وكالات - الاقتصادي - مرحلة الجامعة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، فهي غالبًا المرحلة التي تحدد له شكل المستقبل فيما بعد، وبالتالي فإنّ التعامل معها بالشكل الصحيح يصبح احتياجًا لا بد منه لأي طالب
وبالتالي، فإنّ الأمر يبدأ منذ اللحظة الأولى وبداية العام الدراسي الأول، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن كيفية استقبال العام الدراسي الأول في الجامعة.
نعلم جميعًا أنّه من المحتمل أن تكون الكليّة التي دخلت إليها ليست هي اختيارك الذي أردته في المرحلة الثانوية، وذلك للعديد من الاعتبارات من بينها المجموع، أو التوزيع الجغرافي، أو بفعل تأثير الأهل.
وبالتالي، فإنّك إن قررت تمضية الوقت في الحزن على ضياع الكليّة التي حلمت بها، وقررت أنّك لن تهتم بالوضع الحالي، فإنّك بذلك تؤثر على نفسك بالسلب، وتضيّع من بين يديك الفرصة الحالية للتميز في الكليّة، أيًا كانت طبيعتها أو صفاتها.
في الناحية الأخرى من المؤسف أنّ البعض يعتقد أنّه حقق كل شيء بدخوله إلى الكلية التي أرادها، فيصيبه كسل شديد وخمول، ويبدأ مستواه في التراجع بعد مجهود المرحلة الثانويّة.
ومن هنا نقول للجميع دع عنك الماضي بشره وخيره، وابدأ في الاستعداد جيدًا لمستقبلك، واستقبل دراستك بأفضل صورة ممكنة.
من الأشياء السيئة التي يقع فيها العديد من الأشخاص، هي أنّهم يتعاملون مع كليّتهم من مبدأ التوقعات، فتجد لديهم بعض الانطباعات الجيّدة أو السيّئة حول الكليّة، ويتعاملون مع هذه الانطباعات وكأنّها حقيقة، ثم يحدث الفخ حين يكتشف هؤلاء أنّ هذه الانطباعات خاطئة.
لذلك من المهم ألّا تتعامل مع الكلية من هذا المنطلق أبدًا، وأن تبدأ في محاولة فهم الكليّة بأفضل شكل ممكن، ويمكنك أن تفعل ذلك من خلال العديد من الوسائل، أهمها على سبيل المثال:
تذكر أنّك في هذه المرحلة سوف تجمع معلومات مختلطة بمشاعر وآراء شخصية، وبالتالي يجب ألّا تعتمد عليها بنسبة كاملة، وأن تدع لنفسك المجال للتجربة الشخصية والحكم بناءً عليها في النهاية.
تعتبر الخطة جزءًا رئيسيًا لدى الجميع بالتأكيد في كل مراحل حياتهم، لكن نظرًا لصعوبة العام الدراسي الأول، فإنّ البعض يتجه إلى أن يعتبر هذا العام بمثابة التجربة، وبعد ذلك يقوم بوضع الخطة.
لذلك فإنّني أرى أن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا، بل إنّ البدء في التخطيط من العام الأول، سيجعلك تعتاد وجود الخطة طوال الوقت، بدلًا من عدم وضعك للخطة، ثم تجد صعوبةً بعد ذلك في التعامل معها.
الخطة يجب أن تشمل أهدافك خلال العام الدراسي، والتي لا يجب أن تقتصر على الدراسة فقط، بل إنّك تحتاج إلى الاهتمام بتنمية مهاراتك الشخصية، وكل ما يتعلق بتطوير ذاتك.
الأنشطة الطلابيّة تعتبر أحد الأركان الهامة في الحياة الجامعيّة في رأيي، ومن المهم أن يفكّر الإنسان دائمًا في التطوّع في أحد هذه الأنشطة.
لا تدع أحد يخبرك بأنّها مضيعة للوقت مثلًا، أو أنّها لن تكون مفيدةً لك في شيء؛ لأنّ هذا الأمر خاطئ تمامًا، بل إنّ الأنشطة الطلابيّة تفيد الإنسان في تنمية العديد من المهارات، وكذلك في تغيير سلوكياته للأفضل، وتغيّر العديد من الصفات مثل تحمل المسؤولية.
في الوقت الحالي توجد أنشطة طلابيّة تناسب طبيعة كل كليّة، وبالتالي متاح لك اختيار نشاط لتتطوع به بناءً على دراستك، وهذا يزيد من خبرتك في الكليّة من ناحية، ومن الناحية الأخرى يجعلك أكثر فهمًا لطبيعة الدراسة بها.
في بعض الأحيان فإنّ الأنشطة الطلابيّة تكون الوسيلة التي تقود الإنسان إلى أن يرتبط بكليّته، ويحب الدراسة بها، وهذا حدث معي على المستوى الشخصي، زاد ارتباطي بكليّتي من مشاركتي في الأنشطة، وأصبحت أحب المجالات المتعلقة بها جدًا.
في الأغلب تعتبر مرحلة الجامعة مرحلة انتقاليّة في العلاقات الشخصية، حيث تجد نفسك في بعض الأحيان مجبرًا على الابتعاد عن أصدقائك، بفعل اختلاف الكليّات بينكم، وكذلك مكان كل كليّة.
والصداقة تهوّن على الإنسان أي شيء، وتجعله قادرًا على التعامل مع ما يحدث من حوله، وهذا يعينه في التعامل مع عامه الدراسي الأول بأفضل صورة ممكنة.
لذلك، مع بداية عامك الدراسي الأول، فكّر في تكوين صداقات جديدة، وابحث عمّن تعتقد أنّهم يمكن أن يكونوا أصدقاءً جيّدين لك. بالطبع لا يعني ذلك الاستغناء عن أصدقائك الحاليين، فوجودهم ضرورة لا بد منها مهما حدث.
كن حريصًا على أن تفعل كل شيء يمكنه أن يجعل عامك الدراسي الأول لا ينسى، وأن يكون الخطوة الأولى في صناعة مستقبلك كما يجب.