رام الله - الاقتصادي - شهدت عملية التسويق الإلكتروني إزدهارا كبيرا خلال الفترة الماضية، فقد أصبح موضة هذا العصر، خصوصا في ظل الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي و الإعلانات التي تملؤها ، و قد تم تعريفه على أنه "التسوق بإستخدام شبكة الإنترنت، الذي يُمكنك من شراء كل ما يلزمك دون الإضطرار للخروج من المنزل أو المكان الذي تتواجد فيه"، و يجده البعض مريحاً وعصرياً وعملياً، ويوفر عليهم عناء الذهاب إلى المتجر ، كبسة زر ويجدون ما يبحثون عنه .
و قد سمح تطور و نهضة السوق الالكتروني في الاونة الاخيرة لشركات ناشئة ريادية أن تبني وتتملك أسواقا عامة ومختصة تدور حول جمع البائعين و المشترين على منصة تكنولوجية وتسويقية ، فبينما كانت الأسواق التقليدية حصرية لأصحاب رأس المال و العقارات و محصورة بحدود جغرافية معينة ، بُنيت أسواق الانترنت من قبل رجال أعمال أو اشخاص مبتدئين و شغوفين استطاعوا اكتشاف الفرص و استغلالها ، وعلاوة على ذلك تمثل تكلفة بناء سوق على الانترنت اليوم جزءا صغيرا من تكلفة بناء سوق تقليدي، بينما إمكانية وقابلية هذه الأسواق الجديدة لا حصر لها مقارنة بالأنماط التقليدية.
و قد ساهمت الميزات العديدة التي تمنحها مواقع التسوق الالكترونية لجمهور المتسوقين في انتشارها و ازدياد نسبة استخدامها ، فهي تغازل المتسوقين بسهولة عملية الشراء وسرعتها وتوفير أشهر العلامات والمنتجات المرغوبة بأسعار تنافس المتاجر التقليدية، بالاضافة لسرعة توصيل المنتجات وسهولة استرجاعها و استبدالها أو صيانتها وغيرها من العمليات التي تتوافق مع رغبات المتسوقين . وتستهدف المتاجر الإلكترونية فئات الشباب من الجنسين باعتبارهم الشريحة العمرية الأكبر في المجتمع حالياً ولكونهم الأكثر استخداماً للتقنيات الحديثة وامتلاكهم بطاقات دفع ائتمانية، فضلاً عن تطلع هذه الشريحة لكل ما هو جديد وعصري.
ويرى الخبراء والعاملون بقطاع التجارة أن الابتكار وجودة الخدمة تتصدر العوامل التي تساهم في انتشار ثقافة التسوق الرقمي لدى المستهلكين ، كما يرون بأن انتشار ثقافة التسوق الإلكتروني عامل مهم لنمو قطاع التجارة ، وإن نجاح المتاجر الإلكترونية يتوقف على الاستمرار في توفير الراحة واختصار الوقت على المتسوق، الذي تتسم حياته بالسرعة وضيق الوقت، فضلاً عن رغبته في الحصول على المنتج أو العلامة التي يريدها من أي مكان وجدت ، ويشدد هؤلاء على أن إعتماد المتجر الإلكتروني لشروط واضحة وشفافة بالاضافة لتقديم ضمان للمنتجات المباعة يعزز من ثقة المتسوقين، كما تعمل طرق الدفع السلسة والمضمونة عبر الموقع أو عند الاستلام على إعطاء مصداقية أكبر للمتاجر، ويوضح الخبراء ايضا أن المتاجر إذا تبنت رغبات المتسوقين بصورة دائمة فإن ذلك سيساهم في كسب ولائهم وتكرار تجربة التسوق.
ويؤكد إحصاء نشره موقع أمريكي انتشار هذا النوع من المواقع في العالم؛ حيث يقدر مجموع مبيعات هذا النوع بما يقرب سنويا من 43.47 مليار دولار في الولايات المتحدة، و28.29 مليار دولار في الاتحاد الأوربي، و15 مليار دولار في منطقة آسيا والمحيط الهادي، و2.3 مليار دولار في أمريكا اللاتينية، و4 ملايين دولار فقط في أفريقيا.
إما في العالم العربي فتقدر قيمة المبيعات عبر الانترنت حسب تقرير موقع "بيفورت" التابع لشركة أمازون العالمية لعام 2014 بـ7 مليارات دولار ، ويتوقع زيادتها عام 2020 إلى 13.4 مليارات دولار.
و في فلسطين كما العالم العربي شهد موضوع التسوق الالكتروني اهتماما كبيرا من قِبل الشباب الذين وجدوه بديلا عن الاسواق التقليدية ، و اصبحت نسبة استخدامهم الانترنت للتسوق تشهد ارتفاعا سنويا ملحوظا ، فقد أظهر تقرير لجهاز الإحصاء و وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أيّار من العام الماضي ، أنّ نسبة من قاموا بالشراء أو البيع عبر الانترنت مرة سنويًا على الأقل، 4.5% من بين مستخدمي الانترنت في فلسطين، ويقدر عددهم بحوالي 80 ألف شخص. و أرقام التقرير أشارت أيضًا إلى أنّ الزيادة في البريد الدولي الوارد المسجل، ارتفعت بنسبةٍ تقارب 57% في العام 2015 مقارنة مع عام 2014، وبررت ذلك أن "الزيادة في البريد قد تعود لأغراض التجارة الإلكترونية".
كل تلك العوامل والاحصاءات كانت دافعا و حافزا لشركة أكرم سبيتاني و واولاده الرائدةفي بيع و استيراد الاجهزة الكهربائية في فلسطين من اقتحام عالم التجارة الالكترونية و مواكبته ، عبر اعلانها قبل نصف عام عن إطلاق أضخم موقع للتسوق الالكتروني في فلسطين تحت اسم "لقطة" www.la2ta.com ، فبعد كل النجاحات التي حققتها الشركة في فروعها المنتشرة في الضفة الغربية و القدس ، قررت الانتقال لمرحلة جديدة تتخطى فيها الحدود الجغرافية عبر إطلاق موقع "لقطة " ..
و يحتوي الموقع على عشرات الآلاف من المنتجات المتنوعة و المختلفة من أفضل و أشهر الماركات العالمية ، و يغطي مجالات الأزياء، والإلكترونيات، ومستلزمات المنازل و الحدائق، والرياضات والنزهات، والصحة والجمال، والعناية الشخصية، والألعاب، ومنتجات الأطفال والمواليد الجدد، وغيرها .. ليلبي كافة متطلبات العملاء من الألف الى الياء ، و يتيح لهم الشراء من الإنترنت على مدار 24 ساعة ، بالاضافة لسهولة استخدامه و إمكانية المقارنة بين الاجهزة وأسعارها ومواصفاتها بسهولة ، و توفير خدمة النقل والتسليم المجاني لكافة محافظات الضفة الغربية و مدينة القدس ، وتنوع وسائل الدفع حيث تتوافر خاصية الدفع عند الاستلام، أو استخدام أي من بطاقات الائتمان مع إمكانية التقسيط لعدة دفعات ، وتجري جميع عمليات الشراء في الموقع عبر بوابة دفع آمنة ومتطورة ، و باللغتين العربية والإنجليزية .
موقع مميز يحاكي في تصميمه و في تنوع محتواه مواقع التسوق العالمية و العربية المشهورة كموقع سوق.كوم أو نمشي المشهوران بشكل كبير جدا في منطقة الخليج العربي ، إلا ان لقطة يختلف عنهما بأنه موقع يُلامس احتياجات المجتمع الفلسطيني و قدراته المالية ، عبر توفير منتجات من شركات عالمية بأسعار معقولة تناسب مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني ، مع توفير خدمة الصيانة للاجهزة الكهربائية و الالكترونية التي يتم شرائها عبر الموقع ؛ و في حين تحتاج عملية وصول المنتجات التي يطلبها المتسوق الفلسطيني عبر المواقع العالمية الى عدة ايام قد تصل ال 20 يوما ، و في أغلب الاحيان قد تحتاج لاكثر من شهر ، خصوصا في ظل الاوضاع الخاصة التي نعيشها و صعوبة التنقل بين المدن و القرى ، فإن لقطة توفر تلك المنتجات للمشتري خلال أقل من أسبوع ، مع توصيل مجاني لباب البيت أو مكان العمل .
و في الخِتام يتوقع خبراء الاقتصاد حول العالم المزيد من الإزدهار لعالم التسوق الالكتروني و زيادة عدد المقبلين عليه ، نظرا لمساهمته في توفير الوقت والجهد على المستهلكين، و مساعدتهم في التعرّف على طبيعة المُنتجات المطروحة في السّوق الالكتروني ، إلا أن عليه ايضا أي المتسوق التّعامل مع هذا النّوع من التسوّق بطريقة صحيحة و الالتزامُ بالنّصائح الخاصّة في التسوّق ، حتى ينجح في القيامِ بعمليّة الشّراء الإلكترونيّة بطريقة صحيحة، وضمن درجة عالية من الحيطة والحذر.