الاقتصادي- وكالات- شددت وزارة الخارجية الفلسطينية، على عمق ومتانة العلاقات الدبلوماسية الفلسطينية - الفنزويلية، مؤكدة أن المنح الفنزويلية للطلبة الفلسطينيين ما زالت قائمة.
ونفت وزارة الخارجية بشدة، في بيان صحفي، اليوم السبت، 'وفقا لمعلومات مؤكدة من خلال سفارتها في جمهورية فنزويلا البوليفارية'، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بخصوص توتر العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وفلسطين بسبب تخلي بعض الطلبة الفلسطينيين عن منح الطب المقدمة من جمهورية فنزويلا.
وأكدت الوزارة 'وفقا لمعلومات رسمية ومؤكدة من سفارتها لدى جمهورية فنزويلا، أن المنسحبين من المنحة هم لدواع شخصية ليس لها علاقة ببرنامج الطب المُعد من قبل الكوبيين الذي يعتبر من أهم الإنجازات على الصعيد الطبي في خفض نسبة الوفيات من الأطفال والنساء وبشهادة منظمة الصحة العالمية، وأن آلاف الأطباء الكوبيين ساهموا في مساعدة ملايين البشر من آسيا وأفريقيا والكاريبي وأميركيا اللاتينية'.
وأعربت الوزارة، على لسان وزير الخارجية رياض المالكي باسم الرئيس والحكومة الفلسطينية، عن الشكر العميق للقيادة والحكومة الفنزويلية على المواقف الثابتة من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال، كذلك الدعم المتواصل لشعبنا الفلسطيني، مؤكدة عمق العلاقات بين البلدين .
وكان قصر الرئاسة الفنزويلية في كراكاس قام بدعوة اتحاد طلبة فلسطين للمشاركة في أعمال مؤتمر فونداياكوتشو الأول لوضع السياسات للمجلس الرئاسي للشباب والطلبة، الذي عقد أمس في مقر الرئاسة الفنزويلية 'ميرا فلوريس'، بحضور نائب رئيس الجمهورية، ورئيس مؤسسة المنح 'فونداياكوتشو'، سيسار ترومبيز، ووزير الشباب والرياضة بيدرو انفنته، ونائبه فيكتور كلاريك، ونائب وزير التربية والتعليم العالي، جيسون غوسمان، والقائم بأعمال سفارة دولة فلسطين لدى فنزويلا علاء نجم، إضافة لعدد من المنظمات الشبابية والطلابية الفنزويلية، والهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة الفلسطينيين برئاسة عدي المصري.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد نائب الرئيس الفنزويلي سيسار ترومبيز، عمق العلاقات الأخوية بين فلسطين وفنزويلا، 'وأن ما نشر مؤخرا عار عن الصحة ولن يؤثر على المنح المقدمة إلى فلسطين، وأن هذه المنح ما تزال قائمة، وأن أول من نقل عن صحيفة المعارضة الفنزويلية هي الصحف الإسرائيلية.'
من جانبه، أكد نائب وزير التربية والتعليم العالي جيسون غوسمان، 'أن الحرب الاقتصادية والإعلامية ضد فنزويلا تهدف إلى تهديد نظام التعليم والمنح الفنزويلية المقدمة إلى الطلبة الفنزويليين والطلبة الدوليين، وقطاع التعليم بشكل عام، وأن الحكومة الفنزويلية تعمل بشكل دؤوب ومستمر لحماية هذه المنح وحق الشباب في التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان دون احتكار من طبقة اجتماعية معينة'.
وشدد على أن هذه المنح 'تعطى لمن يحتاجها فعلا من أبناء الشعب الفنزويلي، وللدول التي هي فعلا بحاجة لها، وأن الهدف من هذه المنح يكمن في تعزيز إمكانيات الدول من خلال تعليم وتدريب طاقاتها البشرية لبناء عالم أفضل.'
بدوره، أكد رئيس اتحاد الطلبة الفلسطينيين عدي المصري، بحضور الهيئة الإدارية للاتحاد ومجموعة من الطلبة الفلسطينيين، من ضمنهم فؤاد فطوم وأنس مناصرة الذين تناقلت بعض وسائل الإعلام أسمائهما، 'أهمية المنح الدراسية المقدمة للطلبة الفلسطينيين، وعلى علاقات الأخوة والزمالة التي نسجها الطلبة الفلسطينيون مع أخوتهم الفنزويليين وباقي الطلبة من دول أميركيا اللاتينية والأفريقية والآسيوية'.
ونفى المصري ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من مغالطات بخصوص برنامج الطب الذي يتلقاه الطلبة الفلسطينيون، مؤكدا أنه 'في العام المقبل سيتم تخريج دفعة تضم 15 طبيبا فلسطينيا بعد مرور ستة أعوام على بداية دراستهم، وأن من عاد من الطلبة عاد لأسباب شخصية ليس لها علاقة ببرنامج الطب المعتمد'.
