يواجهون من أجله الموت واللدغات القاتلة.. هل سمعت من قبل عن «عسل الهلاوس»؟
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.11(0.91%)   AIG: 0.16(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(0.46%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.32(2.22%)   AZIZA: 2.87(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 4.35(%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 1.99(%)   ISBK: 1.25(6.02%)   ISH: 1.14(%)   JCC: 1.62( %)   JPH: 3.83( %)   JREI: 0.28( %)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47( %)   NAPCO: 1.03( %)   NCI: 1.79(0.56%)   NIC: 2.95(0.67%)   NSC: 3.05(%)   OOREDOO: 0.74(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.00(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.29(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.80(%)   PRICO: 0.28(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.08(%)   RSR: 4.30(%)   SAFABANK: 0.69(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.90(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 7.57(%)   WASSEL: 1.00(%)  
9:02 صباحاً 04 تشرين الأول 2017

يواجهون من أجله الموت واللدغات القاتلة.. هل سمعت من قبل عن «عسل الهلاوس»؟

وكالات - الاقتصادي - اعتاد الناس أن العسل من الأطعمة الشهية، الغنية بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة مثل مضادات الأكسدة والمعادن ويساهم في خفض ضغط الدم ،وتقليل نسب الكوليسترول في الدم وغير ذلك، ولكن رغم ذلك فإنه مثل غيره من الأطعمة والنباتات الطبيعية قد يكون لبعض أنواعها خصائص مختلفة في التأثير على الوظائف الحيوية للإنسان، تمامًا مثل النباتات الطبيعية مثل القنب والخشخاش والأفيون التي هي في الأصل نباتات طبيعية ولكن أثرها المخدر يصل بمن يتناولها إلى الإدمان والموت.

هذا النوع من أنواع العسل الذي عُرف باسم «عسل الهلاوس» أو «عسل الجنون» يسبب تناوله الشعور بالخدر وانخفاض ضغط الدم وتغيرًا في سرعة ضربات القلب، وتشوش الرؤية وحتى نوبات إغماء،  السائل الذهبي المائل للحمرة ينتجه نحل العسل الضخم المعروف علميًا باسم «أبيس دورساتا» Apis dorsata الذي يتواجد في بعض المناطق الوعرة والمتفرقة في جنوب آسيا مثل ماليزيا وأندونيسيا والفلبين، وبعض الأماكن في جبال الهيمالايا وبعض ضواحي تركيا وينتج من رحيق بعض فصائل النباتات الزهرية المعروفة باسم «رودندرون» Rhododendron.

التاريخ والجغرافيا

يرجع موقع المزارع الحديث بداية ظهور «عسل الهلاوس» إلى القرن السابع عشر حيث كان يتم تداوله تجاريًا من منطقة البحر الأسود إلى قلب أوروبا حيث تم استخدامه في صناعة بعض أنواع الخمور الفاخرة لزيادة أثر السَكْرة فيها بدرجة تفوق أثر الكحول نفسه، واليوم يتوفر في بعض المناطق في تركيا ونيبال ويقبل على تناوله عدد كبير من الناس الذين يؤمنون بأن هذا النوع من العسل يشفي بعض أمراض المعدة وداء السكري ويحسن من الأداء الجنسي للرجال.

هذا برغم أن هناك بالفعل عدة حالات مثبتة للتسمم نتيجة تناول هذا النوع من العسل منها 200 حالة تسمم لمواطنينوسائحين في تركيا، ومن ناحية أخرى جاء ذكر «عسل الهلاوس» تاريخيًا أثناء فترة حكم الملك «ميثرادتس» السادس أحد ملوك الدولة البونتية «آسيا الصغرى» على سواحل البحر الأسود «تركيا الآن» والذي اشتهر بتسميم أعدائه باستخدام نوع غامض من العسل تطابقت أوصافه مع «عسل الهلاوس».

المخاطر والربح

نظرًا لشهرته وإقبال الكثير عليه رغم أخطاره المحتملة؛ اختار بعض المغامرين أن يبحثوا عن أماكن تواجد هذا العسل وأن يجتازوا العديد من العقبات في سبيل الحصول عليه في أحد أكثر الأماكن وعورة على سطح الأرض وهي تلال وجبال «الهيمالايا» وتحديدًا في «نيبال».

