الاقتصاديون الخمسة الأكثر تأثيراً في تطور الفكر الاقتصادي الحديث
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.18(1.72%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.75%)   AZIZA: 2.48(3.33%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 3.80(1.81%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.19(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.70(2.86%)   JPH: 3.63( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.95( %)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.76(0.00%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.07( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.14( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 3.00( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 13 آب 2015

الاقتصاديون الخمسة الأكثر تأثيراً في تطور الفكر الاقتصادي الحديث

يُعد الاقتصاد فرع من فروع العلوم الاجتماعية، يهتم بمشكلة الموارد النادرة أو المحدودة، وتنظيم استعمالها على نحو يسمح بالحصول على أكبر إشباع مُمكن لحاجات المجتمع غير المحدودة، أو بعبارة أخرى هو علم إدارة الموارد المحدودة لتلبية حاجات غير محدودة، فموضوعه تنحصر ما بين الثروة الاجتماعية من جهة، والسلوك الاقتصادي للإنسان من جهة ثانية.

حيث يهتم بأحد وجوه النشاط الإنساني في العالم، وهو النشاط الاقتصادي، الذي يشتمل على جميع تصرفات الأفراد، التي تتصل بكل من الإنتاج و التوزيع و الاستهلاك والتبادل، وما يتفرع عنها من ظواهر اقتصادية مثل التنمية والدخل والادخار والاستثمار والتضخم والدورات الاقتصادية والبطالة وغيرها.

فيما يُعد تاريخ الفكر الاقتصادي فرع من فروع علم الاقتصاد، يهتم بدراسة التطورات التي حدثت في علم الاقتصاد، وجعلته على ما هو عليه الآن، خصوصًا في النظرية الاقتصادية بشقيها الجزئي والكلي، بالإضافة إلى إن هذا الجزء يدرس الأفكار التي قدمها علماء الاقتصاد عبر الزمن.

وربما يكون "آدم سميث" هو أشهر الأسماء المعروفة بين الاقتصاديين في العصر الحديث (ما بعد الحداثة)، ويشاركه في هذه الشهرة كل من كارل ماركس، وإلى حد ما جون ماينارد كينز، ميلتون فريدمان، ديفيد ريكاردو.

 

 وهنا سنستعرض معًا جزء من سيرتهم وأسهاماتهم في علم الاقتصاد..

 

آدم سميث – Adam Smith

عالم اقتصاد اسكتلندي، يُعتبر أبا لعِلم الاقتصاد علي الرغم من شهرته، إلا إنه ما زال هناك جهل شائع بحجم إنجازاته وإسهاماته في الاقتصاد والسياسة والفلسفة، فقد كان مؤلفاً في القرن الثامن عشر لأغلب النظرية الاقتصادية، التي مازالت تشكل أساساً لاقتصاديات السوق الحر.

وكان رائد من رواد الاقتصاد السياسي، وأتبع مدرسة الاقتصاد الكلاسيكي، وكان هو أول من إبتكر الاقتصاد الحديث؛ حينما تناوله في كتابه الشهير "ثروة الأمم"، ومن أهم مؤلفاته أيضا كتاب "التجارة الحرة" وكتاب "تقسيم العمل" وكتاب "العمل والتجارة"، وكتاب "نظرية الشعور الإخلاقى"، الذى ظهر قبل كتابه الشهير عن "ثروة الأمم" بما لا يقل عن خمس عشرة سنة.

 

ولد فى عام 1723م بمدينة كيركالدى باسكتلندا، مات أبوه قبيل ولادته ببضعة أشهر، فربته أمه، وكان ميالاً إلى العزلة، مفكراً متأملاً، وغريب الأطوار، واشتهر بشرود الذهن، وقد تلقى علومه الأولى في بلدته “كيركالدي”، قبل أن يلتحق بجامعة جلاسكو فى عام 1737م، حيث درس الفلسفة الأخلاقية، وتميز فى الرياضيات والفلسفة.

