رام الله - الاقتصادي - ايمان المالكي - اعتادت السبعينية ام زياد على استخدام الجفت في الخبز والطبخ والتدفئة، فتقوم كل سنة باحضار الجفت المتبقي بعد عصر الزيتون وتضعه تحت الشمس لاستخدامه مع اقتراب فصل الشتاء.

تقول ام زياد من قرية كفر مالك قضاء رام الله، انه على الرغم من ان نساء اليوم يفضلن التدفئة باستخدام صوبات الكاز او الغاز لسهولة التعامل معها ونظافتها، الا انها تفضل استخدام الجفت لرخص ثمنه وحرارته المرتفعة قياسا للوسائل الاخرى .

وتزيد "كان الناس قديما يتهافتون الى حفظ الجفت واستخدامه، ولا يكاد يخلو اي منزل منه، اما اليوم فهو يبقى بالمعاصر دون فائدة، متناسيين ما قد يقدمه الجفت من فوائد وتوفير الاموال".

وتنتج مادة الجفت او "تفل الزيتون" من قشر وبذور الزيتون بعد استخراج الزيت منه، يقوم البعض بضغطه باستخدام آلة معدنية لاستخدامة بديلا عن الحطب، بينما يستغل بعض المزارعين مادة الجفت لتحسين اوضاعهم الاقتصادية، من خلال بيعه داخل المدن وفي محال بيع المدافيء والحطب.

يذكر أن سعر أسطوانة الغاز سعة 12 كغم، تباع في السوق الفلسطيني بـ 57 شيكلاً، ولا تكفي لمدة أسبوعين في فصل الشتاء، ما يجعل من استخدامها أمراً مرهق مادياً على أرباب الأسر.

وفي حديث للاقتصادي مع الخبير الزراعي فارس الجابي، يقول ان حمولة "تراكتور" كاملة من الجفت الرطب تباعـ ب 80 -100 شيكل، والطن الواحد ما يقارب 50 شيقل، لافتا الى ان العديد من المواطنين يقومون بكبس الجفت على شكل قوالب للاستفادة منه في عملية التدفئة او الطبخ.

وبعيداً عن استخدامه للتدفئة والاشتعال، فإن للجفت العديد من الاستعمالات الأخرى، غير التقليدية مثل استخدامه كنوع من السماد الطبيعي للأشجار.

ويبلغ عدد أشجار الزيتون المثمرة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، نحو 8.5 مليون شجرة مثمرة، وهناك 2.5 مليون شجرة زيتون غير مثمرة.

اما عدد المعاصر في فلسطين، اوضح الجابي ان عددها يبلغ 300 معصرة الا ان العديد منها لا يعمل، فقد عملت 272 معصرة فقط في العام الماضي .

ويبين ان هناك لجان متابعة ومراقبة للمعاصر في المديرية للتاكد من مدى تنفيذها لشروط الترخيص والنظافة.

وكانت وزارة الزراعة الفلسطينية حددت سابقاً تاريخ 6-10-2017 الموعد الرسمي لقطف ثمار الزيتون في فلسطين.