عملية جني العسل معقدة جدًا، والتي تتمثل في تسلق ما يزيد عن 300 قدم – 91 مترًا تقريبًا – والتعلق في أحبال ودعائم قوية من سيقان نبات «البامبو» حتى الوصول إلى مستعمرات إنتاج العسل ومواجهة لدغات الآلاف من النحل الضخم الذي قد يصل حجمه إلى ثلاثة سنتيمترات تقريبًا، والذي يقوم ببناء مستعمراته في أعلى نقطة ممكنة بشكل دفاعي يتيح للنحل أن يحمي مستعمراته التي قد يصل محتواها من العسل إلى 33 رطلًا – 15 كيلوجرامًا تقريبًا – للمستعمرة الواحدة، ويتراوح سعر بيعه في الأسواق ما بين 60 إلى 80 دولارًا أمريكيًا للرطل الواحد.


مشروع أم محرم؟

رغم الجدل الدائر حول هذا النوع من أنواع العسل؛ إلا أن العديد من راغبي المغامرة تساءلوا قبل خوض أي تجربة عما إذا كان هذا النوع من العسل «مشروعًا قانونيًا» أم لا، أو إذا كان مجرّمًا بمثابة نوع من أنواع المخدرات وبالبحث المبسط وجد أن «عسل الهلاوس» هو منتج قانوني تمامًا في كل البلاد تقريبًا وخاصة «تركيا» و«نيبال»، وحتى عبر الإنترنت يمكنك أن تحصل عليه من موقع مخصص له مسمى باسمه الشهير «Mad honey».

قد يجد الكثير من السائحين والمغامرين حذرًا كبيرًا من قِبل السكان والتجار المحليين قبل بيع العسل نظرًا لأن الجميع أصبح يدرك الآن أنه ليس من الآمن على صحة الفرد تناول كميات كبيرة منه.

وقد حذر العديد من الخبراء والباحثين من تناوله لما قد يسببه من أخطار بجانب الأعراض العادية لتناوله نظرًا لكونه بالأساس مصنفًا نوعًا من أنواع «السموم» المعروفة طبيًا باسم «Grayanotoxin» والتي وردت في أحد أبحاث المركز القومي الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية NCBI التي ذكرت آثار تناوله بأكثر من تشويش الرؤية والشعور بالخدر، بل امتدت مثلها مثل أنواع السموم التقليدية كالغثيان والقيء والإسهال وذكرت أيضًا أن نادرًا ما تكون حالات التسمم بمادة «Grayanotoxin» قاتلة ولكن البحث أكد على خطورتها وذكر أن أثرها «يكاد يكون القاتل» «Near Fatal» ولكن لها أثرًا سلبيًا على الجهاز العصبي المركزي بعد تجربتها على أحد فئران التجارب، ويذكر الباحث أنه تم إدراج أعراض تناول هذا العسل رسميًا تحت مسمى «مرض عسل الجنون» أو «Mad Honey Disease».

له فوائد أيضًا

يذكر الباحث نفسه أن لهذا النوع من العسل بعض الخواص المفيدة والتي تم بالفعل اختبارها وأظهرت نجاحًا بمثابة «مكافح لارتفاع ضغط الدم» «anti-hypertensive»، وبرغم أن اكتشاف الخواص العلاجية للمادة الفعالة «Grayanotoxin» في العسل لم يتم بشكل كامل؛ إلا أن تجربتها على الفئران في بعض الأمراض الأخرى مثل داء السكري أظهرت نتائج إيجابية منها انخفاض المعدلات الحيوية للكوليسترول والدهون الثلاثية.

كما أكد الباحث أنه بالاطلاع على نتائج أبحاث أخرى للعقاقير المستخرجة من فصيلة نباتات Rhododendron وهي المحتوى الأساسي للرحيق الذي ينتج منه نحل الهيمالايا «عسل الجنون»؛ ثبت فاعليتها في العمل كمضادات حيوية من النوعين البكتيري والفيروسي.

ومع النتائج البحثية – وبرغم ثبوت وجود بعض الفوائد – نجد أن التوصية كانت دائمًا هي الابتعاد عن تناول العسل بشكل تام تجنبًا لأي إصابات أو تطورات قد تحدث للشخص العادي نتيجة تناوله مهما بدت المغريات قوية وتعد بالكثير من النشوة التي قد تأتي على حساب أضرار أخرى.

Loading...