طولكرم -فتح انخفاض أسعار الذهب عالمياً الباب على مصراعيه للمقبلين على الزواج، لشراء احتياجاتهم من المصاغ الذهبي، معتبرين ذلك 'فرصة ذهبية' لا تعوض، بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار الذهب خلال السنوات الخمس الماضية.
الشاب بهاء نصار من طولكرم أقدم كغيره من الشبان المقبلين على الزواج على شراء عدد من الليرات الذهبية، وانخفاض سعر الذهب هو الذي جعله يتخذ هذا القرار، خاصة وأنه كان يجد صعوبة خلال الفترة الماضية في الشراء، بسبب وضعه المادي المتوسط، كونه يعمل براتب بسيط لا يتفق والارتفاع الكبير للذهب، وما يرافق من شراء مستلزمات الحياة الأخرى، التي تشهد هي الأخرى ارتفاعا في أسعارها.
إحدى الفتيات المخطوبات من قرية كفر صور وتدعى 'ايمان' كانت تسترق النظر بين أشكال الحلي المتنوعة في إحدى محال بيع الذهب، تبحث عن ما يناسبها من خواتم ذهبية تمهيدا لشرائها، كونها على وشك الزواج بعد شهرين.
وتقول إيمان: 'استغليت هذه الفرصة لشراء المصاغ، وسأتمكن من شراء ما يعجبني من حلي، الذي كان في السابق بسعر مرتفع ولم أتمكن من شرائه'، مشيرة إلى أنها كانت ستكتفي بقطعتين إلى ثلاث من الذهب من العيار المنخفض، ولكن الآن أصبح بمقدورها شراء العيار الذي تختاره، مستدركة: تأخرت في الشراء (فكل تأخيره فيها خيرة).
وشراء الذهب لم يقتصر فقط على المقبلين على الزواج، حيث يشهد سوق الذهب في وسط مدينة طولكرم الذي يضم ما يقارب 25 محلا، ومشاغل الذهب التي يصل عددها الإجمالي إلى 30، يوميا اكتظاظا أيضا بالسيدات اللواتي لم يتركن هذه الفرصة، وأقبلن على شراء المقتنيات الذهبية، من أجل ادخارها لوقت الحاجة.
وتقول السيدة أم إسلام التي كانت تشتري ليرة ذهبية، :' اشتريت خلال الشهر الجاري 6 ليرات ذهبية من أجل ادخارها للزمن'، معتبرة أن السعر مشجع على الشراء، بعد ارتفاعه في الأعوام السابقة.
ويعقّب نقيب الصاغة في طولكرم سائد الحواري بقوله' أثر نزول سعر الذهب عالميا على سوق الذهب حيث زاد الطلب عليه، من قبل المستثمرين الذين يدخرون الليرات والأونصات، ومن قبل المقبلين على الزواج أيضاً، خاصة وأن سعر الأونصة وصل إلى 1100 دولار، بعد أن كان قبل أربع سنوات 1920 دولار، أي انخفاض ما يعادل 40%'.
وأضاف الحواري 'تضاعف البيع عن السابق، بعد عزوف الناس عن الشراء بسبب السعر المرتفع، ولم يؤثر انخفاض الأسعار على التجار كثيرا، بل كان التأثير من خلال من يملك رأسمال فإنه انخفض لديه، وكيلو الذهب انخفض رأسماله بمقدار ثلاث آلاف دينار'.
ولفت إلى أن 'الحركة الشرائية للذهب جيدة، وجميع التجار ملتزمون بالأسعار، والمواطن أصبح على دراية ووعي بسعر الذهب، وهو ما نلمسه خلال البيع'، متوقعاً أن يطرأ انخفاض آخر على سعر الذهب بنسبة بسيطة.من جانبه، وصف التاجر حسام أبو حسيب حركة البيع 'بالممتازة' مع انخفاض سعر الذهب وإقبال المواطنين على الشراء، خاصة بعد عيد الفطر السعيد.
وأوضح أبو حسيب أن المواطنين يشترون بكميات كبيرة الأونصات والليرات والمصاغ الذهبي للمناسبات الاجتماعية، وهو ما أثر إيجابيا على التاجر، الذي يبيع ويربح رغم انخفاض سعر الذهب، مشيرا إلى أن سعر ليرة الذهب حاليا 163 دينارا، بعد أن كانت 179 دينارا.
التاجر إبراهيم أبو حسيب أكد هو الآخر على الإقبال الجيد لشراء المقتنيات التي لا يوجد بها مصنعيات عالية، مثل: الليرات، والأونصات، والذهب السادة، وأساور الانجاص، والمباريم، كونها تحتفظ بقيمتها مع الزمن، مشيرا إلى أن هذا الإقبال الكبير من قبل المواطن على شراء الذهب جعله يشعر بارتياح كبير، لأن الناس تشتري أكثر من أن تبيع، وعليه فهم يوفرون مخزونا استراتيجيا.
فيما قال مدير دائرة الاقتصاد الوطني بطولكرم المهندس كمال غانم' إن التأثر الاقتصادي بانخفاض أسعار الذهب ليس كبيرا على التجار، وإن حدث فيعتبر غير ملحوظ، كون التاجر يتعامل بكميات محدودة، باستثناء من يملكون كميات كبيرة من الذهب كانوا قد اشتروها في الفترة الماضية، عندها تكون خسارتهم كبيرة، خاصة وأن سعر الأونصة قد انخفض عن معدلها الطبيعي بكثير'.
كما اعتبر أن المتأثر أيضاً وبشكل مباشر في هذه الفترة هو الاقتصاد المنزلي، بقوله:' النساء المتزوجات اللواتي اشترين الذهب خلال العامين الماضيين بأسعار عالية من أجل الادخار، ستلحقهن الخسارة، فيما لو أردن بيع مخزونهن لمناسبة ما.
نقلا عن وفا