وكالات - الاقتصادي - أصبحت حياة الكثيرين خاصة في العالم العربي تتأثر بشكل كبير بالاقتصاد المتغير؛ ما أجبرنا على العمل بجد وهمة وبشكل مفرط ولوقت أطول من أي وقت مضى نتيجة هذا الاقتصاد المتقلب والأسعار المرتفعة للغاية، ولكن بالنسبة للبعض فإن الرغبة في العمل أكثر فأكثر تذهب إلى أعمق من مجرد الحاجة إلى دفع الفواتير، بل إنهم يصبحون مدمنين على العمل.

ولكن ما الإدمان على العمل؟ وكيف يمكنني أن أكتشف أني مدمن على العمل؟ وكيف أتخلص من هذا الإدمان؟

إدمان العمل

إن إدمان العمل مصطلح يوصف عدم قدرة الإنسان على السيطرة على العمل باستمرار، ولكن على الرغم من وجود مفهوم للإدمان على العمل معترف به على نطاق واسع ومقبول في الثقافة الشعبية، وعلى الرغم من وجود أربعين عاماً من الأدب الذي يتحدث حول هذا الموضوع، فإن إدمان العمل ليس حالة طبية معترفاً بها رسمياً أو اضطراباً عقلياً؛ حيث إنه لا يظهر في النسخة الحالية من التشخيص والدليل الإحصائي للاضطرابات العقلية والنفسية (DSM).

ولعل أحد أسباب عدم الاعتراف بالإدمان على العمل هو أن العمل -حتى العمل المفرط- يعتبر عادة وسمة إيجابية بدلاً من أن يكون مشكلة ويكافئ العمل الزائد، من الناحيتين المالية والثقافية، على الرغم من أنه من الممكن أن يكون إدمان العمل مشكلة حقيقية وعسيرة للغاية، ويمكن أن يؤثر في العمل والعلاقات الاجتماعية، بطرق مماثلة لفئات الإدمان الأخرى.

المشكلات المرتبطة بإدمان العمل

على الرغم من أن العمل المفرط غالباً ما يعتبر أمراً جيداً وإيجابياً، فإن هناك العديد من المشكلات المرتبطة إدمان العمل.

فكما هو الحال مع فئات الإدمان الأخرى، فإن الإدمان على العمل يتم الدفع إليه بالإكراه، فإنه مثل الهيروين إن صح التعبير، فإن المدمن على الهيروين يجد نفسه يُدفع دفعاً بالإكراه نحو تعاطي الجرعة، ورغم الرغبة الشديدة في التخلص من هذا الإدمان فإنك تجده يتجه لتعاطي الجرعة دون وعي ومجبر بشكل كبير، وهذا ينطبق أيضاً على الأشخاص الذين يبذلون الكثير من الجهد، ويتفانون في العمل بشكل كبير وبالإكراه، ويُدعى عليهم "المدمنون على العمل".

في الواقع، فإن الأشخاص الذين يقعون فريسة لإدمان العمل قد يكونون غير راضين وقلقين للغاية بشكل مفرط حول جميع الأمور المرتبطة بالعمل، كما إنهم يشعرون بخروج رغبتهم في العمل عن سيطرتهم؛ فهم يقضون الكثير من الوقت والطاقة، والجهد المبذول في العمل؛ الأمر الذي يعوق العلاقات الاجتماعية والأنشطة غير المتعلقة بالعمل.

العلامات والأعراض

على الرغم من صعوبة تحديد بدقة إدمان العمل، فإنه قد تم تحديد العديد من علامات وأعراض هذا الإدمان على العمل الذي يشمل:

1- زيادة الانشغال في العمل دون زيادة في الإنتاجية.

2- تفكر بشكل قاطع حول كيف يمكنك توفير المزيد من الوقت للعمل.

3- قضاء المزيد من الوقت في العمل عن المطلوب منك.

4- الاستخدام المفرط للعمل للشعور بقيمتك الذاتية.

5- العمل هو العامل الوحيد الذي يساعدك على تقليل مشاعر الاكتئاب، والقلق، أو اليأس.

6- تجاهل اقتراحات وطلبات الآخرين لك لتقليل ساعات العمل المفرطة.

7- ظهور مشكلات في علاقاتك الاجتماعية نتيجة العمل الزائد أو الانشغال بالعمل.

8- ظهور المشكلات الصحية الناتجة عن الإجهاد المرتبط بالعمل أو الإرهاق.

9- استخدام العمل باعتباره وسيلة للهروب من أو تخدير مشاعر معينة.

10-  تشعر بالتوتر والضيق إذا تم منعك عن العمل.

11- الشعور بالانتكاسه والإرهاق عند محاولاتك لتقليل ساعات العمل أو التوقف عن العمل.

هذه العلامات وأعراض إدمان العمل تشترك في العديد من الخصائص مع فئات الإدمان الأخرى، ولا سيما فئات الإدمان السلوكي الأخرى، التي يصبح فيها الالتزام بنشاط أو سلوك ما أكثر أهمية على نحو متزايد، ويطغى على مجالات أخرى مهمة في الحياة والعلاقات.

ماذا لو كنت مدمناً على العمل؟

إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مدمناً على العمل، عليك أن تحاول أخذ قسط من الراحة وترى كيف تشعر، إذا كنت غير قادر على التوقف عن التفكير في العمل، قد تستفيد من العلاج من أخصائي الصحة العقلية.

على الرغم من أنك من غير المرجح أن تجد برنامج علاج للإدمان العمل، فإن العديد من النهج المستخدمة لعلاج الإدمان الأخرى يمكن استخدامها للمساعدة في السيطرة على مجموعة من فئات الإدمان السلوكي.