انفلونزا الطيور ..خطر يهدد غزة
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.18(1.72%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.75%)   AZIZA: 2.48(3.33%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 3.80(1.81%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.19(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.70(2.86%)   JPH: 3.63( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.95( %)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.76(0.00%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.07( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.14( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 3.00( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 24 تموز 2015

انفلونزا الطيور ..خطر يهدد غزة

غزة-  لم تتوانَ السيدة رضا كامل للحظة واحدة في التخلص من البط الذي دأبت على تربيته منذ سنوات حفاظا على سلامتها وسلامة عائلتها، بعد أن ترامى إلى مسامعها أن انفلونزا الطيور مصدرها الرئيسي هو البط.

تقول كامل "60" عاما من مدينة غزة: "منذ سنوات عديدة وانا اعمل على تربية الطيور لاسيما الدجاج والبط وتسويقه عبر الاسواق الاسبوعية كسوق الجمعة (...)، ومؤخرا بدأ الناس الذين اعتادوا على الشراء مني في الابتعاد، وبعد الاستفسار تبين ان هناك تحذيرات من خطورة نقل البط من مكان لآخر، نظرا لانتشار انفلونزا الطيور ما دفعني الى التخلص منه.

وأنفلونزا الطيور المعروف اختصارا بـ H5N1 هي مرض فيروسي معدٍ يصيب الطيور لاسيما البطّ والإوز والدجاج ولا يتسبّب في غالب الأحيان في ظهور أيّة علامات مرضية. ويمكن لفيروسات الإنفلونزا الانتقال أحياناً، إلى الدواجن وإحداث تفشيات وخيمة على نطاق واسع.

وكانت وزارة الزراعة قد منعت بيع الطيور المنزلية أو نقلها الى مكان اخر، محذرةً المخالفين من الوقوع تحت طائلة المسئولية. ودعت الوزارة في بيان لها كافة المواطنين الذين يقتنون طيورًا منزلية كالبط والدجاج البلدي، مراقبتها، وإبلاغ مديرية البيطرة في المحافظة في حال موت أو ظهور أعراض مرضية. وتشير السيدة كامل في حديث لـ"أفاق البيئة والتنمية" الى انها كانت تمتلك نحو 65 بطة متفاوتة الاحجام، وقد تخلصت منهم ببيع الجزء الاكبر بخسارة كبيرة وما تبقى عملت على ذبحه لأكله، داعية المسؤولين الى التريث قبل نشر التحذيرات لأن المواطنين في غزة يتخوفون من كل شيء.

وكان يعتقد أن تلك الانفلونزا تصيب الطيور فقط، إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج في عام 1997. ويلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض.

وتتشابه أعراض أنفلونزا الطيور مع العديد من أنواع الأنفلونزا الأخرى حيث يصاب الإنسان بالحمى واحتقان في الحلق والسعال. كما يمكن أن تتطور الأعراض لتصل إلى التهابات ورمد في العين.

ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة، حيث يخرج (الفيروس) من جسم الطيور مع فضلاتهم التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء، ويمكن أن يبرأ المرضى المصابون بأنفلونزا الطيور من الفيروس إذا تعاطوا المضادات الحيوية.

 

وكانت وزارة الزراعة في غزة  قد أعدمت 8500 دجاجة مصابة بمرض أنفلونزا الطيور، في ثلاث مزارع تقع بمنطقة النصيرات ودير البلح وسط قطاع غزة، مؤكدةً أن إعدام الدجاج جاء بعد استكمال كافة الإجراءات والتحاليل الطبية التي أثبتت إصابته بالمرض.

وتشير تقديرات وزارة الزراعة إلى أن قطاع غزة يستهلك نحو 60 ألف دجاجة يوميًّا بمعدل يبلغ نحو مليوني دجاجة شهريا، تقوم بتربيتها نحو 1400 مزرعة.

ويرفض المواطن احمد جابر "35" عاما، فكرة التخلص من الطيور التي يمتلكها أيا كانت الأسباب، وقال: "هي (الطيور) رأس مالي ولا عمل لي سوى تربية الطيور وبيعها وتوفير مستلزمات عائلتي.

وبقطن جابر شمال قطاع غزة ويعيل أسرة تضم "9" أفراد وتعتاش هذه الأسرة التي كلها من الأطفال على تربية الدواب والطيور.

 

مصدر دخل

 وتعتمد شريحة كبيرة من سكان القطاع على تربية الدجاج البياض في المنازل لاسيما في المناطق الزراعية. ويشير جابر الى ان العديد من المواطنين حذروه من خطورة التمسك بالدجاج والبط، وانه مع افراد عائلته مهددون بالخطر خاصة وان احد اقاربه اكد له ان الخطر يتربص به وبأفراد اسرته من الاصابة بأنفلونزا الطيور لاسيما وان إصابة البشر بالعدوى تكون بالتعرّض، بشكل مباشر أو غير مباشر، لدواجن حيّة أو نافقة تحمل العدوى أو لبيئات ملوّثة بالفيروس.

ويؤكد انه لن يتخلص منها الا في حالة واحدة، وهي ان يصرف له تعويض بقيمة ما يتوفر لديه من طيور.

