الفلسطيني "عبد ربه"... حارس الأرض في مواجهة الاستيطان
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(2.80%)   AIG: 0.17(6.25%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.48(7.36%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.80(4.76%)   ARKAAN: 1.32(0.00%)   AZIZA: 2.89(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.90(0.00%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.29(6.61%)   ISH: 1.05(%)   JCC: 1.60( %)   JPH: 3.84(3.78%)   JREI: 0.28(0.00%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47( %)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.76(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.83(%)   PADICO: 1.00(%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.00(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.13(0.00%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.28(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.09(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.67(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.90(2.56%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.36(%)   VOIC: 6.30(5.00%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
8:37 صباحاً 16 آذار 2018

الفلسطيني "عبد ربه"... حارس الأرض في مواجهة الاستيطان

بيت لحم - الاقتصادي - (الأناضول) - يُمضي الفلسطيني نصري عبد ربه (٦٠ عاما)، وقته في العمل في حقل ورثه عن أجداده، قرب مدينة بيت جالا بمحافظة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، والقريبة من مدينة القدس المحتلة.

ووسط مخاوفه من طرده من أرضه، من قبل السلطات الإسرائيلية، يواصل "عبد ربه" العمل فيها، يقلّم أشجار الخوخ، والزيتون، ويزيل الأعشاب من حولها، بمساعدة ابنه "بشير ذو الـ22 عاماً.

وتقع الأرض، التي تبلغ مساحتها نحو ٢٠ دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، ضمن المخطط الإسرائيلي لإقامة ما يسمى بـ "الحديقة الوطنية" غربي مدينة القدس.

"أملك أوراقاً رسمية ثبت ملكيتي للأرض، لقد ورثتها عن والدي، الذي ورثها عن جدي من قبل"، يقول عبد ربه لمراسل الأناضول خلال تقليمه للأشجار.

وفي أرضه، يزرع "عبد ربه" أشجار الزيتون واللوز والعنب والخوخ، والتين، والكرز، إلى جانب بعض النباتات الطبية كالزعتر والميرمية.

ويقول: " أعيش أنا وعائلتي من خيرات هذه الأرض وإنتاجها".

وبالقرب من أرض "عبد ربه" أيضاً، يمر قطار القدس- تل أبيب.

يشير عبد ربه، بيده لمبانٍ إسرائيلية في القدس الغربية، قائلا: " أقيمت هذه المباني على أراضي قرية المالح المهجرة".

وتتعدى علاقة "الفلسطيني عبد ربه" بأرضه، من مالكها، إلى كونه حارسها، بحسب قوله.

وأضاف: " أمضي جلّ وقتي في فلاحة الأرض، أتناول طعامي وشرابي، وفي ليال الصيف أبات هنا"، ويشير إلى كهف صغير".

وفي سنوات مضت، استطاع المزارع تأهيل كهف ليحوّله لبيت صغير يأويه مع عائلته، لكنه مهدد بالهدم من قبل السلطات الإسرائيلية.

وتسكن عائلة "عبد ربه" في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين قرب بيت لحم.

وتعرضت منشآت زراعية، شيّدها المزارع "عبد ربه" للهدم من قبل السلطات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه تسلم يوم ٢٢ يناير/ كانون الأول الماضي، إخطارا بإزالة عريشا نصبها لأشجار العنب، وجدار شيده على مدخل الكهف.

وتابع: " لا يريدون (السلطات الإسرائيلية) أي منشآت في الأرض، يضيقون الخناق لكي نرحل عنها، وهذا لن يحدث".

وفي الجبل المقابل لكهف "عبد ربه"، يتسارع البناء في مستوطنة "غيلو" والتي تعد إحدى ضواحي مدينة القدس.

ويشير المزارع الفلسطيني نحو المستوطنة، قائلا: " يسمح لهم بتشييد هذه العمارات السكينة، لكنه يحرّم عليّ تشييد غرفة أعيش بها مع عائلتي على أرض ورثتها عن أجدادي، وأملك بها أوارق منذ الحكم العثماني في فلسطين".

وما تزال آثار هدم بيت من الصفيح، شيّد قبل نحو عامين، وهدم بعد شهور من تشيده، بادية للعيان، في أرض المزارع.

وتعرض "عبد ربه" عدة مرات للاعتقال، ودفع غرامة، لقيامه بأنشطة زراعية تعتبرها السلطات الإسرائيلية مخالفة للقانون.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد عرضت على المزارع الفلسطيني مبالغ مالية كبيرة مقابل بيع أرضه أو الرحيل عنها، لكنه رفض.

يقول "بشير"، نجل "عبد ربه" إنه يفضل العمل في مزرعة والده على العمل في المصانع، للمحافظة عليها من الضياع.

وأضاف: " عملنا اليومي في الحقل يزعج السلطات الإسرائيلية، ورسالة على تمسكنا بها (..) لن أفرط بأرض أجدادي".

أما الوصول للأرض، فيمر عبر بوابة وحيدة، تمر من دير "كريمزان" المسيحي، المهدد بالمصادرة لصالح جدار الفصل الإسرائيلي.

ويضم دير كريمزان، كنيساً تاريخياً، وملاعب، ومدارس، وغابة حرجية، ومتنزهات.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية، قد قررت في العام ٢٠١٥، وقف بناء الجدار الفاصل، بمدينة بيت جالا، قرب مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، والذي كان سيفصل دير "كريمزان"، إلى نصفين.

ولجأ سكان بيت جالا للقضاء الإسرائيلي، قبل 8 سنوات، للمطالبة بوقف خطة الحكومة الإسرائيلية ببناء جزء من الجدار الذي سيفصل دير "كريمزان" إلى نصفين.

ويقول الفلسطينيون إن الهدف الرئيسي من بناء هذا الجدار هو ربط مستوطنات "غيلو" و"هار غيلو"، المبنيتان في الأساس على أرض مدينتهم.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن الجدار الفاصل يحرم أكثر من 50 ألفًا من حملة الهوية المقدسية من الإقامة في مدينة القدس، عبر عزلهم في الضفة على الجانب الآخر من الجدار.

ووفق تقديرات فلسطينية، فإن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار وحدود 1948 (إسرائيل) بلغت حوالي 680 كيلومترا عام 2012، أي نحو 12.0% من مساحة الضفة.

Loading...