رام الله-تسببت موجة الحر التي تضرب فلسطين كباقي الدول المجاورة حاليا، بأضرار في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، أكثرها قطاع الدواجن الذي بلغت نسبة الخسائر فيه حتى الآن بحسب مدير عام الإرشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعة إبراهيم قطيشات، 3 مليون شيقل، بعد نفوق نفق 50 ألف طير في محافظات طولكرم، وقلقيلية، وجنين، وطوباس.
المزارع كايد حمدان من بلدة علار شمال مدينة طولكرم، خسر ألف طير حبش، أي ما قيمته 150 ألف شيقل، بفعل ارتفاع درجات الحرارة، رغم إتباعه الإرشادات والتعليمات المعلن عنها من قبل الجهات المختصة، إلا أنه وحسب ما يقول من الصعب تجنب الخسائر بشكل كامل، لأن الحرارة أعلى مما كان متوقع.
أما المزارع حكم حبشة من بلدة قفين شمال طولكرم، والذي يمتلك ثلاثة مزارع للحبش، فبين أنه نفق منها 600 طير، كان من المفترض تسويقها إلى الأسواق الفلسطينية، إضافة إلى خسارة 100 طير خلال أسبوع لا يتجاوز عمرها 35 يوما، مقدرا حجم خسائره بما يزيد على 150 ألف شيقل.
وأشار قطيشات في حديث لـ'وفا'، إلى أن الوزارة أعطت تعليماتها بضرورة عدم تقديم الأعلاف للدواجن خلال فترة الظهيرة، لأن ذلك يجعلها تتطلب كميات أكبر من مياه الشرب وبالتالي قد تموت الدواجن، مؤكدا ضرورة وضع المياه في أماكن مظلله وطلائها باللون الأبيض لتقليل كمية الحرارة، وتقديم الأملاح مع مياه الشرب لتعويض النقص الحاصل للدواجن بفعل الحرارة.
ولم تقتصر الخسائر فقط على قطاع الدواجن جراء موجة الحر غير المتوقعة، حيث أشار قطيشات إلى تهديدها أيضا لموسم الزيتون، ومن المتوقع أن يكون هناك انخفاض على محصول الزيت لهذا العام، بحسب تقديرات الوزارة، لافتا إلى أنه هناك نقص أيضا في إنتاج الحليب بنسبة 20% للأبقار والأغنام، ونقص في إنتاج بيض المائدة، ونقص في إنتاج العسل.
وبيّن أن الوزارة لم تحص العدد الإجمالي لحجم الخسائر في مختلف القطاعات، بسبب استمرار الموجة الحارة، كذلك فإن المختصين لا زالوا يقومون بزيارة الأماكن المتضررة، لحضر الأضرار، حيث من المتوقع أن نحصل على عدد نهائي خلال اليومين القادمين.
وتوقع قطيشات أن تشهد فلسطين ارتفاعا على أسعار الخضروات، بسبب زيادة الطلب، وقلة إنتاج المحاصيل، وتلفها جراء العوامل الجوية.
وأوضح أن الوزارة أعطت تعليماتها للمزارعين، بضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، لتلافي أكبر قدر من الخسائر، وأوعزت إلى مربي الدواجن بضرورة رش أسقف الحظائر بالمياه، ووضع قماش مبلل على فتحات التهوية، وتقليل عدد الطيور في المتر الواحد، إضافة إلى زيادة المشارب في البركسات.
وفيما يتعلق بتربية النحل، شدد قطيشات على ضرورة أن يقوم المزارع بوضع خلايا النحل بمناطق مظللة، وزيادة فتحة التهوية للخلية، ووضع عاسلات وأغطية على الخلايا، لمنع وصول أشعة الشمس المباشرة إليها.
ودعا إلى توفير ريّات متقاربة للنباتات تقيها من الجفاف، ورش المبيدات الوقائية لمنع انتشار الأمراض، والحرص على فتح تهوية جانبية البيوت البلاستيكية.
وقال قطيشات: 'في كل مرة تحصل أضرار للمزارعين، تقوم الوزارة بحصرها وتقديمها لمجلس الوزراء، من أجل الحصول على دعم لازم لتعويضهم عن هذه الخسائر، وفي حال لم يكن هناك موازنة، تعمل على توفيرها من الدول المانحة'.
ويعمل اتحاد الجمعيات التعاونية الزراعية، على حصر الخسائر التي يتكبدها المزارعون، ورفعها إلى الجهات المختصة، وهذا ما أكده مديرها العام فؤاد الأقرع الذي قال: 'كل جمعية مسجلة لدى الاتحاد تقدم ما لديها من معلومات وأرقام وإحصائيات، من أجل متابعتها مع وزارة الزراعة والجهات المختصة لتعويض المزارعين عن هذه الخسائر'.
نقلا عن وفا