كتانة: الاستهلاك تضاعف بشكل "غير متوقع".. والاحتلال يعاقب الشمال بقطع التيار كهرباء الشمال: الأحمال فاقت قدرة الشبكة، والاحتلال يتحكم بالقطع.. والترشيد ضروري مواطنون: ندفع مسبقا ولا نتلقى الخدمة، ولم نشتر المكيفات والمراوح لأغراض الزينة! مزارعون: نفوق
رام الله – الاقتصادي- ميساء بشارات-أبدى مئات المواطنين استياءهم الشديد من انقطاع التيار الكهربائي المتواصل في مناطق سكنهم، في ظل موجة الحر الشديد التي تجتاح المنطقة، وعدم توفر البدائل لدى شركات الكهرباء التي تعتبر مجرد وسيط لنقل التيار الكهربائي، عدا تحكم سلطات الاحتلال بالأمر.
ويشكو الصحفي بشار دراغمة من سكان مدينة نابلس حال الكهرباء، كغيره من المواطنين الذين تنقطع عنهم الكهرباء لفترات مختلفة في الأيام الأخيرة التي تشهد موجة حر لم يشهدها المواطنون منذ فترة طويلة.
ويقول دراغمة غاضبا: "الكهرباء تنقطع ساعة يوميا عن كل حي ابتداء من الساعة 2 ظهرا، أي في ذروة ارتفاع الحرارة، ويستمر الفصل عن باقي الأحياء للساعة 7 مساء".
ويضيف "توقيت القطع في الفترة التي يكون المواطنون فيها بأمسّ الحاجة للكهرباء، والشركة تقول إن الفصل بسبب الأحمال الزائدة، وطلبوا من الجهات المختصة في الحكومة التواصل مع الإسرائيليين لرفع القدرة."
ويتحدث دراغمة عما حصل معه قبل يومين، "أخذت والدتي التي تعاني من الدسك وخدر في قدميها للطبيب الذي تقع عيادته في الطابق الخامس، إلا أننا تفاجأنا بانقطاع الكهرباء عن العمارة ما اضطرت والدتي للوصول مشيا على الدرج وهي مريضة".
ندفع مقدما ونريد الخدمة
من جهته، يعتبر المواطن أحمد برهم أن تذرع الشركة بأن الاحمال الزائدة هي التي أدت إلى انقطاع الكهرباء غير مبرر، كونه يلتزم بدفع ثمن الكهرباء مقدما، قائلا "أدفع مسبقا لقاء خدمة يجب أن تتوفر ولا أتحمل مسؤولية انقطاعها".
ويقول برهم: "لم أشتر المكيف أو المروحة من أجل الزينة في البيت، بل من أجل استخدامها في وقت الحاجة إليها، وإلا فلماذا أدفع للكهرباء، وأشتري هذه الأجهزة إن لم تخدمني وقت الحاجة إليها؟"، مستهجنا انقطاع التيار الكهربائي في أشد الحاجة إلها.
نفوق الطيور بسبب عدم السيطرة على عمليات التبريد
ويتحسر المواطن حكم حبشة صاحب مزرعة لتربية طيور الحبش، في بلدته قفين قضاء طولكرم، لنفوق ما يقارب 600 ديك من الحبش، يبلغ وزن الواحد 18 كيلو غراما، بما يقارب حوالي 150 ألف شيقل خسائر خلال هذه الأيام القليلة التي رافقتها موجة الحر.
ويقول حبشة: "رافق موجة الحر ضعف في التيار الكهربائي، وانقطاعها في أوقات معينة، ما جعل السيطرة على عمل أجهزة التبريد صعبة في المزرعة، والطيور لم تحتمل الحرارة العالية ما أدى إلى نفوق المئات منها، وسبب ذلك خسائر كبيرة لي، والمزرعة تشكل مصدر رزق لي ولعائلتي".
