وكالات - الاقتصادي - نظراً للانتشار الكبير لنظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز فإنه يعد أكثر عُرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية مقارنة بأجهزة الماك من شركة أبل. وهنا يظهر تساؤل حول ما إذا كانت أجهزة الماك أكثر أمانا من حواسيب ويندوز، وإذا كان الأمر كذلك، فهل يرجع ذلك إلى الانتشار الأقل بين المستخدمين؟
وللإجابة على مثل هذه التساؤلات أوضح شتيفان إرمان، من مجلة "ماك آند آي" الألمانية، أن أجهزة الماك تتفوق على حواسيب ويندوز فيما يتعلق بجوانب الأمان.
تقنية Sandbox
وأضاف الخبير الألماني أن معمارية الأمان بنظام الماك تمتاز بأنها مدروسة جيداً وتقوم بتغطية أكبر عدد من التهديدات من تلقاء نفسها، ومنها على سبيل المثال تقنية Sandbox، التي تسمح للعمليات بالوصول إلى النطاقات المصرح بها فقط، على غرار أنظمة تشغيل الأجهزة الجوالة أبل "آي أو إس" وغوغل أندرويد.
بالإضافة إلى أن نظام تشغيل الماك يشتمل على برنامج مكافحة الفيروسات XProtect. ويمتاز هذا البرنامج الافتراضي بأنه أصغر حجماً من برامج مكافحة الفيروسات الأخرى. وأوضح إرمان ميزة ذلك بقوله "على العكس من برامج مكافحة الفيروسات كبيرة الحجم، لا يستهلك برنامج XProtect موارد نظام التشغيل، التي قد تؤدي إلى تباطؤ وتيرة عمل النظام".
قلة الانتشار
وإلى جانب معمارية الأمان يمتاز نظام الماك من أبل بميزة أخرى تتمثل في قلة انتشاره بين المستخدمين مقارنة بنظام مايكروسوفت ويندوز، وبالتالي فإنه لا يثير اهتمام القراصنة أو المحتالين للقيام بهجمات إلكترونية، نظراً لأن المجهود المبذول لشن مثل هذه الهجمات يكون كبيراً جداً وبدون جدوى في كثير من الأحيان، على العكس من الهجمات الإلكترونية لنظام ويندوز، والتي تستهدف أعداداً كبيرة من المستخدمين. ولهذا السبب تقل أعداد البرامج الضارة، التي تستهدف أجهزة الماك.
ووفقا لتقديرات الشركات المطورة لبرامج مكافحة الفيروسات فإن تهديدات أجهزة الماك تتزايد بسرعة إلى حد كبير؛ حيث أشارت شركة McAfee إلى أن أعداد البرامج الضارة لبرنامج التهديد (خلال مارس 2018) بلغ 100 ألف مع بداية عام 2016، ولكنه وصل بالفعل إلى أكثر من 700 ألف مع نهاية 2017.
وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تبدو كبيرة، إلا أنه لا يمكن مقارنتها بملايين الهجمات، التي تتعرض لها حواسيب الويندوز كل يوم. ويعتقد الخبير الألماني أن هذه الأرقام مجرد وسيلة للتخويف من الشركات المطورة لبرامج مكافحة الفيروسات.
برنامج إضافي؟
وينصح بالاكتفاء ببرناج مكافحة الفيروسات الافتراضي بنظام أبل، وعدم استعمال برنامج إضافي لمكافحة الفيروسات، نظراً لأن مثل هذه البرامج نفسها قد تشكل خطراً على أجهزة أبل.
ويتيح برنامج FileVault مثلا للمستخدم إمكانية تشفير البيانات المهمة بشكل مريح، حتى تظل البيانات في أمان إذا ما تعرضت الأجهزة لهجمات القرصنة الإلكترونية أو في حال فقدان أجهزة الماك. وينصح فوياخوفيسكي باستعمال برنامج النسخ الاحتياطي Time Machine، والذي يقوم بعمليات النسخ الاحتياطي للبيانات على فترات منتظمة لحمايتها من الفقدان، وتعتبر هذه البرامج من المكونات الأساسية لنظام الماك.
ويرى فوياخوفيسكي أنه يمكن استعمال برنامج إضافي لمكافحة الفيروسات على أجهزة الماك في بعض الأحيان لإنشاء حاجز أمان إضافي، وهو ما قد يكون إلزامياً في بعض الشركات، نظراً لأن هذه البرامج قد تمتاز بمعدل تحديث أعلى من برنامج XProtect المدمج في نظام التشغيل.
وإذا قرر المستخدم استعمال برنامج إضافي لمكافحة الفيروسات على أجهزة الماك فيكفيه الاعتماد على الإصدارات المجانية، والتي عادة ما توفر حماية جيدة من الأكواد الضارة ويتم تحديثها مرة واحدة يومياً، في حين أن الإصدارات المدفوعة من برامج مكافحة الفيروسات تحصل على تحديثات كل ساعة تقريباً.
وأشارت مجلة "ماك آند آي" الألمانية إلى أن البرامج المجانية لمكافحة الفيروسات تعمل بصورة جيدة ولا تتسبب في تباطؤ وتيرة عمل نظام التشغيل ولا تستهلك قدراً كبيراً من الموارد، ومن ضمن هذه البرامج المجانية Sophos Home أو Avast Free Mac Security أو AVG Antivirus.
ومع ذلك، يرى الخبراء أنه ليس هناك حاجة لمثل هذه البرامج طالما أن نظام أبل يعتمد على معمارية آمنة ويظل هدفاً غير جذاب نسبيا للقرصنة الإلكترونية.