ماذا سيحدث إذا علم الإنسان بموعد وطريقة وفاته؟
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.13(%)   AIG: 0.16(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.32(0.75%)   AZIZA: 2.57(%)   BJP: 2.85(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.75(2.60%)   GMC: 0.76(0.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.14(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.49(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65(2.94%)   NIC: 2.98( %)   NSC: 2.95( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.01(1.94%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.98(0.50%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.09(0.91%)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.76(5.00%)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.17(2.50%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 5.85(4.88%)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
9:10 صباحاً 02 كانون الأول 2018

ماذا سيحدث إذا علم الإنسان بموعد وطريقة وفاته؟

وكالات - الاقتصادي - الموت هو الحقيقة الثابتة في هذه الحياة، ولكن يختلف إدراك كل منا لهذه الحقيقة، فالبعض يجعلها أمام عينيه بشكل مستمر حتى يجعل سلوكياته سليمة مثل إقامة الشعائر وتناول بعض المأكولات المفيدة والابتعاد عن الضارة، محاولة الاستفادة بكل دقيقة يعيشها بتحقيق كل ما يتمنى قبل أن يأتي موعده، إلا أن البعض الآخر من الأشخاص لا يعيرون للموت اهتماماً وتأخذهم الحياة بما فيها من مُلهيات دون التفكير في موعد وفاتهم، كما أنهم لا يتخذونه عبرة لإصلاح حياتهم.

 دراسة خوف الأشخاص من الموت

ومن جانبه يقول طبيب الأطفال بمستشفى فيلادلفيا للأطفال والمحاضر في علم الأخلاقيات بجامعة بنسلفانيا كريس فيودنر، " الأيام تمر بنا معظم الوقت دون أن نفكر في الموت، ونتمكن من التأقلم من خلال التركيز على الأشياء التي أمامنا بصورة مباشرة"، ولكن ماذا لو أتيحت لنا الفرصة لمعرفة موعد وطريقة الوفاة؟ كيف سيكون تأثيرها على سلوكياتنا وطريقتنا في الحياة .
 
اهتم علماء النفس في فترة الثمانينات من القرن الماضي، بدراسة تعامل الأشخاص مع خوفهم وقلقهم من فكرة الموت ومدى إدراكهم له بأنهم ما هم إلا " قطع من اللحم تتنفس ويمكن أن تموت في أي وقت"، وفقاً  لما ذكره أستاذ علم النفس بجامعة سكيدمور بنيويورك شيلدون سولومون.

نظرية "إدارة الذعر"
ابتكر سولومون نظرية تدعى " إدارة الذعر" لتوضيح نتائجهم التي توصلوا لها، وهي أن الأشخاص يتمسكون بقوة بمعتقداتهم الثقافية الأساسية ويدافعون عنها ويتقاتلون من أجلها، حيث ثبت أنه بمجرد ذكر كلمة "موت" أو "وفاة" تحدث تغيرات سلوكية مفاجأة.
 
عندما يتذكر الإنسان الموت، يتعمد التعامل مع من يشبهه في مختلف الملامح والميول والمعتقدات، في حين يصبح أكثر نفوراً تجاه الأشخاص الذين لا يتشابهون معهم في سماتهم.

النفور من الحياة 
وفي الجهة الأخرى، يأتي تذكرة البعض الآخر بالموت بنتيجة عكسية، حيث يصيبهم ذلك بالنفور من كل مبادئهم وأخلاقهم والإفراط في السلوكيات الخاطئة مثل التخدين وتناول الكحوليات، إلا أن بعض الباحثين يأملون أن يتمكنوا من مواجهة هذه الآثار السلبية والتصدي لها من خلال خوف هؤلاء الأشخاص من الموت.

ارتباط الموت بالعائلة
أما في حالة ارتباط فكرة الموت بأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، فقد يكون الأمر مختلفاً؛ حيث تكون ردود الأفعال مختلفة للغاية في هذه الحالة، فمنهم من يعرض المساعدة بالتبرع بالدم أو تقديم تضحية ما في سبيل الحفاظ على حياة شخص قريب منه.

