رام الله- الاقتصادي- محمد علوان- عندما تقرر الزواج، وقبل أن توجه بوصلة قلبك نحو وجهة معينة إعلم إلى أي مدينة فلسطينية ستأخذك بوصلتك: فالمهر الذي ستدفعه يختلف من مدينة إلى أخرى، وإذا أردنا أن نعرف المهر شرعاً فهو أحد أحكام الزواج التي تجب على الزوج لزوجته، أما اجتماعيا فتعتبره العديد من العائلات عنصرا أساسيا لا يمكن التخلي عنه عند الزواج لاكمال احتياجات العروس، كما يختلف مقداره وطريقة دفعه تبعا لعادات وتقاليد… وبعض "الأسباب الأخرى".
حملات لتخفيض المهور ولكن!
وشهدت فلسطين العديد من الحملات الاجتماعية، والعشائرية سمها كما شئت لتخفيض هذه المهور وذلك بسبب ارتفاعها في بعض المناطق، من خلال توقيع اتفاقية شرف بحيث لا تزيد المهور عن مبلغ معين ومناسب للجميع كما حدث في مدينة الخليل في العديد من المرات إلا ان هذه الحملات تستمر لفترات وجيزة وسرعان ما ينساها المجتمع تدريجيا، فبعض العائلات لا تقبل أن ينقص مهر ابنتهماعن مبلغٍ معين، وعائلات اخرى لا تقبل أن يقل ما يدفعه ابنهم عن مبلغ معين كونه ابن عائلة "غير شِكِل".
عزوف عن الزواج
غلاء المهور أجبر ذوي الدخل المحدود في بعض المناطق إلى العزوف عن الزواج، أو التوجه إلى منطقة أخرى لطلب الزواج؛ ليتحول الأمر كمن يبحث عن الصفقة الأفضل، كما ازدادت نسبة العنوسة إلى 7 % في فلسطين عن سنين مضت.
"اتقوا الله في الشباب، الأموال الي بتفرض على الشاب بتخليه يبطل، انتو مش عم بتبيعوا بيعة" يقول المصلح الإجتماعي نضال الوحيدي، ويضيف:" المصاري بتروح وبتيجي بس العريس المنيح والبنت المنيحة نواة لعيلة منيحة وبكرا بيفيدوا المجتمع، ما اتوقفوا النصيب عشان شوية حديد".
الجنسية الأمريكية تزيد المهر
وتعتبر الجنسية الأمريكية أبرز الأسباب التي تزيد من المهر" ما في بنت بتضل مش مطلوبة أو محكي فيها اذا معها جنسية، على 17 بيكونو كلهن خاطبات إلا ما ندر"تقول ( ن. ف ) وهي أم لثلاثة شُبان يعملون في الولايات المتحدة الأمريكية، وتبحث عن عروس لابنها الثالث والأخير، وتضيف:"ابني الكبير اتجوز من أزود من سنة أخذنالو بنت معهاش جنسية لليوم مش عارف يوخذها عندو".
أما الشباب الذين لا يحملون الجنسية ويرغبون بالسفر إلى بلاد "الأنكل سام"، لا يقبلون إلا بفتاة تحمل الجنسية بغض النظر عن مواصفاتها، "جوزني أيا وحدة معها جنسية غيرهيك بقبلش، أنا بديش أظل هان، فشي شغل ومستعد أدفع مهر قد ما بدها"يقول ( م. ل ) وهو شاب بلغ الـ 33 من عمره ولا يفكر إلا بالسفر من خلال جواز سفر زوجته المستقبلية الأمريكي.
"دَفَعت مهر 19000 دينار أردني، لأنه ابني مصمم يروح ع أميركا، جابت فيهن كلهن ذهب، شو بدي أسوي وهيو سافر”، تقول ( ع. ف ) وهي من قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله.
نابلس الأعلى مهرا.. والخليل الأكثر عبئاً
وسجلت مدينة نابلس أعلى الأرقام من حيث المبلغ المُقدم " المهر" والتي تكون بمعدل 5000 دينار أردني ويشترى بها الذهب فقط، ، إلا أن المشكلة الأكبر كانت عند الفتيات حاملات الجنسية الأمريكية في مدينة رام الله ففي هذه الحالة يرتفع المهر ليتراوح ما بين 8000 و 19000 دينار أردني ويُخصص هذا المبلغ بالغالب لشراء الذهب مَهما ارتفع سعره .
وسجلت الخليل الأعلى من حيث تبعيات المهر، والذي يليه أرقام لا تنتهي من المصاريف أكبرها دعوات الغداء لأكثر من 160 شخصا في كل مناسبة، وتقسمت إلى عدة مسميات أهمُها غداء يوم عقد القران، وآخر يوم العرس وثالث يوم المباركة، كما لا بد أن تُبدل العروس ما بين 3إلى 5 فساتين يوم العرس، وتتراوح تكلفة البدلة الواحدة إن استأجرهاالعريس إيجاراً ما بين 400 و 1000 شيقل اسرائيلي، ومما يزيد الطين بِلة بالنسبة للشباب في الخليل اعتبار “النقوط” وهو مبلغ يقدم من أصدقاء وذوي العريس الفلسطيني كهدية، فيما يعتبر “النقوط” بالنسبة للعديد من الشباب في المحافظات الأخرى عاملا مساعدا في تحمل تكاليف العرس والذي يصل أحيانا إلى 10000دينار أردني.
داخل الـ48
اما مناطق الداخل فيُقبض المهر بالشيقل الإسرائيلي وقيمته 50 شيقلا اسرائيليا، أي ما يعادل 10 دنانير أردنية، أو عند بعض العائلات ليرة ذهب “ إلا ان تبعيات العرس تصل إلى 100000 شيقل اسرائيلي، بحيث تكون الكسوة والذهب حسب "ذوق العريس".
غزة
أما في قطاع غزة تتراوح المهور ما بين 3000 و 4000 دينار أردني للمتعلمة، وما بين 1000 و 2000 دينار أردني لغير المتعلمة ، ويشمل هذا المبلغ الذهب والكسوة، ونظرا لظروف القطاع بعد الحصار والحروب يدفع المهر بشيكات مؤجلة، اما المبلغ المؤجل “المتأخر” فهو 5000 دينار أردني.