وكالات - الاقتصادي - تمكن العلم من تحليل وتفسير أكثر الأشياء والظواهر غموضًا في حياتنا، من تلك التي عاصرناها ورأيناها بأعيننا، أو حتى التي لم ندركها وحملتها لنا كتب التاريخ، وفي العصر الحديث، بعد أن تطورت الآلات والحواسيب والابتكارات بشكل تصاعدي غير مألوف على الإطلاق، أصبحت فكرة كشف وتحليل الأمور الغامضة ليست بالأمر الصعب كما في السابق، وبات الأمر أسهل، ولكن وعلى الرغم من كل هذا التطور العلمي الذي وصلنا إليه، فإنه لا تزال هناك على سطح كوكبنا الأزرق ظواهر غارقة بالغموض، لم يتمكن العلم من إيجاد أي تفسير لها إلى هذه اللحظة.
وفي هذا التحقيق، سنسلط الضوء على جزء بسيط من هذا الغموض، ونعرض لكم عدة ظواهر لم تفسر علميًا إلى الآن، لذا شدّوا أحزمتكم عليكم، وتابعوا معنا هذه الوجبة الدسمة والمثيرة من الغموض.
همهمة تاوس «The Hum»
«تاوس» هي بلدة صغيرة تقع في المكسيك بقارة أميركا الجنوبية، ومنذ فترة طويلة من الزمن يُسمع فيها صوت «همهمة» غريب ومجهول في الأفق، ويشبه ما تصدره محركات الـ«ديزل» من أصوات، إلى هنا ليس هناك غموض كبير في هذه القصة، إلا أن جرعة الغموض الزائدة والمثيرة تكمن في أن هذا الصوت من الممكن سماعه بكل سهولة عبر الأذن البشرية، لكنه من المستحيل جدًا تسجيله بأي ميكروفون أو أي أداة تسجيل صوت، مهما كانت حديثة وعالية الدقة، والمثير أكثر بـ«همهمة تاوس»، أنه إلى هذه اللحظة، ومنذ ظهوره للمرة الأولى، لم يتمكن أي من العلماء أو الخبراء، من معرفة مصدرها أو تحديد مكانها ولو بشكل تقريبي.
خطوط نازكا
وسط الصحراء الجنوبية، في «بيرو» بأميركا اللاتينية، وبمساحة تغطي ما يزيد على الـ190 ميلاً مربعًا، تقع ظاهرة غريبة للغاية، لم يتم الكشف عن أي تفسير لها، وهي «خطوط نازكا»، التي يُعتقد بأنها تعود إلى شعوب الـ«نازكا» الذين عاشوا في «بيرو» قبل ما يزيد على الألفي عام، والغريب بهذه الخطوط المثيرة والضخمة أنها ترسم أشكالاً مختلفة من الحيوانات والطيور، وأنها إلى هذه اللحظة لا تزال واضحة بشكل لا يُصدق، كأنها نُحتت بوقت قريب.
ومن الأمور التي حيّرت العلماء هو دقة هذه الرسومات العالية جدًا، والتي تغطي مساحات شاسعة من الصحراء، وكيف تم ضبط المسافات والأبعاد بهذه الدقة منذ ألفي سنة تقريبًا، بالفترة التي كانت بها شعوب الـ«نازكا»، لا تملك أقمارًا صناعية ولا أدوات حديثة لرسم مثل هذه المسطحات الهائلة، وحتى أيامنا هذه، ظلت «خطوط نازكا» عصية عن الكشف والإجابات.
أحجار الإبحار
بحيرة جافة تقع في وادٍ يُدعى «وادي الموت»، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تحمل هذه البحيرة في قاعها الجاف لغزًا غامضًا، حيث تنزلق العديد من الحجارة التي يتراوح وزنها بين 400 كيلوغرام وأكثر على سطح الأرض، بدون تأثير أي قوة خارجية أو معلومة عليها، وتنتقل زاحفة هذه الحجارة الضخمة من مكان إلى آخر، كأنها أفعى تتنقل وسط الوادي.
وطوال السنين والعقود الماضية، حاول العلماء دراسة هذه الحجارة، وباءت كل محاولاتهم في كشف سر حركتها اللامنطقية بالفشل، ما جعلهم يخرجون بالعديد من النظريات التي لا تعد قريبة كفاية لحقيقة هذه الظاهرة، ومنها بأن مجموعة من الأحداث والظواهر الطبيعية كالرياح والجليد، هي التي تتسبب في حركة الصخور، وآخرون شككوا بهذه النظرية السابقة، وادعوا أن هذه الأحجار لا تتبع مسارًا متوقعًا، فهي تقوم بتغيير مسارها بشكل مفاجئ.
الاحتراق التلقائي
بدأ الجدل حول هذه الظاهرة، من أرملة أمريكية عجوز تُدعى «ماري روز»، كانت تعيش في ولاية فلوريدا، وذلك بعد أن ﻋﺜﺮ رجال ﺍﻟشرطة عليها في شقتها وهي ﻣُﺤﺘﺮﻗﺔ تمامًا، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ يتبقى من هذه الأرملة الوحيدة ﺳﻮﻯ ﺃﺟﺰﺍﺀ بسيطة من جسدﻫﺎ، وتحديدًا من أطرافها، وعند الكشف عن مكان الحادثة، والتحقيق في أثاث والبيت من حولها، الذي كان مُنصهرًا، اكتشف المحققون أن سبب احتراق «ماري روز» ليس حريقًا عاديًا اندلع داخل منزلها، وأنها هي من بدأت بالاحتراق من داخلها، وﻗدرﻭﺍ ﺩﺭجة ﺍﻟحرﺍﺭﺓ التي تعرﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴدة ﺍﻟﻌجوﺯ بنحو 1500 درجة مئوية، وهي درجة حرارة ﻻ ﻳُﻤﻜﻦ على الإطلاق أﻥ تنتج بشكل طبيعي ﻣﻦ مصدر ﺣﺮﺍﺭﻱ ﻋﺎﺩﻱ في المنزل، فهذه الدرجة من الحرارة تستخدم لصهر الحديد والمعادن، وعلى الرغم من تكرار هذه الحادثة في مناطق مختلفة من العالم، والتأكد أن الحريق بدأ من داخل الجثث نفسها، فإن العلماء والخبراء لم يتمكنوا أبدًا من معرفة أسباب هذه الظاهرة، أو الخروج بأي نظرية تقارب حقيقتها.
الصوت القادم سجل من أعماق المحيط الهادي
تخيل أن تسمع صوتًا يأتي من أعماق المحيط الهادي، حيث يكون بقوة عظيمة من الممكن سماع صداه عن بعد 5 آلاف كيلومتر، هذا تمامًا ما حدث قبل قرابة الـ21 عامًا، وتحديدًا خلال العام 1997، حين صدر صوت قوي من أعماق المحيط بلغ صداه 5 آلاف كيلومتر، حيث تمكنت المسجلات الصوتية للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في أعماق البحار من التقاطه وتسجيله، وكان يُسمع بشكل واضح من كل هذه المسافة.
هذا الصوت الغامض والغريب، كان يشبه إلى حد كبير تلك الأصوات التي تصدرها بعض الأحياء البحرية الكبيرة، لكن لم يتمكن أي من العلماء من تحديد نوع الحيوان الذي أصدره، لكنهم كانوا على يقين بأنه لا يوجد أي مخلوق بحري يمكنه إصدار صوت بكل هذه القوة، حتى إن الحوت الأزرق، المعروف بأنه يصدر أعلى تردد صوتي على وجه الأرض، لم يكن بهذه القوة والعلو.