وفى عام 1740م أوفد إلى جامعة أوكسفورد لمدة سبع سنوات، عاد بعدها إلى كيركالدى، وفى سن الخامسة والعشرين ينتقل آدم سميث إلى أدنبره؛ ملقياً محاضرات فى الأداب والبلاغة، وعيّن عام 1751م أستاذاً للمنطق، ثم أستاذاً للفلسفة الأخلاقية عام 1752م في جلاسكو باسكتلندا، فقد كان عِلم الاقتصاد يدخل آنذاك ضمن دراسة الفلسفة.

فى عام 1759م قام بنشر كتابه "نظرية المشاعر الأخلاقية" الذي بحث فيه في الطبيعة البشرية؛ لذيوع صيته فى أوروبا؛ فقد دُعى كى يقوم بالتدريس لدوق “بوكلييه”، وأقام فى فرنسا من أجل ذلك ما يقارب من ثمانية أشهر، مكنته إلى حد ما من التعرف على فكر الفيزوقراط بوجه عام، وفكر فرنسوا كينيه بوجه خاص، حتى عاد إلى كيركالدى؛ كى يعكف على كتابة أشهر مؤلفه "ثروة الأمم".

ورغم أنه لم يضف في كتابه الشهير "ثروة الأمم" أفكارًا ونظريات اقتصادية جديدة، إلا أنه يبقى واحدًا من أهم المؤلفات في الاقتصاد الحديث؛ ومَثَل إنطلاقة الفكر الكلاسيكى؛ لكونه أول كتاب جامع، وملخص لأهم الأفكار الاقتصادية للفلاسفة والاقتصاديين الذين سبقوه أمثال"” فرنسوا كيناي" و "جون لوك" و "ديفيد هيوم".

وعاد في عام 1767م ليعيش في مسقط رأسه، وحيداً بجانب أمه، التى بلغت التسعين عاماً، ولم يتزوج طيلة حياته، ودفن فى كنيسة كانونجيت، وقد كتب على شاهد قبره:"هنا يرقد آدم سميث مؤلف كتاب ثروة الأمم".

 

جون مينارد كينز – John Maynard Keynes

عالم اقتصاد إنجليزي، أحدث ثورة في علم الاقتصاد، كواحد من أعظم المُفكرين الاقتصاديين فى التاريخ، حيث يُعد المؤسس الفعلي لعلم الاقتصاد المعاصر، وكل التطورات اللاحقة في علم الاقتصاد اعتمدت على النظرية الكينزية، فقد ذاعت شهرته في العالم كمؤسس للنظرية الكينزية.

وكانت لأفكاره تأثيرها الكبير على الاقتصاد المعاصر، والنظريات السياسية، والسياسات النقدية للحكومات، فقد كانت المحرك للسياسات الاقتصادية الحالية للرئيس الأميركي "باراك أوباما"، وزعماء آخرين لإنقاذ الاقتصاد من الركود، وقد صنفته مجلة تايم الأميركية كواحد من أهم مائة شخصية في القرن العشرين.

 

 اشتهر بالنظرية الكنزية التي تناولها في كتابه الشهير "النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود" في عام 1936م، وكان من معارضين النظرية الكلاسيكية، والتي كانت من المسلمات في ذلك الوقت، وحول كينز أنظار الاقتصاديين إلى علم الاقتصاد الكلي.

فقد كان لنجاح النظرية الكينزية أصداء كبيرة في العالم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي؛ حتى إن جميع الحكومات الرأسمالية في العالم طبقتها، وكان له إنجازات عظيمة حيال أزمة الكساد العالمية في عام 1929م، فقد كان أول من تناول أسباب حدوث الأزمة، حاول تسليط الضوء على سبب هذه الأزمة، وما هو المخرج منها، ومن أشهر كتبه أيضا كتاب "الآثار الاقتصادية للسلام".

وُلِد في "كامبردج" عام 1883م، وكانت بداياته في "ايتون"، حيث كشف عن موهبة عظيمة خاصة في التاريخ و الرياضيات، ثم لتحق بكلية كينج، بجامعة كامبردج لدراسة الرياضيات، عمل في الصحافة وفي النشاط المالي، بعد تخرجه في جامعة كمبردج.

