وكالات - الاقتصادي - بالتأكيد برودة الجو في فصل الشتاء تؤثر على محركات السيارات، فمحرك السيارة يعمل وفق منظومة معينة تحيط بها درجة حرارة معينة، لا يجب أن تقل عنها أو تزيد عليها، حتى يعمل المحرك بكفاءة.
وبرودة الشتاء من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على مجموعة من عناصر المحرك، والتي يأتي في مقدمتها زيت المحرك، السائل المسؤول عن امتصاص حرارة المحرك ومنع تجمد المحرك في نفس الوقت، ومنع احتكاك عناصر المحرك المعدنية أثناء العمل.
ولكن هناك فكرة سائدة عن كثير من قائدي السيارات، والتي تناقلتها الأجيال دون التركيز فيها أو العمل على التدقيق في صحتها أو تحديثها، والتأكد من أنها لا تزال فكرة سديدة في العصر الحالي والتطور الذي وصلت إليه السيارات.
فغالبية قائدي السيارات خاصة في فصل الشتاء يعمدون إلى تسخين محرك السيارة بعد تشغيله مباشرة، وذلك من خلال الكبس على بدال الوقود، لدفع كمية كبيرة من الوقود إلى المحرك لتتسارع أثناء وقوف السيارة، وذلك لرفع حرارة السيارة في أسرع وقت، وإحماء المحرك، من وجهة نظرهم.
بينما لم يلتفت أحد إلى أن تلك الفكرة كانت تستخدم في حقبة الثمانينات وما قبلها وذلك عندما كانت السيارات تعمل بنظام الكاربيراتير "منظم الهواء"، والذي كان يتأثر ببرودة الطقس، فتختلف كمية الهواء المتجهة نحو المحرك، مما يؤثر بالسلب على عمل المحرك، فكان يتوجب على قائد السيارة إحماء المحرك قبل التحرك لضمان رفع مستوى المحرك للمستوى المطلوب.
فالسيارات تعمل بواسطة كهرباء التشغيل "شمعات الاشتعال" والوقود والهواء الذي يوفر المناخ المناسب لإتمام عملية الاشتعال ليدور بعدها المحرك، وانخفاض كمية الهواء أو عدم انضباطها يؤثر على عمل المحرك بشكل مباشر.
في حين أن السيارات الحديثة أصبحت مختلفة في طريقة العمل، ولم تعد تلك السيارات تعتمد على الكاربيراتير في تشغيل المحرك وتنظيم الهواء، فأصبحت تلك السيارات تعمل بنظام حقن إلكتروني للوقود، وحساسات تعمل على مزج الهواء بالوقود بصورة مناسبة ودقيقة، لا تتأثر ببرودة الطقس كما حال الكاربراتير.
ولذلك لا تتناسب فكرة الكبس على بدال الوقود لإحماء المحرك في السيارات الحديثة، بل سينتج عن الأمر نتيجة عكسية تضر بمحرك السيارة، فنتيجة لضخ كميات كبيرة من الوقود للمحرك يخرج زيت المحرك من فتحات شمعات الاشتعال ما يسبب ضرراً بالغاً بها وتلفها، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على أداء المحرك.
في نفس الوقت لا ننصح بالتحرك المباشر بالسيارة عقب تشغيلها في الطقس البارد، وننصحك بالتحرك بالسيارة عقب دقيقة على الأقل من تشغيلها، لمنح زيت المحرك الفرصة لملء كل جوانب المحرك ووصول المحرك للحرارة المناسبة قبل الانطلاق.