وكالات - الاقتصادي - المفاضلة الجامعية أو مكتب التنسيق حسب التسمية في بعض الدول هي الشغل الشاغل للطلاب بعد إنهائِهم الثانوية العامة، وصدقوني ليس الاختيار أسهل من المذاكرة والامتحان طوال العام، فكل العام الدراسي وكل المواد بكفة واختيار المستقبل من خلال الجامعة بكفة أخرى بالنسبة للطالب.
وكثيرًا ما يبذل الطالب جهده للحصول على مجموع يؤهله للدخول إلى الفرع الذي يرغب به، ثم يفقده لأجل علامة أو جزء من العلامة، وتكون هذه نهاية العالم بالنسبة له، ويقضي أيامه التالية يذرف الدموع الغزيرة ويبكي ويندب حظه، ويشكو سوء مصيره والأيام السوداء التي هي مقبلة عليه في فروع جامعية لا يعرف عنها شيئًا، ولم يخطط للالتحاق بها أو حتى يفكر بالأمر.
والحقيقة أنّه غالبًا ما يقوم الطلاب بالمفاضلة بين التخصصات الجامعية بالترتيب الآتي …
لكن عمليًا … المفاضلة بين التخصصات الجامعية يجب أن تكون بطريقة معاكسة تمامًا لهذا، بمعنى يبدأ التفكير في البداية في الهدف العاطفي، أو الرسالة التي يريدون تقديمها من خلال عملهم، ومن ثم وضع الخيارات المتاحة التي تخدم هذا الهدف كأعمال ومهن …
وبعد ذلك البحث عن الفروع التي تدعم هذه المهن علميًا، وتكون شهادتها الجامعية مفيدة في هذا المجال وكيفية التعمق في هذا الأمر … ثم المفاضلة بين الفروع الجامعية حسب الميول الشخصية لكل طالب.
في البداية علينا أن نحدد معنى الرسالة الشخصية أو الهدف العاطفي:
في صغرنا نحلم بأمور كثيرة نريد تحقيقها ولا نفعل حين نكبر … قد يرى البعض أنّها نهاية العالم وأنّه لن يكون قادرًا على النجاح، فيعيش على هامش الحياة يقوم بما عليه القيام به بشكل روتيني يخلو من الشغف … لكن إذا فهمنا الهدف العاطفي الذي نريد تحقيقه من خلال ما نقوم به في حياتنا نستطيع حينها أن نمتلك قدرًا كبيرًا من المرونة التي تساعدنا أن ننجح ونبدع في كثير من المجالات.
لتحديد الهدف العاطفي لك هناك أمرين يجب أن تقوم بعملهما:
اكتب أهدافك … كل أهدافك في الحياة التي تريد تحقيقها، ولتكن واقعية وليست خيالية على غرار (الصعود إلى القمر – الدوران حول العالم …) ولكن أحلام قابلة للتحقيق، ولو كانت تبدو لك ظاهريًا متناقضة أو بعيدة عن بعضها.
مثلًا:
تأليف كتاب – افتتاح سلسلة مطاعم – الحصول على مليون دولار – الفوز في مسابقة رياضية – السفر لخمس دول في العالم – قراءة الكثير من الكتب والروايات – والكثير من الأفكار التي لن يستطيع أن يحددها أحد سواك.
وبعد ذلك اسأل نفسك هذه الأسئلة:
الشعور بالحب، بمساعدة الناس، الأمان، الاستقرار المادي، التملك، التفوق، تقبل الآخرين … إلخ.
تدعى هذه بالقيم الإنسانية التي نسعى في كل أفعالنا لإشباعها في داخلنا، وكل شخص تكون لديه أفضلية في بعض القيم أكثر من الأخرى، وبالتالي لا يكون مرتاحًا إلّا بتحقيقها.
فالبعض يشعره مساعدة الآخرين بالاكتفاء والإشباع الداخلي، وبالتالي يمكن أن يبحث عن عشرات الطرق التي يمكن أن يحقق من خلالها هذا الهدف.
اكتب الهدف العاطفي الذي يجمع أحلامك كلها، وضعه نصب عينيك فهو ما عليك أن تسعى لتحقيقه.
بعد ذلك قم بكتابة الأعمال والمهن التي يمكن أن تحقق لك هذا الهدف.
مثلًا: مساعدة الآخرين وإلهامهم.
يمكن أن تحقق هذا الهدف من خلال مهنة (الطب – التدريس – المحاماة – الكتابة – العمل الإعلامي) تخيل هذه المجالات المختلفة جدًا التي تحقق ذات الهدف السامي .
التدريس يكون من خلال: الآداب – العلوم بفروعها المختلفة – الفلسفة – اللغات – التاريخ – الجغرافية …
اللغات (اللغة العربية – اللغة الانكليزية) العلوم (الفيزياء – الكيمياء – البيولوجيا – الرياضيات)
واختر ما تحبه منها … فإن لم تحب اللغة العربية انتقل للتالي … وهكذا حتى يتكون لديك ثلاثة أو أربعة خيارات واضحة تكون قادرًا على الاختيار منها وتحقيق هدفك منها جميعًا.
الأساس في هذه الخوارزمية هو البداية من أعلى الهرم إلى قاعدته وليس العكس، ابدأ من تحديد الهدف العاطفي وانتهي بالمواد الدراسية التي ترى نفسك تستمتع بها.