عمان - الاقتصادي - (الغد الأردني) - أكد خبراء في علم الجيولوجيا إنه لا توجد حتى الآن اي تقنية علمية يمكنها التنبؤ بوقوع زلازل في مناطق معينة قبل حدوثها.
يأتي ذلك في وقت تناقلت فيه وسائل إعلام "تحذيرات من احتمال وقوع عدد من الزلازل المدمرة حول العالم بحلول 2018، نتيجة للتباين في سرعة دوران الأرض، مع إمكانية تزايد تلك الأنشطة الزلزالية، وذلك في المناطق الاستوائية المكتظة بالسكان".
وقال مدير الجيولوجيا في وزارة الطاقة والثروة المعدنية علي السوارية، إنه لايمكن التنبؤ مسبقا بوقت أو مكان حدوث الزلازل.
وبين أن ما يتم تناقله من وقت إلى آخر حول حدوث زلازل، فيتم بناؤه على مقارنات تاريخية لاحتمالية تكرار وقوع هزات تتكرر بمنوال زمني معين، كزلازل تتكرر في منطقة ما كل 100 سنة على سبيل المثال، إلا ان ذلك لايعني حتمية وقوعها.
وبالنسبة للاردن بين السواية أنه يقع على الحد الفاصل بين الصفيحتين العربية والإفريقية واللتين تتحركان إلى الشمال بشكل مستمر غير أن الصفيحة العربية تتحرك بشكل اسرع ما يجعلها تصطدم بالصفيحتين التركية والإيرانية، وبالتالي تفريغ الطاقة.
وقال السوارية إن أقوى الزلالزل التي ضربت الأردن كانت في العام 1995 في العقبة بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر شعر بها السكان إلا انه لم يكن مدمرا، بينما ضرب زلزال بقوة مقاربة منطقة اريحا ونابلس في فلسطين بالعام 1927 أدى إلى بعض الدمار في هذه المناطق بذلك الوقت.
وضرب عدد من الزلازل دولا كثيرة خلال العام الحالي، وآخرها الزلزال الذي ضرب الحدود العراقية الإيرانية قبل أيام وراح ضحيته المئات.
وأُنشئ مرصد الزلازل الأردني، التابع لمديرية الجيولوجيا في وزارة الطاقة والثورة المعدنية العام 1983 لرصد وتسجيل وتحليل الزلازل التي تحدث في الأردن والمناطق المجاورة، وإجراء الدراسات والأبحاث الخاصة بذلك، حيث يراقب، وعلى مدار الساعة، النشاط الزلزالي ويرفع التقارير الخاصة بها الى الجهات المختصة.
من جهته، قال أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية الدكتور نجيب ابو كركي إن لكل دولة تاريخها الزلزالي، إلا أنه وبالرغم من ذلك لايمكن التنبؤ بموعد حدوثها.
وأضاف إن الحديث من وقت لآخر عن قرب حدوث زلازل في مكان ما ليس سوى "إشاعة لأن العلم لم يتوصل لمرحلة الكشف عن الزلازل حتى في أكثر الدول تقدما بالعلم مثل اليابان، والتي تفاجأت بحدوث هزات كبيرة عدة مرات".
وقال إن الزلالزل تتكرر احيانا ضمن معدل زمني، مشيرا إلى أن الأردن يقع ضمن منطقة معتدلة زلزاليا وضمن نطاق متوسط التدمير في حال كان مركزها قريبا من المناطق المأهلولة بالسكان.
وبين المدير العام لسلطة المصادر الطبيعية سابقا الدكتور موسى الزيود إن حفرة الانهدام في الأردن تسجل يوميا العديد من الهزات غير المحسوسة لأن حركة الصفائح الأرضية مستمرة.
وقال إن الزلازل قد تقع فعلا في مكان ما، إلا أنه لا يمكن تحديد وقتها فعلا قبل حدوثها، مبينا أن "الاشعاعات تتكرر من وقت لآخر، وأن ما تم الحديث عنه عدة مرات لم يقع حتى الآن".