أصبح بإمكان سكان العالم مشاهدة نابلس من الجو، لوحة فنية جميلة لم يعتادوا رؤيتها بالأوضاع والصور المتعارف عليها.. لوحة اقل ما يقال عنها إنها من زمن آخر.

ورغم أنها ليست المرة الاولى التي تلتقط فيها صور لنابلس من الجو ففي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي التقطت صور جوية للمدينة التاريخية، لكن هذه المرة يتم تصويرها بشكل يومي.

يقول حسن قمحية (32 عاما) القائم على هذه الفكرة ومالك الطائرة: 'تقنية التصوير من الجو سمحت لنا برؤية المكان الذي نحب من زاوية جديدة'.

ويضيف قمحية الذي يعمل لدى دائرة العلاقات العامة في جامعة النجاح الوطنية: 'انا مصور واثناء بحثي عن أحدث تقنيات التصوير، شاهدت التصوير من الجو باستخدام الطائرات التي نتحكم فيها لاسلكيا، وكان ذلك منذ سنة ونصف تقريبا'.

في البداية حاول قمحية شراء الطائرة من خلال شبكة الانترنت. لكنه لم يستطع الحصول عليها وإدخالها من خلال معبر الكرامة بسبب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لذلك.

يقول قمحية: 'قمت بمراسلة إحدى الشركات للحصول على الطائرة وقمت بمقابلة محافظ نابلس وإطلاعه على الفكرة، فرحب بها وساعدني حتى حصلت على الطائرة قبل 5 اشهر فقط'.

امتدت فترة التدريب على الطائرة بعد حصول قمحية عليها لمدة شهر ونصف وذلك لصعوبة التعامل معها، وهو يقر بانه لا يزال حتى هذه اللحظة يواجه مشكلة بالتحكم الكامل فيها (...) لم يخل الامر من الخسائر المادية التي فاقت أضعاف سعرها، يقول قمحية.

ويمارس قمحية التصوير منذ فترة طويلة، لكن هناك مناطق كان يحلم برؤيتها من زاوية غير اعتيادية، وقد سمحت هذه الطائرة له بالوصول الى ما يريد.

عندما ظهرت المنطقة المحيطة بمفرق تقاطع الكندي 'وهو عدة شوارع تخترق وسط المدينة' في صور نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أعلى، لم يصدق الكثيرون للوهلة الاولى.

 فقد بدت البنايات الطويلة أشبه بتلك التي تظهر عبر نوافذ الطائرات التي تحلق فوق المدن. لكن في الحقيقة التقطت الصور الحديثة لنابلس من على متن طائرة صغيرة تشاهد مؤخرا، وهي تحلق على ارتفاعات منخفضة في سماء المدينة.

يقول قمحية: 'كانت بداية إطلاق الطائرة في حفلات التخريج في جامعة النجاح الوطنية، بسبب الوجود الكثيف للناس في هذا الوقت وللخروج من الصندوق الاعتيادي في تصوير الخريجين وحفلات التخرج، فمن هنا كانت بداية تصويري الجوي بفكرة وتنفيذ جديدين'.

'انا الان اقوم بالاتصال بالعديد من شركات الانتاج والفضائيات لإدخال التصوير الجوي بالتقارير والافلام' يقول قمحية. ويضيف 'أريد ان أري العالم لوحة فنية جميلة عن نابلس بمنظور مختلف ومن زاوية مختلفة كليا عما شاهدوه بالسابق. اريد ان يشاهد الناس نابلس في الزمن الجديد'.

ويتابع، 'التصوير شيء جميل جدا، فكلما وجدنا زوايا جديدة ومبتكرة وخارجة عن المألوف يكون الذي نراه أجمل'.

يقول عرابي حمدان من قرية سالم شرق نابلس، 'عندما رأيت الصور ذهلت وأعجبت جدا بفكرة التصوير الجوي، خاصة أنني رأيت مدينة نابلس وبعض القرى المحيطة بها من الجو، وهو ما لم أكن استطع ان اراه بالسابق، ولكن هذه التقنية سمحت لي برؤية هذه الاشياء والتي أبرزت لي جانبا جديدا من جمال بلادنا'.

أما علاء بدارنة وهو مصور في الوكالة الاوروبية، فيرى أن تقنية التصوير من الجو تقنية جديدة في بلادنا، وقد دخلت منذ سنتين فقط واستخدمت فيها تكنولوجيا جديدة.

ويقول بدارنة، 'إنه يجب على المصور ان يكون متابعا دائما للتكنولوجيا، ولآخر ما تم التوصل اليه في هذا المجال 'فمن لا يستغل هذه التكنولوجيا' في هذه الايام يعد مغردا خارج السرب'.

ويضيف، 'إن استغلال قمحية لهذه التقنية هو شيء مهم، خاصة انه يعمل لإنتاج مشاهد لأماكن تعشقها الناس، وكانت تراها بالصورة التقليدية، وأصبحت تراها الان بصورة ولوحة فنية.

ويقول بدارنة، 'إن أكثر ما لفت انتباهه في الصور الملتقطة هو مبنى مكتبة بلدية نابلس الذي كان يتمنى ان يراه من أعلى... وهو ما تحقق.

نقلا عن وفا .