وكالات - الاقتصادي - حين يمتلك أكثر من ملياري شخص في العالم هاتفاً ذكياً، يسمح لهم بالتجول مع قوة حاسوبية أفضل من تلك المحرّكة لأول سفينة فضاء وصلت إلى القمر، فإن الجانب السلبي من هذا التطور هو أننا أصبحنا أكثر ترابطاً، وأكثر عرضة لاختراق الخصوصية.
ولم يعُد القراصنة بحاجة للدخول الفعلي إلى هاتفك لسرقة المعلومات الشخصية؛ فبفضل الإنترنت وتطور التكنولوجيا، ظهرت التطبيقات "البريئة" من الخارج، والخبيثة من الداخل إلى جانب نقاط الـ Wi-Fi غير الآمنة، التي تجعل المستخدم العادي ضحيةً للمخترقين، فظهر مصطلح القرصنة الهاتفية، الذي أثار مخاوفَ أكبر للشركات التي تحاول اتخاذ خطوات حازمة لمكافحة الهجوم السيبراني.
أما بالنسبة للأفراد أو مستخدمي الهواتف الذكية فإليك ما يجب عليك معرفته، بخصوص القرصنة الهاتفية:
في عالمٍ رقميٍّ يسير بخطى سريعة، مدعوماً بنقل المعلومات، فإن القرصنة الهاتفية تبدو شيئاً حتمياً، سواء كانت السرقة للوصول لأسرار بعض المنافسين أو للحصول على قصص للصحف أو للتجسس وغيرها. لكن كيف يتم الأمر؟
الجواب قد يفاجئك، في الواقع كل ما يتطلّبه الأمر هو عدد من برامج الإنترنت. فهناك الكثير من البرمجيات التي يُمكنها أن تساعد أيَّ شخصٍ في الوصول لقوائم المكالمات لديك وجهات الاتصال والرسائل النصية وغيرها من بيانات الهاتف. ومع ذلك، فإن معظم هذه الأدوات تتطلب التثبيت المباشر، ما يعني أن شخصاً ما يحتاج إلى الوصول إلى هاتفك من أجل تحميل برامج التجسس.
إحدى أكثر الطرق شيوعاً لتحقيق ذلك، من خلال إرسال رسالة نصية أو بريد إلكتروني يحتوي على صورة أو رابط ضارٍّ، وبمجرد النقر عليه من قِبل الضحية تقوم البرمجيات الخبيثة بتثبيت نفسها على الهاتف، وغالباً لا يتم اكتشافها، وبالتالي يمكن للمخترق إرسال المعلومات من الهاتف لجهة خارجية، كما أن بعض البرمجيات الضارة تسمح باختراق كاميرا الهاتف، والتحكم في الميكروفون، للاستماع للمحادثات والمكالمات الهاتفية.
هناك أدلة على أن بعض الهواتف أكثر عرضة للاختراق من غيرها، فبسبب الشفرة المفتوحة المصدر، التي يوفرها نظام التشغيل آندرويد، أصبح بإمكان الهاكرز الوصول لبنية النظام الأساسية وتصميم برمجيات مخصصة لاستخراج البيانات من الهاتف، ولهذا يقوم المخترقونبتطوير برامج خبيثة لنظام آندرويد كل 17 ثانية، إلى جانب الثغرات الأمنية الأخرى في النظام، التي جعلته أكثر عرضة للقرصنة.
أما نظام iOS، فإنه يُقدِّم عمليات موافقة أكثر صرامة على التطبيقات، التي تُعرض على iTune، والمزيد من الإجراءات الأمنية القوية، الذي يجعل أجهزة آيفون أكثر صعوبة في الاختراق. ووفقاً لخبراء الأمن، فإن الآيفون أكثر أماناً وموثوقية، في سياق حماية البيانات ومحاولات التجسس من أنظمة التشغيل الأخرى، مثل آندرويد أو ويندوز، ومع ذلك فإن آيفون ليس ضد الاختراق، وهو ما أعلنه خبراء الأمن، حيث يمكن للقراصنة اختراق جهاز آيفون، وتثبيت برمجيات خبيثة عليه، دون أن يدرك المالك من خلال استغلال ثغرة في خدمة الـ Wi-Fi، وهذا يعني أن المعلومات الأكثر حساسية للمستخدم مثل البيانات المصرفية وكلمات المرور، يمكن أن تقع في أيدي المخترقين بسهولة، ولكن آبل في كل مرة تقوم بإصلاح أي مشكلة أو ثغرة أمنية سريعاً، ولهذا يعتبر نظام iOS من أكثر الأنظمة صعوبة وتعقيداً.
هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها لحماية هاتفك من التعرض للاختراق، وفيما يلي بعض الخطوات الأساسية التي يجب على جميع مستخدمي الهواتف الذكية اتخاذها.
يمكن لبرنامج مكافحة الفيروسات اكتشاف العديد من برامج التجسس، التي قد تكون مخفية في هاتفك الذكي والتخلص منها، لذا تأكد من تثبيت تطبيق مكافحة فيروسات موثوق به، والقيام بعمليات مسح بكافة الملفات بالهاتف، للبحث عن أي ملفات خبيثة تحاول الوصول لبياناتك الحساسة.
هناك الكثير من التطبيقات المتوفرة على نطاق واسع لمستخدمي الهواتف الذكية وهنا المشكلة، حيث تختلط تلك التطبيقات مع الملفات الضارة، لذلك يجب التأكد من كل تطبيق، وإجراء بحثٍ عنه قبل تنزيله على هاتفك، لضمان عدم وجود مشكلات تتعلق بالأمان.
أسهل أنواع القرصنة هي ما تتم مباشرة على الهاتف نفسه، لهذا السبب توخَّ الحذر، ولا تترك هاتفك في أي مكان بعيداً عن ناظريك، وإنْ اضطررت لتركه يجب أن تجعل من الصعب فتحه بوضع كلمة مرور، أو الفتح بالبصمة، حتى لا يتم اختراقه بسهولة.
الوصول للإنترنت من شبكة Wi-Fi عامة يسمح للقراصنة باعتراض بياناتك واختراق هاتفك، لذا لا تقم بالتسوق أو استخدام الخدمات المصرفية على شبكة Wi-Fi عامة، حتى لا تتسبب بسرقة رقم حسابك البنكي ومعلوماتك الشخصية الأخرى.
العديد من المستخدمين لا يقومون بتحديث الهاتف الخاص بهم، لكن تلك التحديثات تساعد بالفعل على حماية الجهاز، لأنها غالباً ما تتضمن إصلاحات لأخطاء وتحديثات لسد بعض الثغرات الأمنية في الهاتف، ومكافحة الفيروسات الجديدة، وإذا لم تقم بالتحديث فالأمر يشبه محاولة استخدام أساليب طبية قديمة للحماية من سلالات جديدة من الإنفلونزا، بالطبع تلك الأساليب عديمة الفائدة تماماً.
لا تفتح الرسائل النصية التي تأتي من مصادر غير معروفة، لأن العديد من المخترقين يستغلون الرسائل النصية لتنفيذ هجمات على هاتف الضحية، مثل ثغرة Stage fright، التي أصابت الكثيرَ من هواتف الأندرويد بسهولة، من خلال مقطع فيديو برسالة نصية، وبمجرد النقر على الفيديو يصبح الهاتف تحت سيطرة الهاكر، ويمكنه بعد ذلك عمل ما يريد عن بُعد، ويحتاج الهاكر من أجل تنفيذ هذا الأمر رقم هاتف الضحية فقط.
أخيراً، يمكن القول بأن أي هاتف معرَّض للاختراق، وهذه الحقيقة أثارت المخاوف في مجتمع التكنولوجيا، وتقع بعض المسؤولية لمنع تلك الهجمات على عاتق مطوري الهواتف الذكية والتطبيقات، ومع ذلك لا يضر أن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية هاتفك، ومحاولة تقليل فرص الوصول إليه واختراقه.