فيما بدا الشاب دياب مقداد "32" عامًا حذرًا من اقتناء كميات أكبر من أعلاف الدجاج من تلك التي دأب على وضعها في محل الأعلاف الصغير الذي يمتلكه في إحدى الحارات غرب مدينة غزة. وقال مقداد في حديث مع المجلة، إن تحذيرات ونصائح وصلته من بعض المواطنين بعدم شراء أعلاف الدجاج من التاجر الذي يتعامل معه إلا في نطاق محدود خشية من أن تطول مدة تسويقها، مشيرا إلى تخلص بعض المواطنين من الدجاج البياض والبط الذين اعتادوا على تربيتها منذ فترة، إلى حين إعلان الجهات الحكومية القضاء على فيروس انفلونزا الطيور نهائيا.

 

 

 

إجراءات حكومية

 بدوره بين الدكتور زكريا الكفارنة مدير الرعاية البيطرية بوزارة الزراعة في غزة، أن مرض انفلونزا الطيور مرض فيروسي يصيب جميع أنواع الطيور، ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بوقوعه، فهو سهل الانتشار في أي وقت ومكان، نتيجة تنقل الدجاج أو البط المصاب بالمرض.

وأكد الكفارنة أن أي بؤرة في قطاع غزة يتم اكتشافها تتم محاصرتها فورا، قبل أن يتم التعامل مع جميع الطيور الموجودة فيها، بحيث تؤخذ عينات منها أولا للتأكد من الإصابة فإذا كانت النتيجة "موجبة" بمعنى أن الإصابة مؤكدة تُغلق المزرعة بالكامل وفي نفس المكان. وأضاف كذلك أنه لا يسمح بخروج أي شيء من المزرعة سواء الدجاج أو البيض أو الكرتون وغير ذلك، إذ يتم التخلص منها في نفس المكان من خلال حفر حفرة بعمق 3 أمتار في باطن الأرض ثم تغطيتها بالنايلون وبالجير، وفق الإجراءات المنصوص عليها في قوانين منظمة الصحة العالمية.

 وأشار الكفارنة إلى تسجيل حالات إصابة بمرض انفلونزا الطيور في شهر آذار الماضي في منطقة جباليا في شمال قطاع غزة وتم محاصرتها في حينه، ولم تنتشر بعد ذلك في أي مكان آخر حتى عاودت الظهور مرة أخرى مع مطلع شهر حزيران الماضي في محافظة الوسطى، وتحديدا في مناطق البريج والنصيرات ودير البلح. ونبه بأنه تم القضاء على محتويات هذه المزارع التي سجلت فيها حالات إصابة بالمرض مع إغلاقها بالكامل لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر. وحول الخطوات التي تتخذها وزارة الزراعة لتعويض أصحاب مزارع الدواجن المتضررة من انتشار الفيروس، ذكر الكفارنة أن وزارته تقوم بإعداد بيانات عن كل مزرعة لحقت بها خسائر، تمهيدًا لإرسالها لحكومة التوافق الوطني في رام الله.

وشدد على أن وزارته ستقف بجانب المزارعين المتضررين بكل قوة حتى ضمان حقهم في التعويض المناسب.

 أما عن إجراءات الوقاية والسلامة التي تتخذها وزارة الزراعة للحد من انتشار الفيروس، فقد بين الكفارنة أن حملة إعلامية واسعة قامت وتقوم بها الوزارة في وسائل الإعلام المحلية المختلفة يتم فيها تحذير المواطنين من خطورة انتشار الفيروس وتدعوهم لعدم شراء وتربية البط كونه يحمل فيروس انفلونزا الطيور ولا تظهر عليه الاعراض، وبالتالي فإنها تشكل مصدر خطر لباقي الطيور. وأهاب الكفارنة بمواطني قطاع غزة عدم شراء البط، وعلى من يربيه في بيته بأن يسارع إلى ذبحه وأكله، حتى لا يكون هدفًا للفيروس أو منع استفحاله (الفيروس) في مناطق أخرى عن طريق نقل العدوى.

 

تنسيق

 

 وتحدث الكفارنة عن وجود تنسيق وصفه بالوثيق مع وزارة الصحة فأي مزرعة يتم الكشف فيها عن بؤرة الاصابة بعد إجراء التحاليل اللازمة، يتم على وجه السرعة إبلاغ "الصحة" لحماية أصحاب المزارع بالدرجة الأولى.

كما تحدث عن تعاون مع وزارة الحكم المحلي ووزارة الداخلية في هذا الأمر. ونوه مدير الرعاية البيطرية بوزارة الزراعة في غزة إلى أن وزارة الزراعة لا تستورد الدواجن من خارج قطاع غزة لتوافرها محليا، أما ما تستورده يقتصر فقط على "ظهور وجناحين" الدواجن المثلجة التي عليها طلب من جانب شريحة كبيرة من المواطنين في غزة نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، ويتم استيرادها من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 التي تخلو من وجود انفلونزا الطيور، كما قال.

وكشف مصدر حكومي عن أن حكومة التوافق ترفض تقديم أي تعويضات مالية للمتضررين، مؤكدا في تصريح مقتضب للمجلة، ان المزارعين يخشون الخسارة التي قد تلحق بهم في حال اعدام ما يملكونه من طيور لاحمة.

ودعا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن المطلوب هو التنسيق السريع بين المؤسسات الحكومية والأهلية ذات العلاقة، خاصة وزارات الصحة والبيئة والزراعة.

 

نقلا عن " آفاق البيئة والتنمية "

 

Loading...