وكالات - الاقتصادي - الأخبار المزيفة هي الآفة الحقيقية التي تعاني منها بالوقت الراهن الشبكات الاجتماعية خصوصاً كل من فيس بوك وتويتر.
وحسب خبير أمني في مؤتمر RSA تحتاج منصات الإنترنت مثل فيس بوكو تويتر وجوجل وشبكات الإعلانات الأقل شهرة إلى بذل المزيد من الجهد لمكافحة الأخبار المزيفة وغيرها من أشكال المعلومات المضللة؛ لأن ذلك سيكون له عواقب مالية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Terbium Labs السيد دانيال روجرز: "إذا كنت تدير إحدى هذه الشركات، فإنك تحتاج إلى منع المواقع التي تنقل المعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة من شراء الإعلانات حتى لو كان ذلك على حساب العائدات الإعلانية والأرباح".
وأضاف أن فيس بوك وتويتر لم يمنعا الأخبار المزيفة، ولم يحاربا خطاب الكراهية؛ لأن المزيد من المحتوى المزيف والمزيد من الحجج السياسية على الإنترنت يعني المزيد من المال لهم.
وقال: "أتمنى أن يعي فيس بوك وتويتر مسؤوليتهما جيداً، ويقدرا خطورة هذه المشكلة".
وقال روجرز إن الأخبار المزيفة هي مشكلة تتعلق بأمن المعلومات، حتى وإن لم يتم الاعتراف بها على هذا النحو. وأوضح أن البيانات التي تتم معالجتها بشكل صحيح تحتاج إلى امتلاك ثلاث سمات: السرية والنزاهة والتوافر.
وقال روجرز: "نحن قلقون بشأن السرية والتوافر، مثل الحراسة ضد خروقات البيانات أو التأكد من بقاء الخوادم على الإنترنت. "لكننا نحتاج إلى القلق بشأن النزاهة"
وتابع روجرز قائلاً: "بوتين أثر على الانتخابات الأمريكية هو بالتأكيد اختراق". "إنها ليست مشكلة فنية، ولكنها مشكلة أمن المعلومات".
وقال روجرز إنه لا يحب مصطلح "الأخبار المزورة"، مفضلاً "التضليل" بدلاً من ذلك. وعرَّف ذلك بأنه معلومات قام شخص ما بتصنيعها أو تشويهها أو إخراجها من السياق؛ من أجل خداع الآخرين.
وقال إن المعلومات الخاطئة تشبه التضليل، ولكنها أقل ضراوة؛ لأنها كانت نتيجة لخطأ أو خطأ في فهم شخص ما.
العناوين المضللة أو المحتوى المضلل، مثل ربط الأحداث غير ذات الصلة ببعضها البعض؛ سياق خاطئ يضع إطارًا للمسألة بطريقة مضللة؛ المحتوى المحتال، عندما تُنسب الأكاذيب إلى مصادر موثوقة؛ والتلاعب بالمحتوى، كما هو الحال عند تصوير الفيديو أو الصورة، هي كلها أنماط من الأخبار المزيفة التي يجب محاربتها.
ويعد التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية أبرز قضية على كيف يمكن للأخبار المزيفة أن تؤثر في الانتخابات وتعرقل الديمقراطية.
أما عن الحلول المقترحة لمواجهة الأخبار المزيفة فإن روجرز يؤكد أنه يجب الرفع من وعي القارئ والمتتبع للأخبار للتمييز بين الأخبار المزيفة عن الأخبار الصحيحة، بل وتعزيز مهارة البحث لديه عن المعلومات والتحقق قبل تصديقها.
من جهة أخرى فقد دعا أيضاً إلى تعزيز المبادرات التي تعمل على مكافحة الأخبار المزيفة مثل Politifact وهي مواقع وخدمات تعمل على التحقق من الأخبار ونشر الحقيقة.
تحتاج تلك الخدمات إلى التطور والسرعة في تناول الأخبار المزيفة ومعالجتها والتحذير منها لمنع انتشارها وتوعية الناس من تلك الروايات المغلوطة.
وبالحديث عن مشكلة البوتات والحسابات الأتوماتيكية التي تغزو تويتر والتي تشكل 20 في المئة من المستخدمين، فقد أكد الخبراء أنها مصدر مهم لانتشار الأخبار المزيفة، فهي تعمل على نشر التغريدات التي تروج للقصص الزائفة وتعيد نشرها على نطاق واسع بشكل جماعي لتظهر في نتائج البحث والرائج.
وطالب الباحثون الشركة الأمريكية بالتخلص من تلك المشكلة بحذف تلك الحسابات، رغم أنها ستتضرر على مستوى النتائج المالية من خلال تراجع المستخدمين، وكذلك تراجع كمية المحتوى المنشور على المنصة، لكن هذا حل فعلي ويجب أن يحدث في فترة زمنية قصيرة أو على مراحل إن كانت الشركة حريصة كل الحرص على نتائجها المالية.
وبالنسبة لخدمات إدارة التعليقات والتي تقدمها كل من فيس بوك وتويتر إضافة إلى Disqus من الأفضل أن تبذل جهوداً أكبر في محاربة خطاب الكراهية، فالتعليقات المليئة بالشتائم والتهجم على الآخرين تحول هذه المنصات إلى ساحات للغل والحقد ولا تخدم المجتمعات.
وطالب روجرز المنصات الاجتماعية بحل مشكلة الأخبار المزيفة بالقضاء على الحسابات التي تنشر التزييف والتظليل، وكذلك منع الترويج المدفوع للقصص السياسية الملفقة، فالكثير من الأخبار المزيفة لم تكن لتنتشر لولا أنه تم الترويج المدفوع لها على هذه المنصات.