وكالات - الاقتصادي - خلق الله سبحانه وتعالى الكثير من الأسرار والمعجزات التي لا يزال البشر يحاولون اكتشافها منذ بداية خلق البشرية حتى الآن، فأسرار الكون ليس لها حدود وفي كل يوم يمضي من عمر البشرية على سطح الأرض يتم اكتشاف المزيد من أسرار الكون . 

ومن بين تلك المعجزات والأسرار الإلهية جسم الإنسان نفسه، فالدقة والنظام والأجهزة التي يحتوي تجاوزت كل التصورات البشرية فكل شيء داخل أجسامنا يدل على أن لهذا الكون خالق لم يترك شيئاً للصدفة سبحانه وتعالى.

ومن بين تلك الأسرار التي لا يلاحظها البشر، أو لا يعرفها الكثير منهم العروق التي تحتوي عليها أجسامنا، والتي تمتد في كل أنحاء الجسم وتتجسد وظيفتها بأنها كأنابيب النفط أو المياه التي توصل المياه من المنبع إلى جميع المباني المحيطة بها. 

وبالتأكيد عند حدوث عطب بسيط في تلك الأنابيب تحدث أزمة كبيرة في المياه كذلك هي العروق أيضاً يجب أن تكون نظيفة وخالية من الدهون أو أي انسداد حتى يتم توصيل الدماء إلى كل أنحاء الجسم بكفاءة عالية. 

وبعيداً عن وظيفة العروق الهامة جداً بالنسبة لأجسامنا لابد أنك لاحظت أن جسمك يحتوي على العديد من العروق الزرقاء على الرغم من أن الدماء التي تسري بداخلها حمراء. 

وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو محيراً إلا أنه بسيط جداً فخلايا الدم الحمراء التي تشكل حوالي 40% من حجم الدم بداخل أجسامنا تحتوي على جزيئات تسمى الهيموجلوبين، وأثناء انتقال الدم عبر الرئتين تلتقط جزيئات الهيموجلوبين الأكسجين فيتحول الدم من اللون الأحمر الوردي إلى الأحمر القاتم، وتكون ما يعرف بالأكسيهيموجلوبين . 

وعندما يمر هذا المزيج عبر الشعيرات الدموية الصغيرة يفقد الدم الأكسجين الذي يحتوي عليه بسبب استخدام الأكسجين في تغذية الشعيرات الدموية التي تتواجد على سطح الجلد، وهذا ما يفسر أن البشرة المتوردة دليل على صحة الجسم، وعلى أنه يحصل على كمية كافية من الأكسيهيموجلوبين، فهذا دليل على صحة الدورة الدموية بداخل الجسد . 

ولكن بعد تغذية الشعيرات الدموية بالأكسجين اللازم من مزيج  الأكسيهيموجلوبين يتحول الهيموجلوبين إلى لون بين الأزرق والبنفسجي يسمى دي-أوكسيهيموجلوبين يتجمع في أوردة أكبر وأكبر خلال رحلة العودة إلى القلب. 

وهو ما يفسر اللون الأزرق للعروق التي تحتوي على دماء زرقاء اللون فعلاً بسبب خلو تلك الدماء من الأكسجين، واحتوائها على الهيموجلوبين فقط في تلك المرحلة.