وكالات - الاقتصادي - الجميع يرتكب الأخطاء المطبعية، فهي من الأمور التي يمكنها أن تحدث لأي شخص كان، في أي مجال كان.

 

تأثيرها يختلف باختلاف المجال الذي ترتكب فيه، ولكن بشكل عام تأثيرها محدود. ولكن عندما يرتبط الخطأ المطبعي بمؤسسات ضخمة؛ فإن التأثير يكون بملايين الدولارات.

 

 

فاصلة.. بـ٢ مليون دولار

 

 

في العام ١٨٧٢، كلفت فاصلة الحكومة الأميركية ٢ مليون دولار، (هذا المبلغ يقدّر بـ٥٠ مليوناً في أيامنا حالياً)، الخطأ البسيط هذا جاء في قانون التعرفة الأميركي، وعوضاً عن كتابة «الفواكه - النباتات» كتبت «الفواكه، النباتات».. وعليه باتت الجملة هي أن جميع الفواكه والنباتات الاستوائية معفية من الرسوم الجمركية، بينما في الواقع كانت الحكومة تفرض الضرائب الجمركية على بعض أنواع الفواكه والنباتات الاستوائية. بطبيعة الحال تم تصحيح الخطأ، ولكن بعد عامين من ارتكابه؛ ما يعني خسارة استمرت لعامين كاملين، قبل أن يلاحظ أحدهم الخطأ.

 

حرف واحد بعشرة ملايين دولار

 

 

في العام ١٩٨٨، اشترت شركة «بانر ترافل» مساحة إعلانية في دليل الهاتف. وكان الهدف من الإعلان الترويج لنمطها الخارج عن المألوف في السياحة، وتم تكليف شركة « باسيفيك بل» بالإعلان. ولكن الشركة استبدلت كلمة Exotic  بكلمة Erotic، وتحولت السياحة الخارجة عن المألوف إلى سياحة جنسية.

 

وخلال فترة قصيرة، خسرت شركة «بانر ترافل» ٨٠٪ من زبائنها، خصوصاً كبار السن، ورغم أن شركة الإعلانات حاولت «إغراء» الشركة بالتخلي عن تكلفة الإعلان، والذي هو ٢٣٠ دولاراً، لكن الأمر وصل إلى المحاكم، وحصلت «بانر ترافل» على تعويض قدره ١٠ ملايين دولار.

 

 

واصلة ناسا.. ١٨.٥ مليون دولار

 

 

في العام ١٩٦٢، وفي ذروة سباق غزو الفضاء بين أميركا وروسيا، وبينما كانت ناسا تحضر لإطلاق مارينر ١، باتجاه كوكب الزهرة، في مهمة استكشافية، تم ارتكاب خطأ فادح، كلفها ١٨.٥ دولار (١٥٠ مليون دولار حالياً)، بعد الإطلاق، انحرف الصاروخ عن المسار، ما اضطرهم إلى تفجيره بعد إقلاعه بـ٢٩٣ ثانية. البعض يقول إن الخطأ يرتبط بواصلة مفقودة، والبعض الآخر يقول إنها الفاصلة العشرية.. فعلى ما يبدو وخلال قيام المبرمج المسؤول بنقل معادلة مكتوبة بخط اليد؛ نسي نقل إما الواصلة أو الفاصلة العشرية. 

 

أفضل يناصيب في العالم - ٣٠ مليون دولار 

 

 

في العام ٢٠٠٥، قامت شركة «روسيل هوندا» بإرسال أكثر من ٣٠ ألف «بطاقة حك» لزبائن محتملين، على أن تفوز بطاقة واحدة بجائزة كبرى قيمتها ١٠٠٠ دولار. ولكن الشركة المكلفة بطباعة هذه البطاقات، قرأت التعليمات بشكل خاطئ، وعليه تمت طباعة ٣٠ ألف بطاقة رابحة. وبما أن صاحب الشركة لا يملك المال لتغطية جوائز بـ٣٠ مليون دولار، قام بتقديم بطاقة هدايا من متجر «وول مارت» بقيمة ٥ دولارات، وقلص الخسائر بـنسبة٢٥٠ ألف دولار. 

