محمود عليان سنقرط
أيام طويلة تمضي تحمل في طياتها ظروفا اقتصادية تتفاوت بين السيئ والأسوأ ، والمواطن الكادح يتقلب بين ثناياها باحثا عن أبسط مقومات الحياة الكريمة، ويحاول فيها أن يستعد لمواجهة أزمة كبيرة تواجهه في العام مرتين ، ألا وهي أزمة العيد، وباعتقادي الحديث يدور عن نسبة كبيرة جدا من شرائح المجتمع الفلسطيني .
نسبة الفقراء تزداد مع ازدياد معدلات البطالة، وارتفاع للأسعار يرافقه جشع من التجار المحتكرين، والحكومة تنظر لذلك من وراء ستار لأنها لا تملك حلول لذلك، هذه هي معالم الأزمة التي يعاني منها المواطن والتي لم تقتصر على الأعياد فقط بل أصبحت تواجهه يوميا.
باعتقادي أن هذا العام يمتاز بأمور كثيرة عن الأعوام السابق ، وأنا هنا لست بصدد الحديث عن الرواتب ومواعيدها، والمستحقات على الحكومة لأنها قضية قديمة جديدة لأن الحكومة " مفلسة "، بالتالي المواطن أصبح متكشفا وليس متقشفا من شدة الالتزامات وكثرة متطلبات الحياة .
وايضا لست بصدد الحديث عن ارتفاع الأسعار وجشع بعض التجار والمحتكرين وعمليات الاستيراد الأعمى لأن كل هذه الأمور تتكرر سنويا، ولكن الشيء الذي يميز هذا العام والذي يجب أن نهنئ أنفسنا عليه !! هو انعدام شيء كان يسمى في السابق الطبقة الوسطى، فعندما نتحدث عن الدخل ومستوى المعيشة نرى انه لم يعد هناك طبقة وسطى بل أصبح هناك طبقة أغنياء تمتلك كل شيء حتى نفوذا لم يسبق له مثيل، وطبقة أخرى بالكاد تستطيع أن تؤمن لقمة العيش لأبنائها.
وهنا يوجد مفارقة أخرى بين الماضي والحاضر، ففي الماضي لقمة العيش كانت تشمل الكثير من الأصناف أهمها الخبز و الأرز ونوع من اللحوم مثلا، ولكن اليوم لقمة العيش تساوي فقط الخبز " حاف "، لأن اللحوم والدواجن اصبحت من احلام اليقظة، وهذا كله يدور في ظل الحديث عن سياسات تنموية وسياسات تضمن العيش بكرامة ورفاهية.
ولكن السؤال المطروح : كيف سيكون حال المواطن في حال عدم وجود هذه السياسات التنموية؟!
بجميع الاحوال ما زال المواطن يعيش على " التساهيل " ، وما زال يواجه صعوبات الحياة بابتسامة ، فما أقبح الفقر وما أجمل الفقراء .
فكل عام وفقراء الوطن بخير.