الرياض - الاقتصادي - سلطت وفاة العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ الضوء على مرضه النادر، التصلب اللويحي العضلي الجانبي، وعن أناس آخرين مصابين بهذا المرض الصعب لكنهم حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم، ولايزالون. على رأس هؤلاء يتواجد أحد رجال الأعمال السعوديين.
لم يكن هوكينغ هو الوحيد المصاب بهذا المرض، وإن كان هو الشخصية الأبرز، لكن هناك آخرين أصيبوا به، بينهم رجل الأعمال السعودي سلطان العذل. وعلى نفس خطى هوكينغ، لم يقف المرض حائلاً أمامه في تحقيق نجاحات في عدد كبير من الشركات تحت إدارته، أهمها فروع "فيديكس" و"دانكن دوناتس" في السعودية.
وسلطت وسائل الإعلام الضوء كثيراً على العذل خلال السنوات الماضية، كقصة نجاح وتحد ملهمة لهذا المرض النادر.
وروى العذل قصته مع المرض الذي أصيب به منذ 19 عاماً، مشيراً إلى أنه فقد خلالها القدرة الكاملة على الحركة والنطق باستثناء حركة العينين والشفتين، كما فقد جميع حواسه عدا السمع والبصر والإحساس.
وذكر أنه يتنفس منذ عام 2002 من خلال أنبوب موصول بجهاز تنفس صناعي، ويتغذى بواسطة أنبوب تغذية يصل إلى المعدة بفتحة.
لكن هذه الظروف المرضية القاسية لم تقف عقبة أمامه لممارسة حياته الأسرية والعملية، فنجح في إدارة مجموعة من الشركات لها تأثير مهم في السوق السعودي، مثل شركة "سمسا" للنقل السريع المحدودة (فيديكس)، وشركة "شهية" المحدودة (دانكن دوناتس)، والشركة العربية لخدمات الأمن والسلامة المحدودة (أمنكو)، كما أنه عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للتصدير، وعضو مجلس إدارة شركة "الرملة" للخدمات الطبية المحدودة (مركز العليا الطبي)، وشركة مَنْصُور جنرال داينامك.
ويفوق عدد الموظفين في الشركات التي يشرف عليها 10 آلاف موظف وموظفة.
وتغلب العذل على عدم قدرته على الحركة والنطق بتأليف كتاب ضخم عن جده صالح (باشا) بن محسن بن عذل، أحد رجالات الملك عبدالعزيز، يحوي ألفي صفحة، مستعيناً في تأليفه بعينيه فقط، والذي كتب مقدمته الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي كان وليّ العهد آنذاك، ولم يكن هذا المؤلَّف هو الوحيد له، بل استطاع تأليف كتب أخرى، مستخدماً عينيه فقط.
تدرّج في المراحل الدراسية حتى المرحلة الثانوية في معهد العاصمة في مدينة الرياض. ثم أكمل دراسته الجامعية في كلية الهندسة بجامعة بورتلاند في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تخرج بدرجة البكالوريوس في تخصّص الهندسة الكهربائية، وكانت رسالته الجامعية عن المفاعلات الذرية.
ولم تكن لدراسته علاقة مباشرة بتوجهه الاستثماري والتجاري، وإنما وجود فرص استثمارية في السعودية في ذلك الوقت، والتوجه العام للبناء ودفع العجلة الاقتصادية كان له بالغ الأثر في توجهه التجاري آنذاك.