صلاح هنية
حكايتنا اليوم عن الهجوم الإلكتروني العالمي المتعدد المصادر ضد فلسطين وهذا يحتاج إلى خبراء للإفتاء حوله, إلا أننا هنا لا نقلل من أهميته ولا ننفيه إلا أن القفز باتجاه استنتاج تغير الراوترات التي مضى عليها عامان قبل الحديث عن الجهد الذي بذل للدفاع عن الحلقة الأولى وهي الشركات ذاتها وريسفراتها، ومن ثم التعاطي مع النتائج واستخلاص العبر ومن ثم الذهاب صوب المشترك.
وحتى اكون موضوعيا بدون اتصالات وإنترنت لا يوجد خدمات مصرفية ولا إصدار وثائق رسمية حياتية ولا تعداد سكاني إلكتروني سيستخدم فيه جهاز التابلت هذه المرة في فلسطين، وبالتالي يجب أن يكون التعاطي مع الهجوم بذات المستوى وحشد الوعي الشعبي ليكون شريكا.
حكايتنا طويلة مع الإنترنت «الشبكة العنكبوتية». «شيل السلك، رجع السلك، اربط على خط الهاتف مباشرة، اطفي اضوي، ومن ثم مضاعفة السرعات وبعض الراوترات لا تحتمل، وختاما تبديل الراوترات يعني لو تعطل جير سيارتك موديل سنتها بتقول الوكيل غير على حسابك أنا ابتعتها جديد.
نحن شركات نزود إنترنت لا نبيع راوترات هذه خدمة إضافية بدنا نبطلها يا سيدي بطلوها شو نعمل احنا».
تابعت باهتمام بيان شركات مزودي الإنترنت إلا ان حجم التعليقات السلبية عليه استوقفتني خصوصا أنها لم تتعامل بجدية ولم تنتبه للهجوم بقدر الانتباه لتغيير الراوترات وربطها بحملة تغيير أسطوانات الغاز بدون عنق وجعل المواطن يبتاع جديدة، والذهاب باتجاه عدادات الأجرة للعمومي التي لم تستخدم.
صحيح أن تلك ردة فعل معهودة كما هي في قضايا المجتمع ككل، واهمها عدم الثقة بدقة المعلومة التي تكون نتيجتها أن يدفع المواطن.
أنا وجزء غير بسيط من المواطنين سبب المشكلة طبعا «لماذا نقتني أسطوانة غاز بدون عنق»، «لماذا نمتلك (راوتر) عمره اكثر من عامين»، «نخزن زيت الزيتون في عبوات بلاستيكية تفقده قيمته الغذائية والعلاجية»، «بس تضخ المياه في الشبكة بنبلش نخزن ونسبق عليها قبل المناطق العلوية كأننا النا شهر ما شفنا مياه في بيوتنا!!!»، «عندما نبتاع الإسمنت لا ندقق بتاريخ الإنتاج والانتهاء!!!!»، «النا عين نحكي واحنا مديونين بـ35 ألف شيكل لمزود المياه!!.
«مش معقولين احنا لازم نروح نتعلم ونرفع قدراتنا هذه ليست أفعال أشخاص بالغين عاقلين، شوفوا الشعوب في العالم الأول شو بتعمل بتفلي كيس الإسمنت، وما بتشرب مياه إلا لما الجار السابع يشرب، بتوقف لموزع الغاز تقول له بس بعنق وأصلية، كون بقلها الحقني على المحل على حسابك عشان أعطيك جديد.
في العالم الأول الراوتر كل أسبوعين بتغير يا متعلمين يا بتوع المدارس». «في نهاية الأمر بتطلع براس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني ويصبح مطلوبا منها ان تنشر الوعي بين الناس، ان تغير الراوتر أمر طبيعي وبقية الحكاية ليست شأننا سواء الأمن الإلكتروني للشركات التي تزودنا وجودة الإنترنت الواصل لنا ولا علاقة لنا بشيل السلك، حط السلك، ولا علاقة لنا بالخدمات الإضافية للمزودين فهي إضافية».