وكالات - الاقتصادي -أحدَثَ الجهاز الذي ابتكره المهندس الأميركي، بيرسي سبنسر، سنة 1946، ثورةً في صناعة التجهيزات المنزلية في جميع أنحاء العالم.
وبفضل جهاز الميكروويف، لم تعد عملية تسخين الأكل تستحق اتساخ الأواني أو في حاجة إلى تشغيل موقد الغاز. علاوة على ذلك، غيَّر اختراع بيرسي سبنسر حياة الناس، إذ يوفِّر لهم الوقت والمال، ويجعلهم في مأمن من الحوادث التي يمكن أن تترتب من طرق تسخين الطعام التقليدية.
على الرغم من كونه أحد الأجهزة الأكثر انتشاراً في منازل نصف سكان العالم، شأنه شأن الثلاجة، إلا أن الميكروويف يخفي جملة من الأسرار التي يجهلها عامة الناس، نستعرضها بحسب صحيفة El Espanol الإسبانية.
تستند عملية تشغيل الميكروويف على خصائص قطبية المياه. وعند تعريض موجات الماء إلى تردد يصل إلى 2.4 غيغاهيرتز في الثانية، يَحدث اهتزاز لجزيئات هذه المادة. وعندما لا يكون الماء متجمداً، يمكن أن تصل الحرارة العالية لجزيئات الماء وتنتشر بينها. وبهذا الشكل، تعم الحرارة كامل الوعاء الذي يحتوي على الماء.
من جهة أخرى، يبعث هذا الجهاز المنزلي موجات تردد 2.45 غيغاهيرتز. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب على أي جهاز يستخدم نظام الموجات أن يكون مسجلاً، وأن يدفع نوعاً من الرسوم للتفرد بهذا التردد، وهو ما يضمن عدم تداخل الترددات فيما بينها. وعموماً، يعد هذا التردد مجانياً ولا يؤثر على أية أجهزة أخرى.
تم اكتشاف خصائص الموجات الكهرومغناطيسية التي تجعل الجزيئات تتحرك وتولّد حرارة خلال هذه العملية، عن طريق الصدفة. وخلال سنة 1946، كان بيرسي سبنسر بصدد استعمال الصمام المغناطيسي الإلكتروني أو "المغناترون"، من أجل تزويد رادار بالطاقة اللازمة ليعيد تشغيله.
وخلال هذه العملية، اكتشف سبنسر أن الطعام الذي كان في جيبه قد انصهر. وبهذه الطريقة، اكتشف سبنسر العملية التي مثلت أساس صنع أول أجهزة الميكروويف.
في بداية اختراعه، كانت أسعار الميكروويف باهظة، وهو ما يفسر استعمالها فقط في المطاعم. وخلال السبعينات أصبحت هذه الأجهزة تباع بكميات كبيرة في اليابان. وبحلول الثمانينات، وصل جهاز الميكروويف إلى أوروبا والقارة الأميركية.
كانت الشوكولاتة أول مادة تم تسخينها عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية. وخلال أول تجربة عن طريق الصدفة، كان سبنسر يملك في جيبه قطعاً من الشوكولاتة، وقد اكتشف أن قطعة من الشوكولاتة قد تحولت من حالتها الصلبة إلى حالتها السائلة خلال استعماله لمغناترون الرادار.
وفي وقت لاحق، عمل سبنسر على وضع الفشار بالقرب من المغناترون، فاكتشف أن هذه الحرارة التي يولدها المغناترون تمكنت من طهي الفشار. وفي مرحلة موالية، قام سبنسر بإعادة التجربة مع البيض. وخلال هذه التجربة، انفجر البيض بسبب الضغط الذي تم توليده داخل البيض.
اكتشفت دراسة أجراها باحثون في المعهد الألماني لهندسة العمليات، أن الأسطورة القائلة إن "تسخين الأطعمة في الميكروويف يؤدي إلى فقدان الطعام لفوائده الغذائية، أكثر مما تسببه طرق التسخين الأخرى"؛ خاطئة تماماً.
وعلى وجه الخصوص، قام العلماء بتسخين السبانخ والجزر والفلفل في الميكروويف، كما عملوا على طبخ نفس هذه الأطعمة في الماء. وفي وقت لاحق، أنجز الباحثون تحليلاً. وبعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل كتلة المادة، وتنقلها في مجال الميكروويف، والهندسة الفيزيائية حول درجة الحرارة التي تعرَّضت لها هذه الأطعمة؛ توصل الخبراء إلى أن الموجات كانت أقل إضراراً بهذه الأطعمة.
إن هذا الجهاز مصمم من أجل التفاعل مع جزيئات الماء. وفي حال تم تشغيل الميكروويف وهو فارغ أو توجد بداخله مادة لا تحتوي على الماء، مثل الأرز أو المعكرونة؛ فسترتد الموجات وتعود إلى المنطقة العليا، أي من حيث يتم إنتاجها. وعلى المدى البعيد، يمكن أن تضر هذه الحالة بالمغناترون. وفي حال تكرَّرت هذه العملية أو تواصلت لوقت طويل، سيتعطل الميكروويف ولن يتمكن من تسخين الطعام.
عندما يتم تسخين الأكل في الميكروويف في أحد الأواني المعدنية، سيعمل الجهاز مثل المرآة. وخلال هذه العملية، سيقوم المعدن بعكس اتجاه البروتونات، ويعيدها في اتجاه المغناترون. وفي الإجمال، سيضر هذا الأمر بالجهاز ويتوقف عن تسخين الطعام.
من جانب آخر، يمكن أن يسبب إدخال معدن إلى الميكروويف في إطلاق شرارة، وحتى نيران داخل الجهاز. ويعود سبب ظهور هذه الشرارات من النار إلى تراكم التيار الكهربائي على حواف المعدن، التي تولد قوساً كهربائياً عند تجمعها، ويمكن أن يحدث هذا الأمر عند وضع شوكة أو ورق الألمنيوم داخل الجهاز.