وأوضح أن مزرعته تبعد عن آخر بيت في بلده ما يقارب الـ 700 متر، وكلما ابتعدت المنشأة عن وسط البلد كلما ضعفت الكهرباء، وواجهت مشاكل، ومزرعة الحبش تحتاج إلى كهرباء قوية.
الشركات تضطر إلى الفصل بسبب الاحمال الزائدة
ويرى الشاب محمود أبو حسن أن أداء شركات الكهرباء في التعامل وقت الأزمات سيئ بكل المقاييس، متسائلا ما ذنب المواطن إذا لم تشتر شركات الكهرباء القدرة الكهربائية اللازمة؟".
ويشير إلى أن هناك تقصيرا في أداء شركات الكهرباء يرافقها سوء تخطيط وإدارة، وزيادة الأحمال لا تقع فقط على عاتق المواطن، لأن شبكات الكهرباء وأسلاكها قديمة ومهترئة، وهذا يسبب فاقدا كبيرا في الشبكة، ويوجد مناطق تحتاج إلى محولات رفع قدرة بسبب بعدها عن مركز البلد.
"كهرباء الشمال": الأحمال تدفعنا لفصل التيار والاحتلال يتحكم بنقاط الربط
من جانبه، يقول مدير شركة كهرباء الشمال في محافظة نابلس المهندس يوسف القرم : "نتيجة الأحمال الكهربائية الناتجة عن الاستهلاك الزائد للتيار الكهربائي ووصول الاستهلاك إلى الحد الأقصى المسموح به على نقاط الربط فإننا نضطر لفصل التيار الكهربائي".
ويضيف أنه نتيجة الحر الشديد، وزيادة الأحمال قطع الجانب الإسرائيلي نقاط ربط الكهرباء، لكن الطواقم الفلسطينية تمكنت من إعادة التيار الكهربائي في غضون فترة قليلة.
ويوضح أن مصادر التغذية الكهربائية وصلت إلى مرحلة لم تتحمل القدرة الموجودة، فقمنا بوضع برنامج لمحافظة نابلس لتقليل الضغط على الاستخدام الكهربائي، من أجل عدم فقدانها نهائيا.
ويشير إلى وجود أحمال كبيرة، مطالبا المواطنين بترشيد استخدام الكهرباء ومشاركة الشركة بإدارة الأزمة من خلال ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية، واستخدامها في الأماكن اللازمة فقط. مؤكدا ضرورة تعاون الجميع من أجل عدم فقدان الكهرباء نهائيا.
كتانة: استهلاك الكهرباء تضاعف بسبب الحر
من جانبه، يقول رئيس سلطة الطاقة الوزير عمر كتانة لــ"الحياة الجديدة"، إن استهلاك الكهرباء في مختلف أرجاء الأرض الفلسطينية ازداد أضعافا خلال الأيام الماضية تأثرا بموجة الحر الشديد التي تضرب البلاد.
وأشار إلى أن الانقطاع الذي سجل في عدد من مدن شمال الضفة الغربية ناتج عن قيام الاحتلال بقطع التيار الكهربائي عن تلك المدن بحجة عدم تسديد فواتير الكهرباء من قبل المواطنين للسلطات المختصة التي تقوم بدورها بتسديد الديون المتراكمة على المدن المختلفة لإسرائيل.
ودعا المواطنين لتسديد الديون المترتبة عليها لصالح الكهرباء في مختلف المحافظات.
وقال كتانة نحن نشتري على قدر ما نحتاج من الكهرباء، لكن الأحمال تضاعفت خلال موجة الحر الحالية، فما يحدث غير متوقع حاليا، وقدرات الشبكات على التحمل قلت بفعل الطلب الهائل على الكهرباء.
ودعا المواطنين لترشيد استهلاك الكهرباء، والتعاون مع هيئات توزيع الكهرباء مع السلطات المحلية في المدن الشمالية من أجل محاولة توفير الكهرباء بالشكل المطلوب للمواطنين
نقلا عن الحياة الجديدة.