عمل كينز في الصحافة وفي النشاط المالي، ثم عمل كموظفاً مدنياً، ثم إنتقل إلى مكتب الهند في وزارة الدفاع البريطانية، ونتيجة لذلك تولى مهمة كبرى في تدقيق الوضع المالي والنقدي الهندي قبل الحرب العالمية الأولى، ومع إندلاع الحرب عاد إلى العمل في الخزينة البريطانية كمسؤولاً عن العلاقات مع حلفاء بريطانيا، بشأن توفير العملات الأجنبية لتمويل الحرب.

كان مستثمرًا ناجحًا، و بني ثروة ضخمة؛ إلا أنه في انهيار عام 1929م أشرف على الإفلاس، ولكنه عاد ليبني ثروته من جديد، ولكن اهتماماته بالسياسة قادته إلى دراسة الاقتصاد، حيث درس على يدي "ارثر بيغو" و "ألفرد مارشالجوليا"، ثم أصبح أستاذاً للاقتصاد في كلية كينغ، وقد عمل في بداية حياته في الهند، وآلف كتابًا عن الإصلاح فيها، وأشترك في مؤتمر السلام بعد الحرب العالمية الأولى.

 

كارل ماركس- Karl Marx

فيلسوف ألماني، وعالم اقتصاد، وعالم اجتماع، ومؤرخ، وصحفي واشتراكي ثوري، لعبت أفكاره دور هام في تأسيس علم الاجتماع، وفي تطوير الحركات الاشتراكية، وأعتبر أحد أعظم الاقتصاديين في التاريخ، وكانت له العديد من الإنجازات والنظريات التي أهمها النظرية الماركسية في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، التي قامت على الصراع بين الطبقات الاجتماعية.

 

وكان يتبع مدارس الشيوعية الاشتراكية والمادية إلى جانب المدرسة الماركسية التي ابتكرها، نظرياته كانت سببًا في خلاف سياسي اقتصادي قسم العالم إلى جزأين تبادل العداء طوال أكثر من مائة عام.

من مواليد مدينة ترير الألمانية في 1818م، نشأة في عائلة غنية من الطبقة الوسطى، بدأ حياته الجامعية في مجال الحقوق عام 1835م في جامعتيّ بون وبرلين، ونال شهادة الدكتوراة عام 1841م، ثم التحق كأستاذ بجامعة بون.

عانى ماركس في تلك الفترة من حياته من ضنك العيش، ولولا وجود رفيقه «فريدريك إنجلز»، الذي كان ينحدر من أسرة غنية، لكان مسار حياته تغير، حيث وتعتبر الفترة من 1842م حتى عام 1849م مرحلة مهمة جدًا من حياته.

فهي فترة المنفي الاختياري، التي قضاها في بريطانيا، بعد أن طرد من فرنسا وبلجيكا، بسبب كتاباته ونشاطاته الصحفية، التي اعتبرت تحريضا للطبقة العاملة والفقراء على التمرد ضد سطوة السلطة وقهر الاقتصاد، وهناك نشر العديد من الكتب خلال حياته، أهمُها "البيان الحزب الشيوعى" 1848م، وكتاب "رأس المال" في عام 1894م ، والذى وجهه فيه انتقادات لاذعه للرأسمالية.

وبجانب الكتابة حاول الاثنان تنظيم الحركة العمالية، حيث أسسا "الجمعية الدولية للعمال"، فقد أعتبر "ماركس"  أن العمل هو أهم مكونات العملية الانتاجية، وأن العمال يعانون، ويتم استغلالهم لصالح رأس المال، ويحصل العامل على الفتات من ناتج الإنتاج، بينما في الواقع أنه أهم أسس هذه العملية، مطلقًا عبارته الشهيرة:- "يا عمال العالم اتحدوا".

