الاقتصادي-لا يُعتبر تاريخ شركة مايكروسوفت مع أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة والمُساعدات الشخصية حديث العهد، كيف لا وهي التي كانت تُسيطر على هذا السوق في بدايات الألفية الجديدة من خلال المُساعدات الشخصية الرقمية PDA وشراكتها الناجحة مع شركة i-mate في إنتاج هواتف تعمل بنظام ويندوز موبايل.
لكن وبعد صدور جهاز آيفون من شركة آبل تراجعت مايكروسوفت عن الأنظار بشكل كبير، وما ضرّها حقيقة نظرة مُديرها التنفيذي ستيف بالمر الذي شكك ورفض التسليم لفكرة أن جهاز آيفون سيؤثر على مايكروسوفت في هذا المجال.
انتظرت مايكروسوفت فترة من الزمن قبل أن تعود إلى الواجهة من جديد من خلال تقديم نظام ويندوز فون لأول مرة في عام 2010، لكنها جاءت متأخرة قليلًا خصوصًا مع سيطرة كاملة على هذا السوق من قبل آبل ونظامها آي أو إس، وأندرويد من شركة جوجل.
وتحدث الأسبوع الماضي بالاجي فيسواناثان أحد مُهندسي مايكروسوفت، في موقع كورا Quora وشرح السبب الحقيقي وراء عدم وجود أي فُرصة لنظام ويندوز فون لمنافسة أندرويد وآي أو إس.
وذكر بالاجي أن تركيز مايكروسوفت كان ينصب على كيفية سحب البساط من مُنتج شركة آبل الأول – جهاز آيفون – والتي كانت آبل تضع مُعظم جهودها في تطويره. لكن في المُقابل، كان الهاتف من ضمن 40 مهمة تعمل مايكروسوفت على تطويرها، ولفترة طويلة لم تضع الشركة نظام ويندوز فون ضمن قائمة أولوياتها الخمس التي كان نصيب الأسد فيها لـ نظام ويندوز، حزمة أوفيس، خدماتها السحابية بالإضافة إلى خوادمها.
وأضاف بالاجي أن مايكروسوفت كانت تحاول أيضًا مُنافسة جوجل ونظام تشغيلها أندرويد، خصوصًا مع وجود شركاء مثل سامسونج وبعض مُصنعي الهواتف الذين تعاقدوا مع جوجل، لكنها وجدت نفسها أيضًا خارج المُنافسة لأن جوجل لديها مُسبقًا خدماتها الخاصة مثل الخرائط، البريد الإلكتروني ومُحرك البحث.
وعلى الرغم من أن أول جهاز يعمل بنظام أندرويد صدر بعد إعلان ستيف جوبز عن هاتف آيفون، وهو ما وضع جوجل بنفس مكانة مايكروسوفت في هذا المجال، إلا أن الفرق كان في ردة الفعل التي قامت بها كلتا الشركتين.
مايكروسوفت المُتمثلة بـ ستيف بالمر رفضت التسليم إلى حجم الإنجاز الذي قامت به آبل في هاتف آيفون، لكن جوجل على الطرف الآخر نظرت بعين الخبرة وأيقنت أن ما قامت به آبل عظيم، وأن نظام أندرويد الموجود حاليًا والذي يستعد لإطلاق أول هواتفه بحاجة إلى إعادة هيكلة من البداية لأنه وبحالته في ذلك الوقت، لن يتمكن من مُنافسة جهاز آيفون بأي شكل من الأشكال.
كريس دي سالفو أحد مُهندسي فريق أندرويد قال بعد مُشاهدته هاتف آيفون لأول مرة، أنه ذُهل جدًا بهذا الهاتف وأنه كعاشق للتقنية يرغب بإقتناء الجهاز فورًا، لكن كأحد مُهندسي أندرويد، أيقن ضرورة البدء من جديد حسبما ذكر كتاب Dogfight للكاتب فريد فوجيلستاين.
أما المسؤول عن فرق تطوير أندرويد في ذلك الوقت آندي روبين، والذي كان يقود سيارته ويتابع مؤتمر الكشف عن آيفون عن طريق الإنترنت أوقف سيارته وأخبر أحد زملائه أن أول هاتف يعمل بنظام أندرويد لن يرى النور قريبًا.
في النهاية، لو تعامل مُهندسو مايكروسوفت ومدراؤها في ذلك الوقت بنفس حالة الطوارئ التي رُفعت في جوجل بعد مشاهدة جهاز آيفون، لكان وضع ويندوز فون أفضل في السوق.