من المحتمل أنك تقرأ هذا المقال الآن وأنت متصل بالإنترنت من خلال شبكة واي فاي، ومن المحتمل أيضًا أن هذه الشبكة لا تعمل بنفس مستوى الجودة المطلوب من حين لآخر. الخطوات العشر البسيطة التالية تُمكنك من تحسين جودة الشبكة بأقل مجهود.
غالبًا ما نُفكر في شبكة الواي فاي على أنها مجال تخيلي منتظم يملأ المحيط حولنا. لكن شبكة الواي فاي في الحقيقة عبارة إشارات مادية حقيقية يمكن اعتراضها أو حجبها أو تشتيتها بواسطة الحوائط أو بواسطة الأجهزة الإلكترونية الأخرى أو حتى بواسطة الناس.
وكدليل على هذه الحقيقة، يمكنك النظر لخريطة شبكة الواي فاي التي أعدها طالب الفيزياء جاسون كول لشبكة الواي فاي في منزله:
من الواضح أن المكان الذي تضع فيه جهاز الراوتر والمنطقة المحيطة به تحظى بأقوى تغطية من شبكة الواي فاي.
ما يلي 10 نصائح بسيطة لزيادة كفاءة الشبكة.
يرسل الراوتر إشارات في كل الاتجاهات حوله بشكل منتظم، لذا فوضع الراوتر في أحد أركان المنزل أو بجوار أحد النوافذ يعني أن كمية هائلة من هذه الإشارات سيتم إهدارها. نعم، ربما يكون لديك منفذ وحيد لتُوصل الراوتر من خلاله بالشبكة، لكن أسعار الأسلاك الكهربائية المُستخدمة في التوصيل للراوتر رخيصة للغاية، وضبط موضع الراوتر من الممكن أن يُحسن بشكل كبير للغاية من الأداء العام له.
هناك سببان رئيسيان لرفع الراوتر عن الأرض.
السبب الأول هو أن معظم أجهزة الراوتر مُصممة بحيث تَبُث الاشارات لأسفل قليلًا في طريق خروجها من الهوائي antenna. ذلك بالإضافة لأن تلك الإشارات لا تستطيع اختراق المواد الصلبة كالمعادن والخرسانة والأسمنت بسهولة، وهي المواد التي تتواجد في أرضية المنزل.
ونتيجة لذلك، يُوصي الخبراء برفع الراوتر بمقدار بضعة أقدام عن الأرض، ربما تستطيع وضعه على منضدة أو رف كتب عالي. ولنفس السبب أيضًا لا تضعه في قبو المنزل إذا كان لديك منزل متعدد الطوابق.
بغض النظر عن مكان وضعك للراوتر فإن أقوى إشارة ستحصل عليها ستوجد بالغرفة الموجود بها الجهاز. لذلك، فمن المثالي وضعه في منتصف المنزل أو في الغرفة التي تستخدم الإنترنت في أغلب الوقت.
الإشارات الصادرة من الراوتر يتم امتصاصها من قبل عدة مواد، لذا ربما عليك أن تضع الراوتر في مكان مفتوح بحيث يكون تعرضه أقل للمواد المحيطة به. بمعنى آخر، لا تقم بإخفاء الراوتر في أحد الخزانات، أو تضعه بين الحائط وأحد قطع الأثاث الكبيرة.
وبما أن الموجات الكهرومغناطيسية تنتقل خلال الهواء فخطوط الرؤية المباشرة دليل جيد يمكن استخدامه. فإذا كان بإمكانك رؤية جهاز الراوتر من مسافة بعيدة ومن عدة زوايا مختلفة، فأنت تستخدم الراوتر بكفاءة.
من المحتمل أن تتداخل إشارات أي جهاز إلكتروني مع إشارات شبكة الواي فاي الصادرة من الراوتر، وتشمل قائمة هذه الأجهزة المايكروويف والتلفاز والهاتف اللاسلكي. وبشكل عام فأي جهاز يُنتج موجات كهرومغناطيسية أو يحتوي على مُحرك من الممكن أن يشوش على شبكة الواي فاي. لذا فوضع جهاز الراوتر بين مختلف أجهزة الترفيه المنزلي مع التلفاز ليست بالفكرة الحسنة. لذا فعليك إبعاده عن باقي الأجهزة الإلكترونية بشكل عام.
ونفس الأمر ينطبق على الأغراض المعدنية الكبيرة كالمرايا والخزائن. وكذا مع الأغراض المملوءة بالماء كأحواض السمك التي تقوم بإعاقة الإشارات الصادرة من الراوتر، لذا يجب تجنبها هي الأخرى.
