وكالات - الاقتصادي - ربما ذهبت للسينما لمشاهدة فيلم رعب لترى أناسا يبتسمون وهم يشعرون بالراحة والسعادة بعد انتهاء الفيلم. وقد ترى أشخاصاً يبحثون عن الرعب والخوف والإثارة من خلال القيام بأنشطة مخيفة للغاية، كالقفز من المرتفعات بحزام مطاطي، والقفز من الطائرة بالمظلات.
وهناك من يعشقون ركوب القطارات الصاروخية في الملاهي، ويتلذذون بهذه التجربة المرعبة، وهناك من يستمتعون بالتهام الفلفل الحار. هؤلاء الناس يشعرون بالمتعة عند ارتفاع نسبة الأدرينالين في الدم، وزيادة سرعة نبضات القلب، ونوبات العرق. فالأمر بالنسبة لهم يكمن في تنشيط الجسم ومنحه أحاسيس مختلفة.
المثير للدهشة هو ظهور بعض الأماكن التي تقدم للمغامرين تجربة الشعور بالخوف في مقابل مادي، لتعطيهم حجماً أكبر من الإثارة، إذ يعرض عليهم أن يتم اختطافهم وتقييدهم وتهديدهم بالسلاح الأبيض أو المسدسات، وربما يقومون بإخفائهم لساعات في مكان مجهول، مقابل دفع ثمن خدمة الاختطاف!
كيمياء المخ لها دور في الأمر
في حالة الخوف والإثارة يفرز المخ مادة تسمى الدوبامين. ونجد أن أدمغة الأشخاص التي تستمتع بالخوف تمتص هذه المادة بمجرد إفرازها، مما يمحو الشعور بالخوف. أما الأشخاص الذين يخشون الخوف، ولا يستمتعون به فإن تلك المادة تسيطر عليهم، ولا تستجيب كيمياء أدمغتهم لفكرة امتصاص الدوبامين.
الخوف يجلب الثقة
بعد خوض مغامرة مخيفة، لا شك أن الأشخاص المحبين للرعب سوف يزدادون ثقة في أنفسهم، لأنهم سيخبرون أنفسهم حينها أنهم قادرون على القيام بالأمر. لكن إخافة النفس لا تصلح لكل واحد، ويوجد من الأسباب الشخصية والنفسية ما يكفي ليكون المرء على حذر من هذه الحالة.
المازوخية الحميدة
هناك من يتبنّى نظرية تُعرف باسم "المازوخية الحميدة" لتفسير الأمر. والمازوخية هي شعور المرء بالتلذذ عند تعرضه للاضطهاد أو الإهانة أو المعاملة القاسية. وبحسب هذه النظرية، فإن البشر يسعون للشعور بالألم، طالما كانوا يدركون أنه لن يسبب لهم أضراراً جسيمة.
الألعاب الرياضية الشاقة ومادة الأنانداميد
تسبب تلك الآلام التي تنتاب المرء جراء ممارسته تدريبات رياضية شاقة ومكثفة، تزايداً حاداً في إفراز الجسم لمادة مسكنة، تعرف بـ"الأنانداميد"، وهي مادة أخرى مسكنة للألم يفرزها الجسم، تعمل تلك المادة على تهدئة الجهاز المناعي. وتؤثر هذه المادة على مراكز السعادة في الدماغ، وتعمل على زيادة النشوة، وتمنع صدور الإشارات الخاصة بالشعور بالألم، وتعمل على استثارة شعور متّقد وغامض بالمتعة.
جدير بالذكر أن الشوكولا تحتوي على نسبة من مادة الأنانداميد، التي تمتلك خواص مماثلة كالتي يحتويها نبات القنب المخدر، وتؤثر مباشرة على مراكز السعادة بالمخ، هذا ما يفسر شعور البشر بالهدوء والسعادة، بعد تناول قطع الشوكولا.