بيروت - الاقتصادي - إسراء لداوي - قدم الفلسطينيون في بلاد اللجوء الكثير من النماذج الحية والمتميزة في الشرق الأوسط، كما ولعب لاجئي لبنان أدوارا فاعلة في  تنمية وبناء الاقتصاد اللبناني.

وما زالت معالم هذه الأدوار الفاعلة قائمة إلى يومنا هذا، بحيث لا أحد يستطيع تجاهل هذا الدور، ومن ذلك شهادة الإعلامي طلال السلمان، الذي بين دور الفلسطيني في بناء الوطن اللبناني.

وتحدث مؤسس جريدة السفير اللبنانية، السلمان، عن عدد من الشخصيات التي لمعت أسمائهم في المجالات الاقتصادية والفنية، أمثال (سعيد خوري)، الفلسطينية الذي تقدر ثروته 6 مليارات دولار أمريكي، الذي ورث عن والده أراضي وحقوق صيد سمك بحر الجليل وذلك قبل أحداث النكبة.

نقل بعدها خوري اعماله إلى لبنان بعد حرب عام 1948، وساهم في إعادة بناء بيروت في أوائل الخمسينات، من خلال الإعمال الكبيرة التي أسسها.

كما ويمتلك سعيد خوري عددا من المشاريع العملاقة في منطقة الخليج، خاصة في مجال النفط والغاز.

وهناك عدد كبير من الفلسطينيين الذين أقاموا في لبنان وما زالوا يقيمون، كانوا قد قدموا خدمات جليلة للدولة وللشعب اللبناني.

وفي مقابلة خاصة للاقتصادي، قال مالك "بنك عودة" ريمون وديع عودة، بانه شغل منصب رئاسة البنك منذ تأسيسه عام 1962، واحتل مسبقا منصب رئيس جمعية المصارف اللبنانية عام 1993.

وكان عودة قد تلقى عددا من الجوائز من بينها، جائزة "يوروموني" لمساهمته المتميزة في تطوير الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط، كما حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من "الجامعة اللبنانية الأميركية".

كان عودة قد حصل على الجنسية اللبنانية في عهد كميل شمعون، وأصبح لاحقا وزيرا لشؤون المهاجرين، في حكومة الرئيس البنناني الأسبق فؤاد السنيورة عام 2008.

وكان عودة قد حاز على عدد من الأوسمة الرفيعة من لبنان وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا وكذلك على واحدة من بابا الفاتيكان.

ويؤكد ريمون ان أحد المبادئ الأساسية للنجاح هو التواضع والكفاءة، إضافة إلى أنه يعتبر نفسه من أصحاب الحظ الجيد، 

وفي هذا السياق، لمع في لبنان، الكثير من الفلسطينيين، الذين كان لهم شأن كبير في الازدهار اللبناني أمثال يوسف بيدس (مؤسس بنك انترا وكازينو لبنان وطيران الشرق الأوسط وأستوديو بعلبك). 

وحسيب الصباغ وسعيد خوري (مؤسسا شركة اتحاد المقاولين)، ورفعت النمر مؤسس البنك الاتحادي العربي ثم بنك بيروت للتجارة وفيرست بنك انترناشونال.

ولم يبدأ ازدهار الاقتصاد اللبناني، فعلا، إلا بعد نكبة فلسطين في عام ١٩٤٨م، حيث حمل اللاجئون معهم إلى لبنان من الأموال أكثر من 15 مليار دولار أمريكي، هذا الأمر، أطلق فورة اقتصادية شديدة الإيجابية، ونشر حالة من الانتعاش الاستثماري الواسع في البلاد.