هل باتت الهجرة الحل الوحيد لفلسطينني لبنان؟
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(0.00%)   AIG: 0.16(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(1.35%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.84(%)   ARKAAN: 1.29(%)   AZIZA: 2.71(4.58%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.48(0.00%)   BPC: 3.73(%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.08(1.82%)   ISH: 1.00(0.00%)   JCC: 1.52(0.00%)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(1.25%)   PADICO: 1.01(1.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.92(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.04(1.89%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(4.62%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.21(0.00%)   TPIC: 1.90(2.56%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(%)  
9:13 صباحاً 20 آب 2017

هل باتت الهجرة الحل الوحيد لفلسطينني لبنان؟

بيروت - الإقتصادي - آية أيوب-  بدأت رحلة الأوجاع عام 1948،  فكان التهجير على موعد مع الشعب الفلسطيني، شعب ترك أرضه ودياره قسراً وخوفًا على أبنائه من رصاصات العدو وهمجيته، ومنذ ذلك الحين، والموت يطارد اللاجئ الفلسطيني في لبنان، موت من الجوع والظلم والحرمان.

وفي دراسة نشرتها الجامعة الأميركية بالتعاون مع وكالة "الأونروا"، حول الحالة الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 2015، تبيّن أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سجلات الأونروا بلغ حوالي 496 الف لاجئ، إلا أنّ العدد الفعلي الذي بقي في لبنان يتراوح بين 260 ألفاً الى 280 ألف لاجئ.

وأشارت الدراسة، أن حوالي 65% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فقراء، أي أنهم عاجزون عن تلبية الحد الأدنى من حاجاتهم الغذائية وغير الغذائية الضرورية، وترتفع معدلات الفقر في أوساط اللاجئين المقيمين داخل المخيمات أكثر من اللاجئين المقيمين في التجمّعات.

وبحسب  الدراسة فإن 56% من الفلسطينيين القادرين على العمل يعانون من البطالة، فيما يقبل ثلثهم العمل بوظائف بسيطة كبائع متجول أو مزارع أو عامل بناء ويصنفون بالتالي ضمن لائحة الفقراء.

ضحايا عصابات "السماسرة"

ونظراً لتردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والأمنية التي يعيشها اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، علت الأصوات من مختلف المخيمات الفلسطينية، فالمئات خرجوا إلى الشوارع مطالبين الدول الغربية  بفتح باب الهجرة لهم، علّهم يحصلون على فرصة عيش حياة كريمة.

فكان "محمد" شاب فلسطيني من مخيم الجليل  قد ترك مقاعد دراسته، ورفض أن يكمل مسيرة تعليمه، بعد أن رأى أبناء مخيمه من مهندسين وأطباء وغيرهم من الذين حصلوا على شهادات جامعية، عاطلين عن العمل، عندها تخلّى محمد عن أحلامه، ودخل إلى سوق العمل لينصدم بواقع مرير، فبضع الليرات التي كان يتقضاها لم تكن تكفي مصروف يومه.

والتقى "الإقتصادي"  بـوالدة محمد، فقالت "حالة اليأس التي وصل إليها إبني، دفعتنا أنا وزوجي بأن نمدّ يدنا كي نؤمّن مبلغ حوالي 5000$ تكاليف سفر بطريقة غير شرعية، فحال محمد كحال الكثيرمن شباب المخيم الذين فضّلوا المخاطرة بحياتهم بدلاً من عيشة الضيق التي يعيشونها، فلا مؤسسات تستقبل شهاداتهم ولا حقوق تُمنح لهم".

وتابعت بالقول "منذ شهرين وعشرة أيام، وإبني مازال حتى الآن في ليبيا، فهو بإنتظار قارب ينقله هو ومجموعة من الشباب من مختلف المخيمات الفلسطينية إلى إيطاليا، ولكن طمعًا بالحصول على مزيد من المال، يماطل المدبّر (السمسار)بإكمال الرحلة، وفي كل مرة يقدم لهم حجج وأعذار مختلفة، فهم الآن تحت رحمة من لا يخاف الله".

شاب آخر من المخيم، رفض الكشف عن اسمه، أشار لنا أنّه حاول السفر منذ حوالي عامين عن طريق البحر، ولكن السمسارسرق ماله وهرب قبل أن يغادر حدود لبنان.

وفي حديثنا معه قال "نحن نتعامل مع سماسرة لا نعرف أصلهم من فصلهم، فعدد كبير من الشباب الذين سافروا بهذه الطريقة سُرقت أموالهم، ومنهم من تعرّض للخطف أيضًا، ومع هذا كله، أسعى جاهداً للهجرة بأي طريقة كانت، بدلاً من العيش في بلد يستهزأ بهويتي الزرقاء."

وأكد أحد الناشطين في مخيم الجليل، أسامة عمايري، أن البطالة وسوء الأوضاع الإقتصادية، دفعت الكثير من الشباب وحتى العائلات التفكير بالهجرة، وهناك من دفع حياته ثمن حلمه بأن يحيا حياة كريمة، وهذا ما حصل مع الشاب أحمد خالد حسن الذي مات غرقًا.

وأعرب عمايري عن إستيائه من حال الشباب في المخيم، فقال "نحو أربعين شابًا عاطلين عن العمل، يقضون معظم وقتهم في المقهى، فهي مقصدهم الوحيد للترفيه عن نفسهم".

قلق في أوساط المسوؤلين الفلسطينيين

وأعرب مصدر مسؤول لجريدة "سفير الشمال" الإلكترونية عن قلقه من من وجود قرار خفي لدى بعض الدول  لهجرة او ترحيل بعض اللاجئين عن طريق بعض السماسرة الذين كانوا ينشطون في وقت من الأوقات على خط تأمين تأشيرات هجرة مقابل مبالغ مالية أو لتنفيذ مشاريع مشبوهة بالتعاون مع أجهزة مخابرات دولية.

وأكّد أن الحل يُكمن في فتح أفق الحوار الجدّي مع الدولة اللبنانية لفك الطوق المفروض على اللاجئين وتأمين أبسط  حقوقهم، بالإضافة إلى تشكيل مجموعات للضغط على المجتمع الدولي لدفعه إلى الالتزام بتعهداته تجاه اللاجئين من خلال مواصلة تقديماته المالية.

 

Loading...