تأثير الموت على شكل الحياة الاجتماعية
ومن بين التأثيرات التي يحدثها معرفة موعد الوفاة على السلوك، فإن ذلك قد يجعل بعضهم يهتم بشكل أكبر بحياته الاجتماعية وتحقيق أهداف الحياة، بشكل أكبر مما كان يقوم به قبل معرفته، لذلك لابد من تقبل الإستراتيجيات التي تساعد على تقبل الموت باعتباره جزءاً من الحياة ودمجه داخل السلوكيات اليومية، حيث إن إدراك قصر الحياة يجعل السلوكيات مختلفة، ويساعد على التسامح والتعاطف والتحسين من السلوكيات بشكل عام.

موت في سن  الـ90
وتعتبر ردود الأفعال الشخصية مختلفة من شخص لآخر تجاه أي معلومة تتعلق بالموت، فإذا كان الإنسان مصاباً بالاكتئاب فيزداد تفكيره بالموت والعكس صحيح، ولكن في حالة أنه تم إخبارك أنك لن تموت إلا في عامك الـ90 فإن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على سلوكك مما يجعلك لا تنشغل بالتفكير بالموت من الأساس .

تجربة إخبار المرضى بالموت
وتذكر إحدى الدراسات أن المرضى الذين يتم علاجهم بالمسكنات يمرون بمرحلتين من التفكير، أولهما هي أنهم يحاولون التشكيك في فرضية الموت والتساؤل عن اقتراب موعده ام أنه يمكن مقاومته والتغلب عليه، فمنهم من يحاول استغلال الفترة الزمنية المتبقية لهم بشكل أمثل وقضاء وقتهم في كل ما يجلب لهم السعادة مع من يحبونهم، ومنهم من يتخذ قراراً والتحلي بالعزيمة لمحاربة المرض والقضاء عليه.
 
أما النوع الآخر من المرضى فهم يقومون بمحاولة خداع مصيرهم المحتوم بإنهاء حياتهم مما قد يكون حافزاً قوياً بتخطي هذه الفترة، مما يساعدهم على تراجع مخاوفهم من الموت، كما يقوم هؤلاء الأشخاص بمجموعة من السلوكيات مثل التحلى بنشاط هائل لتحقيق الاستغلال الأمثل لأوقاتهم ويحققون إنجازات إبداعية واجتماعية وعلمية وعملية تفوق ما يمكن تصوره. 
 
وعلى الرغم من ذلك  فقد لا يستطيع الجميع الإقدام على هذه الخطوة، فربما يفضلون الابتعاد عن الحياة والتوقف عن المشاركة الإيجابية في المجتمع، ولا يعود ذلك بالضرورة إلى تكاسلهم؛ بل إلى شعورهم بالعبث واللا هدف، وليس ذلك وحسب فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الرغبة في الاهتمام بالحياة الصحية. 

ظهور طقوس اجتماعية جديدة تتعلق بالموت

وسط التغيرات التي تطرأ علي حياتنا، سيكون من الوارد ظهور طقوس اجتماعية جديدة تتعلق بالاحتفال بالذكرى السنوية للموت مثلما يتم الاحتفال بأعياد الميلاد، ولكن من خلال العد التنازلي، مما قد يؤثر على ظهور ديانات جديدة بعد أن تهتز دعائم الأديان الحالية.

الروابط الاجتماعية تتأثر أيضاً

العلاقة بين الشريكين أيضاً ستتأثر بمعرفة موعد الوفاة، حيث سيكون علينا اختيار شريكنا وفقاً لاقتراب موعد وفاته من موعدنا، حتى لا يتعرضوا لألم فقد الأحبة والعيش بدونهم ، ولا تقتصر العلاقات بين الشريكين فقط، ولكن بين الآباء والأبناء أيضاً، من خلال العينة البيولوجية، فقد يقرر بعض الآباء إجهاض الأجنة المحكوم عليها بالموت خلال سن مبكر؛ لتجنب آلام فقدان الابن.

يوم الوفاة قد يكون مختلفاً
أما يوم الوفاة، فقد يهتم به البعض ويقومون بالتنسيق له بعناية، كما يمكن أن يفضل البعض الآخر اختيار نهاية معينة لحياتهم مثل المشاركة في إحدى المسرحيات التي يموت بها الجميع في النهاية أو المشاركة في مظاهرات يموت بها المشاركون فعلياً من أجل قضية يؤمنون بها.

Loading...