وكان الوزير المالكي صرح في وقت سابق، وفق بيان الخارجية، أن ما نشر هو 'قصة مبتورة ومشوهة، هدفت لتشويه العلاقة بين فنزويلا وفلسطين، حول سلوكيات وممارسات لطلبة من أصول فلسطينية حصلوا على منح دراسية في فنزويلا، ما أساء بشكل كبير لاسم فلسطين وللطلبة الفلسطينيين الذين قدموا من أجل الدراسة والاستفادة من منحة طب وهم الأكثرية'.
وأوضح المالكي أن 'القصة هي عندما أعلنت الحكومة في فنزويلا على لسان رئيسها نيكولاس مادورو استقبال ألف طالب فلسطيني للدراسة في جامعاتها المختلفة بما يشمل دراسة الطب، تحركت كل من سفارة دولة فلسطين لدى فنزويلا وعبر الخارجية الفلسطينية، ووزارة التعليم العالي، لتحديد أعداد ومستويات الطلبة الذين ينوون الاستفادة من تلك المنح للدراسة في فنزويلا، وعليه تقرر البدء بإعداد قائمة أولية لاختبار مستوى الجاهزية لدى الجانب الفنزويلي ومدى تقبل الفلسطينيين لفكرة الدراسة في فنزويلا، رغم أن هناك وحتى اللحظة حوالي 70 طالبا فلسطينيا يدرسون الطب في الجامعات الفنزويلية وفي سنوات دراسية متقدمة، ويمثلون قصص نجاح وتفوق لحالة الطلبة الفلسطينيين بشكل عام'.
وأضاف: 'عندما قررت حكومة فنزويلا استعجال إحضار الدفعة الأولى من الطلبة الفلسطينيين، وإرسال طائرة خاصة بمرافقة وزير في الرئاسة الفنزويلية، لم تكن أعداد الطلبة قد اكتملت'، مؤكدا
'أنه تحت ضغط عامل الوقت وتواجد الطائرة في مطار ماركا تنتظر ما لا يقل عن 200 من الطلبة، تراجعت السلطات الإسرائيلية عن السماح للطلبة من قطاع غزة بالخروج من معبر بيت حانون نحو أريحا ومطار ماركا، وبعد مرور عدة أيام تبين أن الأعداد لم تكتمل رغم سماح إسرائيل في آخر لحظة بمرور عدد أقل مما أعلن عنه من قبل وزارة التعليم العالي الفلسطيني'.
وأشار المالكي إلى 'أن سفارة فنزويلا في عمان تحركت وحاولت ومن خلال علاقاتها في العديد من المخيمات الفلسطينية، أن تجمع أكبر عدد ممكن من الأشخاص الراغبين في السفر لفنزويلا تحت مسمى طالب للدراسة هناك، وبالتالي تم تجميع أعداد من الأردن تحت ذلك المسمى دون المرور على إجراءات الفحص والتدقيق والمقابلة التي مر بها الطلبة الذين قدموا من الضفة أو غزة، أو حتى الطلبة الآخرين الذين قدموا من لبنان أو سوريا.'
وأوضح أن 'سفارة دولة فلسطين تفاجأت عندما تبين لها أن هناك أشخاصا صعدوا للطائرة قد تم جلبهم عبر سفارة فنزويلا من الأردن، دون أن يمروا عبر الإجراءات المتبعة، ليتم الاكتشاف لاحقا بعد وصولهم فنزويلا أن بعضهم ليسوا بطلبة قد أنهوا لتوهم التوجيهي، أو أنهم عمال أو موظفون أرادوا الاستفادة من العرض الذي اكتشفوه، أو طلبة لم يحصلوا على معدلات عالية واستغلوها فرصة لدراسة الطب في بلد أجنبي أو طلبة أدبي، الخ'.
وبين المالكي 'أنه وبعد اكتشاف هذا الوضع تم التعامل معه بكل مسؤولية وبالتنسيق مع الجانب الرسمي الفنزويلي، إلا أن بعض من حضروا تبين أن لا نية لهم في الدراسة، وبدؤوا بافتعال المشاكل في مدرسة اللغة واستفزاز المدرسين بشكل مقصود، وكذلك الدخول في اشتباكات مع الطلبة القادمين من دول أخرى مختلفة، ما أساء بشكل كبير لاسم فلسطين وللطلبة الذين قدموا من أجل الدراسة والاستفادة من منحة الطب وهم الأكثرية'.
وأكد 'أن تلك المجموعة حاولت التأثير على الآخرين ودفعهم للانحراف مثلهم، ولولا تدخل سفارة فلسطين والمسؤولين في الجامعة ووعي عدد كبير من الطلبة لكانت النتائج سلبية على واقع العلاقة بين فنزويلا وفلسطين، ومستقبل المنح الدراسية المقدمة لفلسطين ولطلبتها'.
