الاقتصادي
هل شعرت يوماً ما بعدم الرغبة في القدوم إلى عملك لكثرة المهام الملقاة على عاتقك، أو لأنها أصبحت مهاماً روتينية تتكرر يوماً بعد يوم؟ هل فكرت بالتقدم بطلب إجازة ليوم أو بعض يوم تقضيه مع من تحب بعيداً عن ضغوط وأجواء العمل الرتيبة؟ هل دفعك روتين العمل المستمر للتفكير بالبحث عن عمل آخر؟
عندما يراودك شبح التوتر والقلق جراء انخفاض إنتاجيتك فى العمل، وتتضاءل الدوافع المعنوية المحفزة لإنجاز مهامك، لا تقلق فالشعور بالملل فى العمل ليس أمراً سلبياً بالشكل الذى تعتقده، لأن الإنسان بطبعه محب للتجديد والتغيير أينما كان، لكن عليك أن تكون على دراية بأن استمرار هذا الشعور لفترة طويلة سيؤدي إلى انخفاض إنتاجيتك فى نهاية الشهر، وبالتالي ستصبح فكرة البحث عن بديل، وخسارة عملك أمر وارد.
لا تستسلم للشعور بالملل، وعدم الرضا الذي يساورك في عملك، بل حاول من خلال الوسائل المتاحة أن تتكيف معه، وتكتشف فيه جوانب جديدة تحسن أداؤك وترفع من روحك المعنوية، لأن كثيراً من الموظفين يشعرون بأن وظائفهم ليست على القدر الممتع، والجالب للسعادة الذي كانوا يتوقعونه، لكنها في النهاية وظيفة ويجب أن يقام بها على أكمل وجه، حتى لو كانت مصدر ملل، خصوصاً أنه بنهاية كل شهر يتم تقاضى راتباً عليها.
فيما يلي بعض الوسائل التي تساعد على مواجهة الرتابة في العمل، لأن مهما كان الإنسان محب ومخلص لعمله، ستصادفه أيام يشعر فيها بملل يلتهم إنجازه وعطاؤه، فلا يستطيع بذل أى مجهود إضافى تجاه الواجب اليومى، ويشعر بأن الوقت يمر بطيئاً كئيباً، حتى فى أكثر الأعمال والصناعات الممتعة، لذلك اتبع ما يلي:
احرص على أخذ قسطاً من الراحة، بين وقت وآخر، تقضيه مع بعض أصدقائك وأنت تتناول نوع محبب من المشروبات لديك، والجأ للتحدث معهم فى أمور بعيدة عن العمل، وتحتوي على روح الدعابة والفكاهة، لتحفز طاقتك على العمل مجدداً.
2- لا تكن سلبياً
لا تفكر بالأخطاء التى ارتكبتها في عملك، وتتمنى لو يعود بك الزمن كى لاتقترفها، بل حاول أن تتعلم منها كي لا تعيدها مجدداً، على العكس تماماً فكر في أهمية وظيفتك لمن حولك، ولنفسك، ولمن تقوم بالوظيفة، فلا توجد وظيفة غير مفيدة على الإطلاق، وإلا لما وجدت في الأساس، لذلك حاول تجميع هذه النقاط الإيجابية وركز عليها، فلا شك أن هذا سيمثل دافعاً إيجابياً يشجعك على العمل بروح جديدة مفعمة بالحماس.
3- الرياضة حياة
لا تجلس جلوساً مطولاً خلف طاولتك، بل تحرك من مكانك كل 20 دقيقة، وحاول أن تريح عينيك بعض الشئ، أو تمشى قليلاً كل 3 ساعات، وهناك العديد من الطرق التي تمكنك من ممارسة تمارين رياضية بسيطة في مكان العمل.
4- تناول ما تحب
في منتصف النهار وبعد إنهاء قسم كبير من واجباتك العملية، توجه لتناول وجبة الغداء حتى تعيد تركيزك ونشاطك للعمل، واحرص على ألا يكون الطعام من الوجبات السريعة، أو كثيرة الدهون حتى لا تصيبك التخمة والكسل.
5- جدد مكانك في العمل
من الضروري أن تجدد مساحة العمل الخاصة بك، بين فترة وأخرى، فهى وسيلة ممتعة، ويمكنها أن تقوم بكسر دائرة الملل، وتساهم بشكل إيجابى فى تعديل مزاجك، كما يمكنك تزيين مكتبك برسومات ولوحات جميلة، ووضع صور أشخاص من تحب على طاولتك.
6- لا تنسى الموسيقى
تساعد الموسيقى على كسر روتين العمل الهادئ والمتوتر، وتحفز على أداء الواجبات بنشاط، إذا تخلق بيئة جديدة فى المكتب تخفف من حدة التوتر وضغط العمل، وهذا ينعكس بشكل مباشر على حجم العمل وجودته.
7- تجنب احوارات السلبية
ابتعد عن دائرة النقاشات السلبية التى تدور مع زملاءك في العمل، وحاول ألا تركز على نقاط الضعف الموجودة فيه، لأن كل عمل معرض للوقوع فى عثرات وأخطاء، إذا لم يتعرض لتكبد الخسائر أيضاً، فكن ديناميكياً وتقبل ما يحدث بروح رياضية.
8- ابحث عن عمل آخر
تذكر دائماً أن وظيفتك الحالية لن تكون آخر فرصة عمل تعمل بها، بل لديك حرية البحث عن عمل آخر يشعرك بالمزيد من الحماس والقدرة على العطاء، وذلك إذا عجزت عن تحقيق أهداف العمل المرجوة.
فكر قبل أن تخسر عملك
قد لا يكون روتين العمل هو الممل بحد ذاته، بل يكون الشخص نفسه هو من فشل في حبه لعمله، فالرغبة بالقدوم للعمل وإنجاز النشاطات المطلوبة قد تتعلق أحياناً بتكوين الصداقات داخل مجال العمل، والتنسيق والتعاون بين الزملاء بكل مودة ومحبة لتحقيق إنجازات مشتركة، تعود بالنفع على الجميع، وتخفف من حدة التوتر والروتين، ومن شأنها أيضاً إحداث ترقية في منصب العمل، فيتم الخروج بذلك من نطاق العمل الرتيب، والبدء بمهام جديدة مختلفة عن سابقتها، لذلك فكر جيداً قبل أن تخسر عملك.