الاقتصادي - (الأناضول) - ظهرت إشارة ترددات الجيل الثالث (3G) على أجهزة المحمول الفلسطينية، معلنة عن بدء الخدمة التجارية في الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء.
الفلسطينيون احتاجوا إلى قرابة 11 عاما، من المطالبات والمفاوضات للحصول على الخدمة التي ستغير من شكل التكنولوجيا في السوق الفلسطينية.
وحتى وقت قريب، كانت شركتا الاتصالات الخليوية العاملتان في فلسطين، تقدمان خدمات الجيل الثاني المكلفة وغير الداعمة لكافة التطبيقات، لتزويد مشتركيها بالإنترنت على الأجهزة المحمولة.
وتقتصر خدمة الجيل الثالث وفق الأوامر الإسرائيلية، على مناطق الضفة الغربية دون قطاع غزة، الذي سيكتفي بترددات الجيل الثاني.
وتتيح تقنية الجيل الثالث (3G)، استخدام البرامج على الهاتف المتنقل دون الحاجة إلى خدمة الانترنت اللا سلكي wireless، كالمتصفحات، وبرامج المحادثات المرئية والمسموعة والمكتوبة،
من أي مكان، شريطة وجود ترددات للشبكة التي تقدم هذه الميزة.
إطلاق متأخر
وتطلق شركتا الاتصالات العاملتان في السوق الفلسطينية، الخدمة، بينما تتحضر دول حول العالم لتجربة الجيل الخامس (5G)، فيما تنتشر خدمات الجيل الرابع بشكل واسع عالميا،
وبين الفلسطينيين عبر شرائح تتبع شركات اتصالات إسرائيلية.
علام موسى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية، قال إن الخدمة تأتي بعد مطالبات بدأتها الوزارة في 2007.
وأضاف موسى في تصريحات سابقة، أن الخدمة رغم تأخر تقديمها في السوق الفلسطينية، لكنها تعد حقاً انتزعه الفلسطينيون من إسرائيل، التي كانت ترفض السماح بتقديم الخدمة.
الوزير زاد: "لا مبررات منطقية وراء منع إسرائيل للفلسطينيين من استخدام ترددات الجيلين الثالث والرابع".
بينما يأمل عبد المجيد ملحم، المدير التنفيذي لشركة جوال (إحدى شركتين تقدمان خدمات الاتصالات اللاسلكية في فلسطين)، بتدخل الحكومة والجهات الدولية لتحرير العمل بخدمات الجيل الرابع قريبا في فلسطين.
وكانت اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية، حتى وقت قريب، طرفاً في المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية بشأن الإفراج عن ترددات الجيل الثالث.
وأفضى اجتماع فلسطيني إسرائيلي، نهاية 2016، إلى الإعلان عن موافقة تل أبيب تقديم الخدمة في الضفة الغربية، وإبقاء المنع على غزة دون إبداء الأسباب.
إطلاق تجاري
وبدأت منتصف الليلة الماضية، شركة جوال تقديم الخدمة التجارية لمشتركيهما كافة في الضفة الغربية.
بينما أجلت موبايل الوطنية (إحدى شركات مجموعة أوريدو القطرية)، الإطلاق 24 ساعة حتى يوم غد الأربعاء، بسبب الإعلان عن إضراب شامل في الضفة الغربية،
رفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وسبق الإطلاق التجاري بإسبوع، تقديم الخدمة لعينة عشوائية لمشتركي الشركتين، بهدف تقييم الخدمة، وملاحظة أية مشاكل تسبق الإطلاق التجاري.
وبحسب بيانات من إفصاحات شركتا جوال والوطنية لبورصة فلسطين في نوفمبر/ تشرين ثاني، بلغ إجمالي مشتركي الشركتين في فلسطين 3.8 ملايين شريحة فعالة.
ويتوزع الرقم بين 3 ملايين شريحة لشركة جوال (الضفة الغربية وقطاع غزة)، و804 آلاف شريحة لموبايل الوطنية (الضفة الغربية فقط)، حتى نهاية الربع الثالث 2017.
كان نطاق عمل الوطنية موبايل، محصورا حتى أكتوبر/ تشرين أول 2017، في الضفة الغربية فقط، قبل أن تبدأ العمل في غزة، لاحقا لموافقة إسرائيلية بعملها في القطاع.
وقدر عبد المجيد ملحم مدير عام "جوال"، عدد مشتركي الشركة في الضفة الغربية، نحو "1.650 مليون شريحة بإمكان أصحابها الاستفادة من (3G)".
لا قيود
ولن تغلق وزارة الاتصالات الفلسطينية أو شركتا الهاتف المحمول في البلاد، أية تطبيقات اتصال مع إطلاق خدمات الجيل الثالث.
يقول ملحم: "بالنسبة لشركة جوال، فلا غلق لأي من تطبيقات الاتصالات المجانية في السوق الفلسطينية، خدمتنا مفتوحة ولا قيود عليها".
وتنفذ دول عربية وأجنبية، غلقا لوسائل الاتصال المجانية، مثل واتساب أو فايبر، أو "فيسبوك ماسنجر"، بهدف دفع المشترك لاجراء مكالمات مدفوعة.
ويروج الرئيس التنفيذي للخدمة الجديدة، "الخدمة ستكون ذات جودة أعلى من الشبكة الإسرائيلية التي تقدم خدمة الجيل الرابع (4G).. نحن نغطي كل الضفة الغربية أما الإسرائيلية، فـ لا".
وويقدر عدد مستخدمي الشرائح الإسرائيلية من الفلسطينيين في الضفة الغربية، 460 ألف شريحة، وفق تصريحات سابقة لـ "ملحم"، بنسبة 12 بالمائة من إجمالي عدد الشرائح الفلسطينية في السوق المحلية.
ولا يخشى مدير عام "جوال" المنافس الإسرائيلي، "بإمكاننا منافسة الإسرائيليين.. منذ عملنا هنا عام 1999 كانت السوق بنسبة 100 بالمائة لشركات إسرائيلية، ثم تراجعت النسبة حتى 2013".
"منذ 2013، ارتفع الإقبال على المزود الإسرائيلي، بسبب خدمات وعروض الجيل الثالث والرابع، لكن واثقون من عودة متسارعة لنمو الشركات الفلسطينية في 2018"، يقول ملحم.