وكالات - الاقتصادي - أمر لا يمكنك التحكم به، فإن أرادت الذبابة أن تقف على طعامك فستقوم بذلك. عادة ما تقوم به الغالبية هو إبعادها عن الطبق ثم تناوله.
يكثر الذباب عادة مع نهاية الشتاء ودخولنا فصل الربيع ويصبح أكثر نشاطاً مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف. ولكن هذا لا يعني أنه لا يتكاثر في الشتاء، فبعد كل هطول المطر يجد الذباب في المياه الراكدة بيئة خصبة للتكاثر.
ما هو مثير للاستغراب مع الذباب هو أننا لا نمانع تناول الطعام بعد إبعاده ولكننا بالتأكيد لن تناول الطعام إن وجدنا صرصراً مثلاً وحتى أن البعض يرمي طبقه كاملاً إن عثر على شعرة فيه.
ولكن الذبابة التي نتعامل معها بلطافة هي الأسوأ بين الصراصير والقوارض والنمل؛ إذ إنها تحمل كميات مضاعفة من الجراثيم ومسببات الأمراض.
تحمل أكثر ٦ ملايين من البكتيريا و١٠٠ نوع من الكائنات الحية
هناك أكثر من ١٠٠ ألف نوع في الذباب في العالم، عشرة أنواع منها تقريباً تعيش في المنازل، ولعل أكثرها انتشاراً الذبابة المنزلية. ولكن هذا لا يعني أن الأنواع الأخرى لن تقرر «التعريج»، والوقوف على طعامك.
الذباب يحمل أكثر من ٢٠٠ نوع من البكتيريا الخطيرة، وهناك ستة ملايين من البكتيريا على السطح الخارجي للذبابة الواحدة مع أكثر من 100 نوع من الكائنات الحية الممرضة التي يمكن عزلها من قناتها الهضمية. وما تحمله في قناتها الهضمية، والذي هو مثير للقلق حقاً، سنتحدث عنه تالياً.
فالذبابة ليست مثيرة للقرف لناحية الشكل، فحسب ولكنها مقرفة بشكل عام؛ لأن عاداتها في التغذية مقرفة أيضاً. الذباب يتغذى على كل شيء من الجثث والجيف والفضلات الحيوانية والبشرية والنفايات ومياه الصرف الصحي وغيرها. ولا داعي لذكر عدد الجراثيم والبكتيريا والفطريات وبيض الطفيليات الخطيرة جداً التي سيتم نقلها من مصادر التغذية تلك إلى طعامنا. فتركيبة الذبابة الجسمانية تعطيها القدرة على التأقلم لالتقاط الميكروبات المرضية؛ إذ إن «خرطومها» مزود بشعيرات صغيرة تجمع النثار البيئي والفضلات، كما أن كل قدم من أقدامهاعليها شعيرات صغيرة كما أنها تفرز مادة لاصقة عند هبوطها في أمكنة مختلفة.
وعليه فهي في كل مرة تقف فيها على طعامك فهي تنقل كل الأوساخ والجراثيم ومسببات الأمراض إلى طبقك، وبعض هذه البقايا والأوساخ مقزز للغاية كالبراز . وفي الواقع الإناث أكثر خطوة من الذكور؛ لأن الذبابة الأنثى تحط على جثث الحيوانات وصناديق القمامة والبراز البشري والحيواني؛ كي تضع بيوضها.
مصدر الخطر الفعلي والحقيقي هو ما تفعله الذبابة حين تحط على طعامك.. فما الذي تفعله؟
هي تتقيأ على طعامك.. نعم صدق أو لا تصدق أول ما تقوم به هو التقيؤ على طعامك.
السبب هو أن الذبابة لا تستطيع تناول الطعام الصلب وبالتأكيد لن تقوم «بأخذ قضمة» والمضي في سبيلها، فما تقوم به بعد وقوفها على الطعام هو مد فمها من أسفل رأسها إلى السطح المقابل له مكونة أنبوباً، ومن هذا الأنبوب تتقيأ سائلاً هضمياً يساعد على جعل المواد الصلبة أكثر ليونة. وحين يصبح الطعام مادة سائلة تقوم بامتصاصه. أي أنها تقوم بهضم طعامها، الذي هو طعامك، حتى قبل أن تدخله إلى جسمها. فالطعام الذي تتناولته للتو هو في حالة مختلفة كلياً عما هو عليه سائر الطبق. أي أن هناك أجزاء من طبقك «تم هضمها» من قبل الذبابة.
السائل هذا الذي أخرجته سيتركك مع مجموعة مختلفة من الجرائيم والطفيليات من آخر وجبات تناولها، والتي لا سبيل لمعرفة ماهيتها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مسببات المرض تعيش داخل الذبابة أكثر مما تعيش على جسمها.
الصورة المقززة التي تتسبب بالأمراض
الصورة ، هي كالتالي، ذبابة تحمل جميع أنواع البكتيريا والجراثيم والطفيليات من أقذر الأسطح والأمكان على هذا الكوكب تحط على طعامك وتنقلها من خلالها الشعيرات الى ما ستتناوله. ثم تقوم بتقيؤ سائلها الهضمي على طعامك وبالتالي تلوثه بنفس البكتيريا والجراثيم بالإضافة إلى أنواع أخرى خطيرة. تلويث طعامك لا يحتاج إلى أكثر من بضع ثوان لنقل كل مسببات المرض إلى طعامك وعليه لا أهمية للوقت الذي تمضيه على طعامك قبل أن تطردها.
أي أمراض تنقلها إليك؟
الأمراض التي ينقلها الذباب عديدة جداً ومتنوعة وهي تتجاوز الـ ٢٠٧ أمراض خطيرة، ومن هذه الأمراض بعض أمراض العيون مثل التراخوما والرمد الصديدى وبعض الأمراض الجلدية، ومعظم الأمراض المعوية مثل الكوليرا والتيفود، والباراتيفود، والدوسنتاريا بنوعيها الباسيلية والأميبية، والتسمم الغذائي، والدفتريا.
وقد أكدت دراسة حديثة أن ذباب المنزل يمكنه أن يتسبب بقرحة المعدة والاثني عشر وذلك من خلال نقله للبكتيريا المسببة للمرض. وفي الواقع ٥٠٪ من الأشخاص الذي يعيشون في الدول المتقدمة يعانون من هذه البكتيريا بسبب الذباب المنزلي الذي ينقلها إليهم من خلال ملامسته للطعام.
كما أن الذباب ينقل الأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبدي، وقد يتسبب أحياناً بأمراض في الجهاز العصبي.
