بيروت – الاقتصادي – ميرنا حامد - خطوة لافتة شهدها مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، القابع جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، بادر إليها أبناء المخيم المهاجرين إلى الدنمارك.
مبادرة إضاءة زواريب وأحياء المخيم بالطاقة الشمسية وضعت حداً للظلام الحالك، وأنارت ظلمة المخيم الدائمة والناجمة عن سياسة التقنين الكهربائي المحكم في جنوبي العاصمة، وعدم توزيع المولدات الخاصة بالطاقة الكهربائية على جميع المشتركين في كافة أحياء المخيم بالتساوي.
مشروع إنارة مخيم برج البراجنة بالطاقة الشمسية، جاء تحت إشراف "جمعية أمان" التي تتخذ مركزاً لها في المخيم، وتتابع تنفيذ المشروع منذ كان فكرة موضوعة على الورق، وحتى نهايته على أرض الواقع.
وقد أطلقت حملة تبرعات بالتعاون مع مهاجري المخيم حصدت مبلغا مالياً قدر بحوالى 2700$ من أجل شراء 500 لمبة لإضاءة المخيم.
وفي حديث لموقع "الاقتصادي"، قال مدير "مركز أمان الخيري"، نادر راجي، إن "المشروع، الذي يحمل اسم شباب مخيم برج البراجنة، يتمحور حول إنارة أحياء المخيم بالطاقة الشمسية.
وبهذا الخصوص تم الاتفاق على إحضار 500 لمبة بالجملة من الصين الشعبية، وميزة هذه اللمبات أنها تعطي إشعارات مميزة، إذ أنها تضاء تلقائياً لدى مرور أي شخص داخل الزاروب المظلم.
ويضيف راجي أن "المشروع لم ينته بعد، حيث من الممكن أن يستمر ستة أشهر إضافية، إذ تم حتى الآن إضاءة ربع المخيم فقط، وباقي ثلاثة أرباع".
ويقول: "نحن مصممون على الاستمرار بالعمل حتى نضيء أحياء المخيم كافة".
ويأمل راجي أن يلقى المشروع ارتياحاً لدى الأهالي، ويشكل نموذجا يحتذى به ويعمم على بقية مخيمات اللاجئين؛ ليسهم في التخفيف من بعض الأزمات الخانقة التي يعاني منها الأهالي بشكل يومي، داعياً أبناء المخيمات المهاجرين إلى دعم مخيماتهم بكل ما يستطيعون من مال، لتنفيذ المشاريع التي تسهم بمعالجة الكثير من المشاكل الاجتماعية الخانقة التي تتخبط بها المخيمات.
وفي حديثها لـ"الإقتصادي"، شكرت الحاجة أم يحيى القائمين على مشروع الإنارة، الذي حوَّل ليل المخيم إلى نهار، وكل من ساهم بإنجاحه.
ودعت مهاجري المخيم إلى المساهمة الفعالة بتنميته أكثر عبر إقامة مشاريع جديدة تخفف من المشاكل والأزمات التي يعاني منها الأهالي.
فيما عبَّر الشاب أمجد عن فرحته بإنارة المخيم، داعياً الأهالي كباراً وصغاراً إلى الحفاظ على اللمبات، ومنع كل من يحاول إزالتها.
كما أعرب الطفل محمود علاء الدين عن سعادته لأنه أصبح بإمكانه أن يلعب ورفاقه ليلاً في أحياء المخيم دون خوف من العتمة.
إن مشروع إنارة زواريب وشوارع المخيم، تضيء على تجربة العمل الشعبي التعاوني، الذي لا ينتظر هذه المؤسسة أو تلك لحل المشاكل، وإنما تضع كافة جهودها في ميدان العمل الذي يؤدي إلى منفعة عامة لأبناء المخيم كافة، فأبناء المخيمات يستحقون أكثر.