وأعرب الوزير المالكي عن أسفه لتأثر عدد قليل من طلبة الضفة من هذا المناخ السلبي، 'الذي تم حصره بكل مسؤولية، حيث قرر بعضهم العودة إلى وطنهم في الأردن، وفعلا قامت الجهات الرسمية المسؤولة في فنزويلا بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين بإعادة من طلب العودة، بعد أن انكشاف مخططاتهم، أو أولئك الذين أرادوا الإساءة لاسم فلسطين وأجبروا على المغادرة.'
واستعرض المالكي الأحداث التي قام بها بعض الطلبة الذين تقرر عودتهم الفورية، ولم تتوفر لهم تذاكر سفر مباشرة، وعليه أخرجوا من مساكن الطلبة وتم استئجار أماكن خاصة بهم بانتظار الترحيل، حيث حاولوا خلال فترة انتظارهم توفر تذاكر السفر الإساءة لمجمل العلاقة بين فلسطين وفنزويلا، بحرق صور الرئيس الراحل شافيز، أو بحرق فراش النوم الخاصة بهم وتحطيم الأثاث في الشقق المخصصة، لهم والصراخ طوال الليل، والهتاف ضد شافيز والثورة في فنزويلا، حتى أن البعض أقام اتصالات مع المعارضة في فنزويلا بهدف الإساءة فقط للنظام في كراكاس الذي وفر لهم المنحة والإقامة وفرصة دراسة اللغة والطب والسكن والأكل، وبعد ذلك تذكرة العودة، بحيث لم يقصر أحد على الإطلاق في خدمة طلبة فلسطين أو في تسهيل أمور حياتهم كطلبة في الجامعات الفنزويلية.'
وأضاف: 'بعد أن عاد كل هؤلاء إلى بيوتهم، حاولت المعارضة الفنزويلية الاستفادة من تلك القصة للإساءة للحكومة في كراكاس من خلال نشر القصة مشوهة، النشر الأول للقصة جاء في صحيفة فنزويلية تتبع المعارضة ومن ثم تلقفتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية قبل أن تنتشر عبر العديد من الصحف العربية وبعض وكالات الأنباء الفلسطينية وغيرها، بهدف الإساءة لفنزويلا'.
وأكد المالكي أن 'المنح التي توفرت للطلبة الفلسطينيين ذهبت لمستحقيها، وأن التجربة الأخيرة لن تتكرر، وأن بقية الطلبة الحقيقيين الذين ذهبوا لدراسة الطب الذين يزيد عددهم عن 130 طالبا جديدا، حققوا نجاحات في تعلم اللغة وانتقلوا للدراسة في كليات الطب، وهم سعداء لتوفر الفرصة لهم لدراسة الطب في فنزويلا'.
وقال: 'سنعمل مع الجهات الرسمية في فنزويلا على إحضار أعداد جديدة من الطلبة لدراسة ليس فقط الطب، وإنما بقية التخصصات التي توفرها مختلف الجامعات والكليات العلمية والأكاديمية في فنزويلا'.
وتابع المالكي أن 'قصة النجاح التي حققها الـ70 طالبا فلسطينيا في سنوات الدراسة الأخيرة أو مجموعة التي تضم 130 طالبا جديدا ممن أنهوا متطلبات اللغة ويستعدون للبدء بدراسة الطب، هي الحقيقة الساطعة رغم التجربة السيئة التي مررنا بها من خلال إحضار أعداد من غير الطلبة أو طلبة لم تكن لديهم الرغبة أو الالتزام المطلوب.'
وأعرب الوزير المالكي عن شكره لحكومة فنزويلا على هذا الالتزام المستمر، كما أعرب عن شكره للطلبة الحقيقيين على التزامهم بالدراسة وتحقيق الفائدة من المنح المقدمة، وللأهالي على ثقتهم، متعهدا بـ'مواصلة العمل لما فيه مصلحة طلبتنا وفي تجنيد المزيد من المنح الدراسية ليس فقط في فنزويلا وإنما في بقية دول العالم'.
وقال إن 'رد فعل الرئيس الفنزويلي مدورو هو دعوة الطلبة الفلسطينيين للقصر اليوم الشبت للاحتفال معهم لمناسبة عيد الفطر، وإشعارهم أنهم بين أهلهم رغم بعدهم عن الوطن، كما أعلن أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع الطلبة الفلسطينيين هناك، سيؤكد من خلاله على أهمية المنح الدراسية المقدمة للطلبة الفلسطينيين، واستمرارها رغم ما تحاول المعارضة إثارته من فشل لتلك التجربة'.