الاقتصادي- (الغد) - يشكو الكثير من الناس من الصداع، وبخاصة عندما يستيقظون في الصباح الباكر الذي يستمر لفترة، ثم يخف بالتدريج إلى أن يزول تلقائيا والبعض الآخر يمكن أن يعزوه إلى النوم والقلق والتفكير والخوف، وفي فصل الشتاء، يمكن أن يعزوه للبرد وقلة الحركة والشعور بالبرد الشديد.
الصداع الصباحي الذي ينتاب البعض بعد الاستيقاظ مباشرة وقد يوقظهم من النوم، يعود لأسباب عدة، منها:
- الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم: أكثر الأشخاص شعورا بالصداع الصباحي هم الأشخاص الذين يصدرون الشخير أثناء النوم؛ حيث يعد الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم من أهم أسباب الصداع الصباحي. وعادة ما يصاحب الشخير انقطاع في التنفس أثناء النوم ويصيب عادة متوسطي العمر وكبار السن، ولكنه قد يظهر في الأطفال والشباب. ومن أعراضه الشخير والاختناق الليلي، وزيادة التعرق ليلاً، وزيادة الرغبة في التبول خلال النوم، وزيادة النعاس أثناء النهار.
لماذا يحدث انقطاع التنفس عند هؤلاء الناس والذي يتسبب في الصداع؟
يحدث لنقص في الأكسجين الواصل للدم، لأن الشخير عادة ما يكون نتيجة لإعاقة في التنفس، ما يتسبب في ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم، وانخفاض الأكسجين الذي يسبب الصداع. كما أن ارتفاع ضغط الدم الذي يتبع كل حادثة اختناق خلال النوم قد يسبب الصداع. إضافة إلى ما سبق، فإن تأثير الاختناق المتكرر على جودة النوم قد يزيد من احتمال حدوث الصداع الصباحي.
البدانة لها دور
يزداد الصداع الصباحي عند المرضى المصابين بنقص التهوية خلال النوم لأي سبب طبي، وبخاصة عند المصابين بمتلازمة نقص التهوية المرتبط بالسمنة، وهو يعد حالة متقدمة من توقف التنفس أثناء النوم. وتسبب متلازمة نقص التهوية المرتبط بالسمنة نقصاً حاداً وكبيراً في الأكسجين وارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم، وارتفاع الضغط الشرياني الرئوي واحتشاء عضلة القلب وفشل التنفس الحاد والمزمن.
- الاكتئاب والتوتر: أظهرت الأبحاث الحديثة أن الاكتئاب والتوتر قد يسببان الصداع الصباحي، والأرق، وكل هذه المشاكل يمكن أن تزيد من ظهور الصداع الصباحي. وبخاصة في فصل الشتاء لأن كثيرا من الناس تزداد عندهم حالات الاكتئاب في فصل الشتاء.
- الأدوية المنومة والكحول: أظهرت دراسة كبيرة أجريت على حوالي 19 ألف شخص في دول أوروبية عدة ونشرت العام 2004 في دورية "JAMA"، أن الذين يشربون الكحول وبخاصة بشكل نهم هم أكثر عرضة للشكوى من الصداع الصباحي. كما أن تناول الأدوية المزيلة للقلق (مثل عقارات فاليوم، زاناكس، زيبريكسا) كانوا أكثر عرضة للإصابة بالصداع الصباحي بنسبة تصل إلى حوالي 17 %.
وفي دراسة أخرى أجريت على حوالي 7000 شخص (18-65 سنة) في 10 دول أوروبية، ونشرت في دورية "الصداع والألم" العام 2016، وجد الباحثون أن أهم أسباب الصداع في هذه الفئة من المرضى الإفراط في استخدام الأدوية، وبعده صداع التوتر وأخيراً الشقيقة.
- صرير الأسنان: الأسنان في الليل تبقى مشدودة، مما يؤدي إلى حدوث احتكاك أو صرير في الأسنان نتيجة لانقباض عضلات الفم مما ينتج عنه احتكاك الأسنان، وهذا يمكن أن يفسر زيادة الألم في الأسنان أثناء الليل، الصرير يزعج الآخرين بدون أن يشعر به الشخص ولا يشعر بذلك أثناء نومه. وصرير الأسنان يحدث عند غالبية الناس (80 إلى 90 %) بصورة متقطعة ونادرة، ونسبة أقل من 5 % من الناس بصورة متكررة. ويمكن أن يكون سببا لحدوث صداع صباحي أو ألم في مفصل الفك عند الاستيقاظ صباحا. ويزداد صرير الأسنان عند الذين يكثرون من شرب المنبهات كالشاي والقهوة أو شرب الكحول.
وفي حالات نادرة جداً، قد يكون الصداع الصباحي مؤشراً على مرض خطير مثل أورام الدماغ، ارتفاع ضغط الدم بشكل مرتفع جداً، أو حدوث جلطة دماغية لا قدر الله.
متى يكون الصداع الصباحي خطرا على صحة الشخص؟
يجب الانتباه اذا تزامن الصداع الصباحي مع ما يلي:
• إذا كان الصداع الصباحي مصحوباً بشخير أو انقطاع في التنفس أثناء النوم.
• إذا كان الصداع الصباحي يحدث بشكل متكرر.
• إذا كان الصداع مصحوباً بأي من الأعراض الآتية: الغثيان أو الاستفراغ، أو كان مصحوباً بارتفاع في حرارة الجسم.
• إذا حدث الصداع الصباحي بعد تعرض الرأس لضربة.
• إذا كان الصداع مصحوباً بتشوش ذهني ونقص في الوعي، أو قصور في الوظائف العصبية مثل الرؤية المزدوجة أو ضعف في بعض أجزاء الجسم.