وكالات - الاقتصادي - تمرّ مرحلة إنتاج أيّ سيارة بالعديد من المراحل قبل أن تصبح جاهزة للسير على الطرقات، بحيث يتمّ تجنيدُ مئات المهندسين وآلاف العمّال وصرف مئات ملايين الدولارات للتمكّن من إنتاج سيارة تتوافق مع المعايير العالمية للجودة والسلامة والبيئة، وتكون صالحةً للسير على الطرقات.

تستغرق عملية صناعة سيارة حوالى 3 سنوات، وفي بعض الحالات تأخذ وقتاً أطول وتكلّف مئات ملايين الدولارات. وفي هذا الموضوع، سنختصر المراحل التي تمرّ بها صناعة أيِّ سيارة ونعرض أبرزها، وهي على الشكل التالي:

الرسم 
تبدأ صناعة أيّ سيارة عادة برسم بسيط لتجسيد فكرة معيّنة، تكون المقدِّمة لتصميمٍ قد يدخل مرحلة الإنتاج. وفي حال الموافقة عليه، تبدأ عملية تحويل التصميم من قبل اختصاصيين على الكمبيوتر من مجرّد رسم ثنائي الأبعاد، إلى مجسّم رقمي ثلاثي الأبعاد. بعد الانتهاء من هذه العملية، يتمّ إنشاء مجسَّم بالأبعاد الحقيقية من مادة الطين، أو من البوليمرات، أو من مواد أخرى

لهيكل والقطع 
بعد الانتهاء من التصميم الثلاثي الأبعاد والمجسّم بالأبعاد الحقيقية، يضع المهندسون في الشركات المصنّعة للسيارت خريطة الهيكل الرئيسي للسيارة، الذي سيحمل جميع قطع السيارة التي تتعدّى الألفي قطعة، مثل المحرّك وعلبة السرعات ونظام التعليق والعادم وتحديد مكان المقصورة والأبواب والمقاعد والتابلو غيرها. وتتمّ هندسة الهيكل بطريقة يمكنها إستيعاب جميع هذه القطع، التي يمكن أن يكون بعضُها مستخدَماً أصلاً في طرازات أخرى مثل المحرّك أو علبة السرعات أو بعض أجزاء نظام التعليق. وفي هذه المرحلة، يخضع الهيكل أيضاً لفحص معايير السلامة، لكن بطريقة رقمية على الكمبيوتر، التي تعطي نتيجة مشابهة بنسبة 90 في المئة لحالة الإختبار في الواقع الحقيقي. وفحص الهيكل، عملية مهمّة جداً، لأنه سيتمّ لاحقاً، بعد تصنيع السيارة، إختبارها ضدّ الحوادث من قبل شركات معتمدة عالمياً. وإذا فشلت في الإختبارات، ستُمنَع من السير على الطرقات وستتكبّد الشركة خسائر بملايين الدولارات.

التصميمُ الداخلي
يتم نتفيذُ التصميم الداخلي بالطريقة نفسها التي تعتمد على التصميم الخارجي. وتبدأ هذه العملية من قبل المصمّمين على الورق، وتنتقل الى مجسّمٍ رقميٍّ ثلاثيّ الأبعاد. وخلال هذه العملية، يتم اختيارُ التجهيزات والمواد المستخدَمة لبناء المقصورة. وعند الإنتهاء من جميع الخيارات النهائية للتصميم الداخلي، يبدأ المصمِّمون باختيار الألوان والأقمشة والبلاستيك والأكسسوارات ولوحة العدادات، وعناصر التحكّم وكلّ ما يمكن أن يدخل في تجهيز مقصورة السيارة. وكلّ هذه التجهيزات، يتمّ تصميمُها من الصفر، أي أيضاً تبدأ من الرسومات وتمرّ بمراحل عديدة مثل إختبار قوّة تحمّلها وقدرتها على العمل بشكل صحيح مع مرور الوقت. كذلك، يتمّ اختبارُ القطع أثناء ارتطام الركّاب بها ومدى خطورتها في حال حصول اصطدام. تجدر الإشارة إلى أنّ الشركات المصنِّعة للسيارات، تقوم بالتعاون مع شركات طرف ثالث لتصنيع بعض القطع، خصوصاً الكهربائية وأنظمة الترفيه والوسادات الهوائية وغيرها.

الموافقة النهائية 
بعد القيام بكلّ ما ذكرناه، وبناء نموذج يسمّى «كونسبت»، يأتي دور حصول هذا النموذج على الموافقة النهائية، قبل الشروع في بناء المعامل وخطوط الإنتاج للطراز الجديد. وفي هذه المرحلة، تلعب متطلّبات السوق دوراً هاماً، بحيث إنّ أيَّ تغيير يطرأ في السوق، يمكن أن ينسف عملية الإنتاج برمّتها ويلغيها. تجدر الإشارة الى أنّ هناك العديد من النماذج التي تمّ عرضُ فئات «كونسبت» منها، لم تلقَ طريقها إلى الإنتاج النهائي.

الهندسةُ النهائية 
في هذه المرحلة، يتمّ إجراءُ التعديلات النهائية ووضع اللمسات الأخيرة على التصميم بكامله، وتحديد التكلفة والتعاقد مع شركات الطرف الثالث من أجل دخول خطوط الإنتاج بشكل أسرع و بكلفة إنتاجية أقل.

التأكد من العيوب 
بعد أن تكتمل عمليةُ التصنيع، يأتي دور الإختبارات الفعلية والتأكّد من العيوب عبر تجربة السيارة في أصعب الظروف ولمئات آلاف الكيلومترات. وفي هذه المرحلة، يمكن أن تعود السيارة إلى المراحل الأولى للتصميم مرةً أخرى لمجرّد وجود عيوب ميكانيكية أو هندسية على أيِّ من القطع أو الأجزاء مهما كان نوعها.

مرحلةُ قبل الإنتاج 
بعد التأكّد من أنّ السيارة خالية من العيوب، يتمّ إنتاجُ عشرات النماذج منها وإرسالها إلى اختبارات السلامة العالمية. وفي هذه المرحلة، يتمّ اختبارُ السيارات ضدّ الحوادث الأمامية والجانبية والخلفية وحالات الإنقلاب وصدم المشاة. وفي حال نجاح السيارة بتخطّي هذه الأختبارات، تكون جاهزة لعملية الإنتاج النهائية. أما في حال فشلها، سيعمل المهندسون مجدداً على تصليح الأخطاء وإعادة الإختبار مجدداً.

مرحلةُ الإنتاج النهائي 
بعد المرور بكلّ المراحل التي ذكرناها سابقاً، تصبح السيارةُ جاهزةً للإنتاج الفعلي، وتبدأ الشركةُ بتصنيع السيارة وتوزيعها على وكلائها في جميع أنحاء العالم بالتزامن مع تدريب فرق الصيانة للتعامل معها وتأمين قطع الغيار لها، ومتابعتها عن كثب لتصحيح العيوب التي يمكن أن تظهر بعد فترة من الاستخدام وصيانتها مجاناً في السيارات التي ما تزال ضمن الكفالة. تجدر الإشارة إلى أنّ الشركات المصنِّعة تنتج السيارة على مدى 7 سنوات تقريباً، قبل وقف عملية الإنتاج والشروع بطراز آخر من جديد.