 

حرف يدمر شركة - التكلفة ١٧ مليون دولار

 

 

كيف يمكن لشركة عمرها ١٢٤ عاماً، ويعمل فيها ٢٥٠ موظفاً، ولها سمعتها الجيدة، الإفلاس خلال شهرين؟ الإجابة بسيطة.. حرف S. في العام ٢٠١٥، قام موظف حكومي بريطاني بالإعلان أن شركة «تايلور أند سنز» Tylor& Sons للهندسة سيتم تصفيتها. الخطأ الفادح هنا هو أن شركة أخرى تحمل اسم «تايلور أند سن» Tylor and Son هي التي سيتم تصفيتها. صحيح أن الخطأ تم تصحيحه بعد ٣ أيام، ولكن الضرر كان قد وقع.. فمصداقية الشركة ضربت في الصميم، وبعد شهرين كانت بالفعل مفلسة. الشركة رفعت دعوى، وألزمت الحكومة البريطانية بتعويض قدره ١٧ مليون دولار.

 

تذكرة طيران بسعر خرافي - التكلفة ٧ ملايين دولار

 

 

في العام ٢٠٠٦، قامت الخطوط الجوية «أليتاليا» بالإعلان على موقع عن صفقة العمر.. تذكرة طيران من تورنتو إلى قبرص بـ ٣٩ دولاراً.  بطبيعة الحال السعر هو ٣٩٠٠ دولار، ولكن في الوقت الذي انتبهت الشركة للخطأ، وقامت بتصحيحه، كان أكثر من ٢٠٠٠ مسافر قد قاموا بالحجز. وخوفاً من تداعيات إلغاء كل تلك الحجوزات، قررت الشركة السماح لمن اشترى البطاقة بـ٣٩ دولاراً بالسفر كما هو مخطط. الخطأ هذا جعل الخسائر تصل إلى ٧ ملايين دولار. 

 

 

فاصلة بالاتجاه الخاطئ بـ٧٠ مليون دولار

 

 

 

وافقت شركة «لوكهيد مارتن» على صناعة طائرة عسكرية لجهة لم يعلن عنها، وقيل حينها إنها إما بريطانيا أو إيطاليا أو أستراليا. ولكن «لوكهيد» اشترطت على الزبون بأن التكلفة سترتفع مع التضخم، بحكم أن صناعتها ستتطلب الكثير من الوقت، وبالتالي لا تريد الخروج خاسرة من الصفقة. ولكن خطأ مطبعي جعلها تخرج من الصفقة أكثر من خسارة؛ لأن أحدهم وضع الفاصلة بالاتجاه الخاطئ، ما جعل المبلغ «يتقلص». خسائر «لوكهيد مارتن» قدّرت بأكثر من ٧٠ مليون دولار من تلك الصفقة.

 

كل خطأ ترتكبه أنت على «غوغل» يساوي ٤٨٧ مليون دولار سنوياً 

 

 

«تايبو سكواتينغ» هي ممارسة مثيرة للجدل، بحيث تقوم بها بعض الجهات؛ من إدراج مواقع مليئة بالإعلانات، تشبه إلى حد ما أسماء مواقع شهيرة، ولكن الخدعة هي أن هذه الأسماء تتضمن الأخطاء المطبعية الشائعة. الدخول إلى موقع ما بسبب خطأ في الطباعة يحدث ٧٠ مليون مرة في اليوم الواحد، وبالتالي خسائر كبيرة للمواقع الأصلية. ولكن كالعادة «غوغل» هي الرابح الأكبر في المعادلة كلها؛ إذ إنها تكسب من هذه الأخطاء اليومية أكثر من ٤٨٧ مليون دولار سنوياً.