 

ميلتون فريدمان – Milton Friedman

عالم اقتصاد أميركي بارز، أشتهر بعشقه للاقتصاد الكلي والجزئي والتاريخ الاقتصادي والإحصاء، يطلق عليه "أبو الاقتصاد الحر"، فقد كان من أشد مؤيدي اقتصاد السوق، وأبرز المروّجين للنظام الرأسمالي التنافسي، كانت لأبحاثه ودراساته وقعاً كبيراً في تطوير نظريات الاقتصاد الكلي والجزئي، بالإضافة إلى أعماله الرائدة في الاقتصاد التاريخي والإحصائي.

وُلد عام 1912م في بروكلين بنيويورك، بدأ في العمل في الحكومة الأمريكية عام 1935م، كما عمل بالتدريس في عدة جامعات أمريكية قبل أن يصبح أستاذاً للاقتصاد في جامعة شيكاجو، ويكسبها سمعة عالمية؛ حيث أصبح من كبار مفكري ما عُرف بـمدرسة شيكاجو، وهي مجموعة من الاقتصاديين وجهت النقد إلى النظريات الاقتصادية التي صاغها جون كينز، والسياسات الاقتصادية المترتبة عليها، والتي كانت تلقى قبولاً عاماً في الدوائر الاقتصادية والحكومية الأمريكية منذ الثلاثينيات من القرن العشرين.

 

 حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد سنة 1976م عن نظريته في شرح سياسات التوازن وإنجازاته في التاريخ النقدي وتحليل الاستهلاك، قدم برنامجًا تلفزيونيًا يسمى "حرية الاختيار"، وألف عنه كتاب حاز على نسبة مبيعات عالية.

ومن أهم مؤلفاته "الرأسمالية والحرية"، والذي حدد فيه الدور المناسب للحكومة ضمن نظام السوق الحر المثالي، من أجل خلق وصون الحريات السياسية والاجتماعية، وتوفي في عام 2006م.

 

ديفيد ريكاردو – David Ricardo

عالم اقتصادي إنجليزي، ويُعد من أعظم أساتذة التحليل الاقتصادى فى عالمنا المعاصر، وأعظم مَن يمثل الكلاسيكية بعد "آدم سميث"، أشتهر بشرحه قوانين الدخل القومي في الاقتصاد الرأسمالي، وبحثه عن حلول للمشكلات المطروحة في عصره مثل التضخم وانخفاض قيمة العملة الورقية وارتفاع أسعار الذهب، وكان صاحب نظرية قانون الميزة النسبية.

 ولد في لندن عام 1772م من أب صيرفي يهودي هاجر من هولندا إلى انجلترا, عمل في الرابعة عشرة من عمره مع والدهـ ثم ترك عائلته بعد اعتناقه المسيحية، وأخذ يعمل لحسابه وهو في الثانية والعشرين كوسيط في البورصة, واستطاع أن يجمع ثروة كبيرة في وقت قصير، وهو لم يبلغ بعد الخامسة والعشرين من عمره، مما أهلته أن يصير مالكاً للأراضى.

كما ساعدته ثروته على عضوية مجلس اللوردات، وأن يتفرغ للإنتاج الفكرى والمعرفى فى وقت مبكر، وأنتخب عضواً في مجلس العموم البريطاني عام 1819م, وتوفي في عام 1823م.

وعلى الرغم من عدم تفرغه لتدريس علم الاقتصاد، وتأليف المؤلفات الكثيرة فيه، كما فعل أستاذه "آدم سميث"، إلا انه قام بنشر كتاب وحيد عام 1817م مكون من 32 فصلاً، بعنوان "مبادئ الاقتصاد السياسي والضرائب"، يكفيه فخرًا ما يقال عنه دائمًا من أنه جمع المبادئ الكثيرة والمبعثرة للمدرسة الكلاسيكية؛ مكونًا منها نسيجًا متماسكًا من التحليل الاقتصادي..

فهو الكتاب الذي ترك آثارًا عميقًا في علم الاقتصاد، فجعل منه أكبر اسم بعد "آدم سميث"، فأستحق من أجله لقب "الاقتصادي النظري الكامل".

عن"اراجيك"

Loading...