وضع الهوائي في الوضع التقليدي المعتاد بشكل رأسي يبث الإشارات بشكل أفقي، مما يعمل على تغطية مساحة أكبر من المنزل، لكن على العكس من ذلك يتم وضع الهوائي المُستَقبِل في العديد من أجهزة الحاسب المحمول بشكل أفقي، ووضع هوائي الراوتر بمحاذاة الهوائي المُستقبل يُحسن من جودة التقاط الإشارات. أما في الهواتف المحمولة فوضع الهوائي يختلف باتجاه حملك للهاتف. لذا فضبط أحد الهوائيات بشكل أفقي والآخر بشكل رأسي سيعطي كفاءة أكبر لكل الأجهزة وسينشر شبكة الواي فاي في كل أرجاء المنزل في نفس الوقت.
هناك عدة تطبيقات مثل Cloudcheck أو Amped’s Wi-Fi Analytics تُمكنك من عمل خريطة لشبكة الواي فاي في منزلك وتُحدد مناطق الضعف في الإشارة. وهذا سيعطيك عدة أفكار عن المكان المناسب لوضع الراوتر.
في بعض الأحيان يكون هناك عدة تعديلات على البرامج تجعل الشبكة تعمل بشكل أفضل. ولإعادة تهيئة برنامج الراوتر عليك في معظم الأحيان إدخال عنوان IP مُعين في متصفح الإنترنت – ابحث عن هذا العنوان أسفل الراوتر أو بمجرد بحث بسيط على الإنترنت بنوع الراوتر يمكنك اكتشاف كيفية إعادة تهيئته – وبمجرد دخولك لقائمة الإعدادات فهناك أمران مفيدان يمكنك تجربتهم.
أولًا: تغير قناة التردد التي يعمل عليها الراوتر. هذا أمر غير مهم بشدة للأجهزة الحديثة، لكن بالنسبة للأجهزة القديمة فمن الممكن أن يَحدث تداخل بين القنوات خاصة في المناطق المزدحمة بالشبكات، وتغيير قناة التردد طريقة لحل تلك المشكلة. وتعمل الأجهزة القديمة على 14 ترددًا مختلفًا من رقم 1 حتى رقم 14، وقنوات 1، و6 و11 هي أفضل القنوات بشكل عام، لأنها الأقل تداخلًا مع باقي القنوات، مما يؤدي لتشويش أقل. والقناة الأساسية هي رقم 6، وإذا كانت لديك مشكلة في الإشارة يمكنك تجربة كل القنوات.
الحل الآخر هو تحديث برنامج الراوتر ويُدعى firmware. وهذا الخيار ليس متاحًا لأي نوع راوتر، لكن في بعض أنواع الأجهزة القديمة تقوم الشركات بتوفير تحديث مجاني من حين لآخر، ومن الممكن أن يؤدي هذا لتحسين الأداء. لذا قم بالبحث بنوع الراوتر الخاص بك على الإنترنت لترى إذا كان هناك تحديث لجهازك.
الطريقة الأبسط للبحث هل المشكلة في جهاز الراوتر أم في مزود الخدمة هي إجراء اختبار سرعة في حالتين: الأولى باستخدام الواي فاي، والثانية حينما يكون حاسبك مُوصل مباشرة بالراوتر بواسطة سلك.
إذا كانت السرعة بطيئة في الحالتين فبإمكانك التحدث للشركة المزودة للإنترنت أو زيادة السرعة العامة للإنترنت. أما إذا كان اختبار السرعة عن طريق الواي فاي أبطأ فغالبًا المشكلة في جهاز الراوتر الخاص بك.
إذا كنت لا تزال تواجه مشكلة في شبكة الواي فاي بعد كل هذه الخطوات فشراء راوتر حديث من الممكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا، حيث تتغير التكنولوجيا المُستخدمة في بث إشارات الواي فاي وتتطور بشكل كبير مع مرور السنين.
أو بإمكانك تزويد الراوتر الخاص بك بهوائي أقوى، لكن هذا لن يكون متاحًا إلا في بعض الأنواع فقط. وأخيرًا لزيادة تغطية شبكة الواي فاي يمكنك شراء “مكرر/ repeater” وهو جهاز يقوم بالتقاط إشارات شبكة الواي فاي ويقوم بإعادة إرسالها مرة أخرى. بالطبع لن يزيد هذا من السرعة المتاحة في الشبكة، لكنه سيزيد المساحة التي تُغطيها الشبكة.