وكالات - الاقتصادي - عادت مركبة روسية من طراز "سويوز" إلى الأرض، الخميس، حاملة 3 رواد فضاء أمضوا 6 أشهر حافلة بالحوادث في محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض.
وهبطت المركبة في كازاخستان، وعلى متنها الألماني ألكسندر غيرست من وكالة الفضاء الأوروبية، والأمريكية سيرينا أونون - تشانسلر من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، والروسي سيرجي بروكوبييف من الفضاء الروسية، بعدما أمضوا 197 يوما في المحطة التي تسبح في مدار الأرض على ارتفاع 400 ألف متر.
وكتبت وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)، عبر حسابها بموقع تويتر: "تم هبوط طاقم (سويوز إم إس – 09)، أفراد الطاقم عادوا بأمان إلى الأرض".
وأضافت: "الطاقم يشعر بالراحة بعد عودته للأرض"، ولم تبين صور بثت مباشرة على الهواء عبر موقعي "ناسا" و"روسكوسموس" هبوط المركبة بسبب الضباب الكثيف.
وأمضى رواد الفضاء الثلاثة أكثر من 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، وشهدوا في هذه المدة على جملة حوادث وإخفاقات أثارت القلق على استمرار الرحلات المأهولة في المدى المنظور، وعلى إمكان الإقامة في المحطة.
ففي الثلاثين من أغسطس/آب الماضي، وقع تسرّب للأكسجين في المحطة بسبب ثقب دقيق في مركبة "سويوز إم إس 09" ملتحمة بالمحطة، وهي المركبة المكلّفة بإرجاعهم إلى الأرض.
وسرعان ما تمكّن الرواد من إصلاح العطل، وفتحت روسيا تحقيقا في الحادث ولم تستبعد وكالة الفضاء الروسية أن يكون الحادث ناجما عن عمل تخريبي.
وتحدّث مدير الوكالة ديمتري روجوزين حينها عن إمكان وقوع عمل مدبّر على الأرض أو في الفضاء، ثم قال إن لجنة المحققين استبعدت احتمال وجود خلل في التصنيع، لكن ما زالت أسباب الحادث مجهولة.
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، خرج رائدان من المحطة إلى الفضاء الطلق لمعاينة الثقب الذي أدى إلى انخفاض بسيط في ضغطها، وجمعا عيّنات من المواد الموجودة عليه والتقطا صورا رقمية.
في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعطّل صاروخ روسي كان يحمل الرائدين نيك هيج وأليكسي أوفتشينين إلى المحطة، وقد اضطرا إلى العودة أدراجهما والهبوط على الأرض.
وأثار هذا الحادث بعض القلق على مصير الرحلات من المحطة وإليها، خصوصا لأن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تتكفّل نقل الرواد حاليا إلى حين خروج الجيل الجديد من المركبات الأمريكية في المستقبل القريب.
وبعد هذا الحادث، أُرجئت العودة المقررة للرواد الثلاثة إلى الأرض من 13 ديسمبر/كانون الأول إلى الآن.
وعقب توقّف لوقت وجيز في الرحلات المأهولة لصواريخ "سويوز" بانتظار جلاء أسباب الحادث، أقلع صاروخ في 3 ديسمبر/كانون الأول حمل 3 رواد إلى المحطة.
ومحطة الفضاء الدولية هي من المجالات القليلة التي تتعاون فيها الولايات المتحدة مع روسيا في ظلّ تصاعد التوتّر بينها لأعلى حدّ منذ الحرب الباردة.
وقد وضعت المحطة في مدار الأرض في 1998، وهي تسبح حولها بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة، وتشارك في هذا المختبر العلمي الفضائي 16 دولة، أما الحجم الأكبر من التمويل فيقع على عاتق واشنطن وموسكو.