وكالات - الاقتصادي - تحقيق الربح هو الهدف الأساسي الذي تسعى إليه أي الشركات، حتى لو كلفها الأمر التعدي على خصوصية العملاء، قد تشعر بالطمأنينة والارتياح إذا وصلتك رسالة إلكترونية بأن شركة أو تطبيق معين يعتزم تحديث سياستها للحفاظ على خصوصيتك.
لكن ما يُكشف عنه كل يوم من حجم الاختراق والاطلاع من قبل الشركات الكبرى على خصوصيتك سيصيبك بالإحباط، وهو ما قرر من أجله قيام الاتحاد الأوروبي بتطبيق قانون حماية البيانات، لمواجهة تلك التعديات السافرة على الخصوصية.
آبل وتفاصيل حسابك المصرفي
أشارت تقارير إعلامية إلى أن شركة آبل تتجسس على حسابات مستخدميها المصرفية، لمعرفة رصيد الفيزا الشرائية؛ لاستهداف عملائها بإعلانات تتناسب مع ميزانياتهم.
يأتي ذلك من منطلق تنافس الشركات لجذب أكبر عدد من الجمهور لمنتجاتها، فيما اتجهت آبل لتلك السياسات بعد أن وجدت أنه يفيد في زيادة المبيعات.
وقامت آبل بإنشاء نظام يُمكنها من الكشف عن البيانات الشخصية لأصدقاء مستخدمي الآيفون، وتبادل البيانات معهم، كما طوَّرت منصةً إعلانية تكشف بياناتك الخاصة، وتُرسل إليك إعلانات منتجاتها في صورة رسائل على رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني أو الحساب على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيسبوك وسجلّك الطبي
في تعدٍ صارخ على الخصوصية، واستخدام البيانات دون علم أصحابها بطرق غير متوقعة، اعتزمت العام الماضي 2017 شركة فيسبوك إرسال مندوبيها إلى المستشفيات والوحدات الصحيّة لمعرفة معلومات عن المرضى، تشمل عُمر المريض، والعلاج الذي يتلقَّاه، وعدد الزيارات التي يقوم بها للمستشفى.
ويهدف المشروع إلى ربط بيانات المستخدمين على موقع التواصل الاجتماعي، لاستخدام تلك البيانات في مشروع بحثي مرتبط بالخدمة الطبية.
وبالفعل تواصلت الشركة مع مدرسة ستانفورد، وكلية الطب الأميركية للموافقة على مشاركة البيانات.
لكن الاتهامات التي وُجهت للشركة بشأن التعدي على خصوصية المستخدمين جعلها تعلن تخليها عن المشروع وعدم البدء في تنفيذه.
شركات الدعاية ومعرفة حقيقة مشاعرك
أصبحت شركات الدعاية من خلال أساليب معينة التعرف على شعورك، سواء كنت حزيناً أو سعيداً؛ كي ترسل لك الدعاية المستهدفة.
وبدأت كبرى شركات الدعاية والإعلان مؤخراً التعاون مع مؤسسة Realeyes، التي تهتم بمجال التعرف على تعبيرات الوجه.
ومن خلال كاميرا الويب لجهاز اللاب توب أو الهاتف المحمول، يمكنك تحديد رد فعل المستهلك على إعلانات الإنترنت، من خلال تعابير الوجه، سواء كان سعيداً، أو حزيناً، أو مندهشاً، أو ممتعضاً.
وتساعد هذه التقنية شركات الدعاية على تحديد طبيعة الجمهور الذي تقوم باستهدافه، وما يعجبه وما لا يعجبه، وكيف ستخرج إعلاناتها الموجّهة له.
تستعين غالبية المولات والمتاجر حول العالم بتقنية المراقبة "التعرف على الوجه"، لكن المخيف أن تلك التقنية يمكن استخدامها في عملية جمع البيانات، فمن خلالها يمكن معرفة هوية الزبون، جنسه، عمره، وحتى انتمائه العرقي، وعدد الزيارات، كما يمكن التعرف على حركته بشكل أفضل، مما يساعد على جعل الزبون فريسة سهلة لعروض الشركات.