بيروت - الاقتصادي - ميرنا حامد - في خطوة نوعية من شأنها أن تقلل من معاناة ذوي الأمراض المزمنة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أعلنت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في بيان لها مؤخراً، عن تعاقدها مع الصيدليات اللبنانية؛ لتأمين أدوية الأمراض المستعصية.

وسيتم البدء بتنفيذ هذه الخطوة مطلع شباط/ فبراير الجاري، للمرضى من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وخاصة مرضى السرطان والتصلب اللويحي.

هذا الإجراء من شأنه أن ينقذ مئات المرضى الفلسطينيين من خطر الموت؛ لعدم قدرتهم على تأمين كلفة العلاج الشهرية باهظة الثمن.

 في ظل ارتفاع كلفة الطبابة والاستشفاء، وكذلك ارتفاع أسعار الأدوية، خاصة للأمراض المزمنة، حيث تتراوح كشفية الطبيب في العيادات الخاصة بين 50 و 100 ألف ليرة لبنانية، ويتجاوز ثمن الجرعة الشهرية من الدواء المليون ليرة لبنانية.

وكانت الأونروا قد تعاقدت مع بعض الصيدليات اللبنانية في المناطق التالية: منطقة بيروت: صيدلية مازن وصيدلية الشياح، منطقة صيدا: صيدلية البساط؛ منطقة الشمال: صيدلية علم، منطقة صور: صيدلية حيرام، منطقة البقاع: صيدلية شتورة الجديدة.

وتعتمد هذه الصيدليات تسعيرة وزارة الصحة العامة اللبنانية.

واطلع "موقع الاقتصادي" على تفاصيل هذا الإجراء وانعكاساته على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من خلال اتصال هاتفي  بمدير دائرة الصحة في وكالة الأونروا في لبنان، الدكتور عبد شناعة.

وأكد شناعة على إن وكالة الأونروا كانت متعاقدة مع شركة (ميد برو) للأدوية منذ عام، لكن الشركة لم تلتزم حرفياً بالعقد، لذا أخذت الوكالة هذا القرار حرصاً على خدمة المرضى الفلسطينيين.

 وأضاف شناعة: أن الوكالة كانت قد تعاقدت مع أرخص صيدلية في كل منطقة في لبنان، باستطاعتها تأمين الأدوية المطلوبة، بعد حصولنا على إذن من وزارة الصحة اللبنانية.

وأشار بدوره إلى أن الصيدليات في المخيمات الفلسطينية معظمها غير مرخصة، ولا يمكن التعامل معها من قبل ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

 وأكد مدير دائرة الصحة في الوكالة، على أن هذه الصيدليات ستؤمن الدواء للاجئين طوال أيام الأسبوع على مدار 24 ساعة، ضمن جودة مطابقة للمعايير المطلوبة، كما أن تسعيرة الأدوية مراقبة من وزارة الصحة، والربح محدد من الوزارة أيضاً.

وشدد على أن الصيدلي لن يستطيع التلاعب بسعر الربح، لأن الدولة اللبنانية ستضع مبلغاً محدداً للربح لا يتعدى الـ 80 دولارا".

 وكانت وكالة الأونروا قد أكدت في بيانها، أن "القائمة ستغطي أدوية محددة من أدوية السرطان والتصلب اللويحي، ولا يتمّ تغطية أي دواء جديد من خارج اللائحة، إلا في حال الموافقة عليه مسبقاً من قبل قسم الصحة في مكتب لبنان.

 وطلبت من المرضى إبلاغها فوراً في حال حصول أي خرق لمعايير الجودة من قبل الصيدليات؛ وذلك لمراجعة الصيدلية واتخاذ الإجراء اللازم بحقها.

وعبر اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، عن أرائهم بهذا القرار، فقالت الحاجة (صبحية . م ) وهي مصابة بمرض التصلب اللويحي، إنها سعيدة جدا بهذا الإعلان، مؤكدة انه سيخفف من الأعباء المالية في ظل ارتفاع تكلفة الأدوية، والتي تضطر إلى شرائها شهريا دون انقطاع.

وأكدت (منى .ح) المصابة بمرض السرطان، أن أدوية مرضها باهظة الثمن وأحياناً لا يتم تأمينها فوراً وتستغرق عدة أيام، متمنية أن "يخفف هذا الإجراء من أعباء تأمين الدواء وتكلفته"، وأن تعلن الأونروا في الأيام المقبلة عن المزيد من الإجراءات التي تخفف من معاناة المرضى الفلسطينيين في لبنان"