وكالات - الاقتصادي - ربما تكون عانيت من قبل من "متلازمة الأغنية الأخيرة"، فربما تسمع قائمة من عشرين أغنية في سيارتك أو بسماعات متصلة بهاتفك المحمول بينما تركب المواصلات العامة، لكن لحن أغنية معينة من القائمة هو الذي يستمر في رأسك، وفي أذنك؛ كأن الأغنية لا تزال تعمل!
فما الذي يجعل بعض الأغنيات من المرجح أن تبقى في رؤوسنا فترة أطول، يقول الباحثونفي جامعة Durham، إن اللحن أو الإيقاع هو ما يجعل بعض الأغاني أكثر جذباً من غيرها من هذه الناحية.
من أين تأتي دودة الأذن؟
نظراً للطبيعة اللاإرادية للأغاني التي تستمر في رؤوس الناس "دودة الأذن"، من الصعب جداً دراستها. على هذا النحو، فإن الآلية الدقيقة في الدماغ التي تسبب هذه الظاهرة لم يتم فهمها بالكامل بعد. ويرى بعض العلماء ممارسة الإنسانية القديمة في تمرير المعرفة من خلال الأغنية كمصدر محتمل لهذا الاتجاه.
فقد تم نقل الحقائق والتاريخ والمعلومات وتذكرها من خلال الكلمات المنطوقة التي يتم غناؤها، وحتى الآن يجد الكثيرون سهولة في حفظ شيء تمت إضافة قافية أو إيقاع له.
"ويبدو أن هذه الأغاني اللزجة موسيقياً تتسم بسرعة كبيرة جداً من جانب ونمط أو شكل لحني معين، وفترات أو تكرارات غير عادية، كما يمكن أن نسمعها في افتتاحية Smoke On The Water by Deep Purple، أو في جوقة" bad romanve "من ليدي غاغا"، تقولالدكتورة كيلي جاكوبوفسكي، الكاتبة الرئيسية للدراسة من قسم الموسيقى في جامعة دورهام.
ويعيش حوالي 90% منا تجربة "دودة الأذن" مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، وهي الأغنية التي تبقى عالقة في الدماغ حتى عندما تتوقف عن سماعها، ويحدث ذلك أكثر عندما يكون الدماغ لا يبذل جهداً ذهنياً كبيراً، مثل أثناء المشي أو دخول الحمام أو القيام بأعمال منزلية بسيطة وفقاً للباحثين.
وفي الدراسة، التي نُشرت في دورية سيكولوجيا علم الجمال والإبداع والفنون، حدَّد الباحثون ثلاث خصائص مميزة تشكل دودة الأذن: سرعة، وشكل اللحن، وفترات قليلة مميزة.
من حيث السرعة، فإن ديدان الأذن تكون أسرع وأكثر تفاؤلاً مع الإيقاع. على سبيل المثال، وجدت الأبحاث السابقة أن الأغاني الموجودة في قائمة التشغيل أو التمرينات الرياضية تميل إلى نقل الرياضيين إلى حالة تعرف باسم "التدفق"، وهي عندما يكون الناس مشغولين تماماً بما يفعلونه ويشعرون وكأنهم يعملون على الطيار الآلي. عادة، سوف تبدأ قائمة التشغيل التجريب مع المجهود، وتمتد الموسيقى، ومن ثم تنتقل إلى الأغاني القلبية، التي تزيد تدريجياً.
هذه الأغنيات هي أيضاً أكثر عرضة لأن تكون دودة أذن، بسبب الزيادة التدريجية في شدتها، يتبعها انخفاض، وما بينهما.
ويحدد شكل لحن للأغنية، أو الشكل الموسيقي ما إذا كانت ديدان الأذن. تشمل الأغاني بسيطة البنية ولكنها تمتلك نمطاً إيقاعياً. على سبيل المثال، ترتفع قافية "Twinkle، Twinkle، Little Star" ثم تنخفض ثم ترتفع مرة أخرى. يجعل هذا اللحن السهل التذكر هذه الأغنية دودة أذن حتمية.
وأخيراً، تمتلك أغنية ديدان الأذن بنية فاصلة غير عادية، مثل بعض قفزات غير متوقعة أو ملاحظات أكثر تكراراً، مما كنا نسمعه في "أغنية البوب المتوسطة". يحتوي النمط الخاص بـThe Knack's "My Sharona" على بنية غير عادية.
وللحصول على هذه البيانات، استخدم الباحثون استطلاعاً عبر الإنترنت لطرح 3000 شخص على أنغام الأذن الأكثر تكراراً. وقارنوها بالأنغام التي لم يتم تسميتها أبداً باسم ديدان الأذن في قاعدة البيانات، ولكنها كانت مطابقة من حيث الشعبية، وحسبوا كم مرة كانت في قوائم الموسيقى بالمملكة المتحدة. ثم تم تحليل ومقارنة ميزات لحنين من ديدان الأذن ونغمات الأذن العادية، واقتصرت الأغاني على أنواع الموسيقى الشعبية، مثل موسيقى البوب والروك والراب والإيقاع والبلوز.
وبخلاف ذلك قال ياكوبوفسكي: "نحن نعلم الآن أيضاً أنه بغض النظر عن نجاح الأغنية، هناك ميزات معينة للغناء تجعلها أكثر عرضة للتعلق برؤوس الناس مثل خلفية شاشات التوقف الموسيقية الخاصة".
تدّعي دراسة عام 2015 في المجلة الفصلية لعلم النفس التجريبي أن مضغ العلكة يوفر حلاً بسيطاً. في سلسلة من التجارب، أفاد المشاركون الذين أعطوا علكة الصمغ لمضغها نسبة أقل من ديدان الأذن بالنسبة لأولئك الذين لم يفعلوا ذلك. يفترض الباحثون أن الجهاز الصوتي الخاص بنا مشارك في الغناء، وعندما يتم إشراك فكينا بمضغ العلكة، فإن قدرتنا على تخيل الموسيقى تضعف، خاصة أن الإيقاع يرتبط كثيراً بحركة الجسم كاليدين والرأس وحركة التنفس والقلب.
وتقول الدراسة الأخيرة في جامعة Durham، إن "الانخراط في الأغنية" يساعد على التخلص من استمراريتها، أو على النقيض يمكن محاولة عدم التفكير فيها، وترك الدودة تنهار من تلقاء نفسها!
إضافة لذلك يمكن أن يساعدك التفكير في أغنية أخرى أو شيء آخر على طرد "دودة الأذن" من رأسك.