديمة والكنائس  التي توحي بقدم المكان تاريخيا وسياحيا، فلماذا لا يتم اصدار الشهادة ؟ غير انه تم الاتفاق مع المحافظة على عمل بروشور لجذب اهالي الاراضي المحتلة عام 48 الى قرية جفنا .

 

" جفنا مرفق للاستثمار السياحي "

" يمكن اعتبار جفنا مرفقا للاستثمار السياحي فقط "، هذا كان رد مدير السياحة الداخلية في وزارة السياحة والآثار احمد نعيرات في حديثه للاقتصادي عند سؤاله لماذا لا يتم اعتبار جفنا قرية سياحية؟

 وأشار إلى أنه لا يوجد قانون يتعلق  بتصنيف المواقع السياحية، وبناء عليه فإنه يمكن تصنيف قرية جفنا وفق التصنيف المجتمعي كمرفق للاستثمار السياحي، لطبيعتها الجميلة واعتماد سكانها على موسم المشمش والتي تنفرد به عن باقي القرى والمحافظات، إضافة الى التنوع الثقافي والتعايش الاسلامي والمسيحي الذي تشهده القرية، غير انها تعتبر منطقة انجذاب للمطاعم والسياح.

وأضاف " المجتمع المحلي والبلديات هي التي تحدد طبيعة المنطقة ومنح التراخيص للبناء حسب تصنيف المنطقة، ويقع على عاتق وزارة السياحة اعتماد المنطقة مرفقا للاستثمار السياحي، ولا يوجد معاير تحدد اذا كانت هذه المنطقة سياحية اما لا، وكل فلسطين ذات بيئة سياحي".

اذا هي قرية شهد لها التاريخ قدمها، واليوم تشتم رائحة طبش، والمزار، وليالي الفرح، والباشا، وغيرها من المطاعم التي امتازت بنكهتها الخاصة، وارتبط اسمها بجفنا . فكيف لقرية المشمش، وزققها القديمة المعتقة برائحة المشاوي والدجاج والتي يعود مصدرها لعام ما قبل النكبة، ان ترقد على ارتفاع 650 مترا عن سطح البحر ولا تصنف كثاني اقدم منطقة سياحية  في فلسطين؟

Loading...