وكالات - الاقتصادي - منذ الطفولة تتردد على مسامعنا عبارة "المدن المفقودة"، والتي اختفت عبر الأزمنة، إما بفعل الكوارث الطبيعية، أو بسبب هجر سكانها لها، والاتجاه لموطن آخر، ولكن بعضها أيضاً قد زالت بفعل الحروب، وقد احتلت قصص المدن المفقودة مكانة كبيرة لدى الكتاب والمفكرين ومنتجي الأفلام، الذين رأوا فيها مجالاً خصباً للإبداع، ورغم الغموض الذي يلتف حول تلك المدن، لم يمنع ذلك العديد من المستكشفين من خوض المغامرات للبحث عنها، وبالفعل تم استكشاف العديد من تلك المدن الضائعة، وهنا نأخذكم في رحلة لأهم تلك المدن المستكشفة.
مدينة هيلك:
لم تكن أتلانتيس المدينة اليونانية الأسطورية الوحيدة التي غرقت تحت الماء، فمدينة هيلك واجهت نفس المصير، وتقول الأسطورة: إن بوسيدون إله البحر عند الإغريق غضب على سكان المدينة، وفي ليلة واحدة أغرق المدينة بكاملها تحت البحر، حيث دمرت في 373 قبل الميلاد، ولقرون كان يعتقد أن الأمر مجرد أسطورة، ولكن الصدفة لعبت دورها عندما عثر عدد من المستكشفين عام 1980 على آثار للمدينة على بعد 7 كيلومترات جنوب شرق مدينة إيغيو اليونانية.
مدينة دفاراكا الهندية:
كانت تعرف في الأساطير بأنها واحدة من أكثر الموانئ البحرية ازدحاماً في العالم، ثم في الألفية الثانية قبل الميلاد، انهارت في الماء، وعندما بدأ علماء الآثار في استكشاف البحر، وجدوا في الواقع أنقاض مدينة متناسبة مع الوصف الأصلي لمدينة دفاراكا.
زيمبابوي العظمى:
مدينة مهجورة كانت في يوم ما عاصمة مملكة زيمبابوي، والتي قامت من عام 1100 حتى 1450 أثناء العصر الحديدي للبلاد، وبدأ بناء المدينة لأول مرة في القرن 11، واستمر البناء حتى القرن 14، وكانت تضم في أوج ازدهارها أكثر من 18.000 شخص، وكانت زيمبابوي العظمى بمثابة قصر ملكي للملوك الزيمبابويين، وكانت مقراً للسلطة السياسية في ذلك الحين، وقد عثر الأوروبيون على أطلال تلك المدينة بالصدفة في أواخر القرن 19، وكان ذلك أثناء استكشاف المنطقة الذي بدأ عام 1971.
شانادو قصر كوبلاي خان:
كان شانادو قصراً رخامياً محاطاً بحديقة ضخمة واسعة، بطول 26 كيلومتراً (16 ميل)، مليئة بالنوافير والأنهار والحيوانات البرية، وكانت هناك سلالم للخيول في كل جزء منها، وكان القصر يرجع إلى إمبراطور الإمبراطورية المنغولية قوبلاي خان، وكانت المدينة خيالية، لا توجد عنها سوى كتابات الرحالة الإيطالي ماركو بولو، ولكن بعدما تم العثور عليها، كانت بالفعل كما وصفها "جنة على الأرض".
سيجيريا:
تقع في منتصف سريلانكا، وكانت سيجيريا في القرن الثالث قبل الميلاد في المنطقة الواقعة شرق الصخرة الشهيرة المسماة بصخرة سيجيريا أو صخرة الأسد، وسكن أهلها الكهوف القريبة من الصخرة، وقد تم اكتشاف المنطقة في فترة الاحتلال البريطاني للبلد في عام 1890م.
لبدة الكبرى:
مدينة من مدن الشمال الأفريقي الكبرى السابقة، تقع حالياً في ليبيا، استطاع الفينيقيون أن يعمروا البلاد بسرعة؛ نظراً لخصوبة أرضها، واعتدال مناخها، وصلاحيتها للسكن، أصيبت بفيضان كبير من وادي عين كعام فحطم الجسور والأسوار، وكان له أسوأ الأثر في شل الأيدي العاملة، وتسرب اليأس إلى النفوس من القدرة على الإصلاح، فأهمل شأنها، وزحفت الرمال عليها، وظلت 1200 عاماً مدفونة تحت الكثبان الرملية حتى وجدها علماء الآثار في القرن الـ19 .
فينلاند:
عثر علماء الآثار على بقايا مستوطنة فايكنغ المصنوعة في القرن الحادي عشر، والتي تعتبر أرض الفايكنغ، واشتهر الفايكنغ ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضعة مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، ولوقت طويل كانت شعوب الفايكنغ مجرد إحدى القصص التاريخية المفقودة.
هيراكليون "المدينة المصرية المغتصبة":
ظهرت مدينة هيراكليون في كل أسطورة يونانية تقريباً، وهي المدينة التي بدأ بها هيراكليس خطواته الأولى نحو أفريقيا، وأيضاً المكان الذي اختبأ فيه باريس تروي وعروسه قبل حرب طروادة، وتعتبر واحدة من أهم الموانئ في مصر القديمة، التي دفنت تحت الماء منذ حوالي 2200سنة، وكان من الشائع عن اختفاء تلك المدينة أنها ضربت بزلزال أو فيضان وغرقت.
لا سيوداد بيرديدا "المدينة الكولومبية المفقودة":
منذ حوالي 1300 سنة، قام شعب قديم يدعى تيرونا ببناء مدينة على طول جبال سييرا نيفادا دي سانتا مارتا، ووضعت المدينة في أعلى التلال بالقرب من آلهتهم، ولم تكتشف المدينة حتى جاء عام 1970، عندما تعثر عدد من قطاع الطرق في طريقهم إلى الغابة، حيث وجدوا مدينة قديمة مليئة بالأحجار الذهبية والأحجار الكريمة، فبدأوا بتجميعها وبيعها في السوق السوداء، في حين أن ذلك لفت انتباه علماء الآثار، وبدأوا في التنقيب وراء قطاع الطرق، ووجدوا مدينة مختبئة داخل الغابة منذ 500 سنة.
المدينة البيضاء الأثرية: