وكالات - الاقتصادي - عادة ما يقوم الآباء بالتحدث مع أطفالهم بصوت "غريب ومضحك"، مع استخدام لغة مبسطة سهلة، وقد يرجع هذا الأمر إلى الأجداد القدامى.
وجدت الأبحاث الجديد أن لغة التحدث مع الأطفال، يمكن أن تكون عادة متأصلة تم تناقلها عبر الأجيال مع التطور البشري.
ولكن هذه العادة الغريبة سهلت على الأطفال عملية تعلم لغتهم الأولى، وسرعان ما أصبحت متأصلة في الحمض النووي عند البشر، وفقا للعلماء.
ولتحليل أصول حديث الطفل، درس الباحثون حركات الشفاه واللسان عند الأمهات، أثناء تحدثهن مع أطفالهن.
ووجد العلماء أنه عندما تتحدث الأمهات مع أطفالهن، وهو ما يعرف رسميا بـ "الكلام الموجه للأطفال"، فإنهن يقمن بتغيير أصواتهن دون وعي، للتحدث بصوت مختلف ومضحك.
وقالت مارينا كالاشينكوفا، وهي باحثة في دراسات الطفولة بجامعة ويسترن سيدني: "لقد وجدنا أنه بالمقارنة مع الكلام الموجه للكبار، تقوم الأمهات بتغيير أصواتهن بشكل تلقائي".
ولكن هذا لا يفسر السبب الكامن وراء قيام أسلافنا بالتحدث بصوت مضحك مع أطفالهم، وفقا للدكتورة كلاشينكوفا.وأثبتت الأبحاث السابقة أن لغة "حديث الطفل"، يمكن أن تساعد الأطفال الصغار على تعلم لغتهم الأولى.
لذا اقترحت مارينا في بحثها الجديد، فكرة قيام أجدادنا بتغيير أصواتهم دون وعي، لإنتاج صوت يبدو أقل عدوانية في التعامل مع أطفالهم.
وأضافت كلاشينكوفا: "تغيير نبرة الصوت، لا يعد أمرا يقوم به البشر وحدهم، حيث تقوم الحيوانات الصغيرة بتغيير صوتها ليبدو أعلى وأكثر رعبا، لتخويف الحيوانات المفترسة".
وتابعت موضحة: "أما الحيوانات الكبيرة، فتقوم بتغيير صوت حنجرتها ليبدو أقل ارتفاعا ويخفف من حدة التهديد، وهذا ما يفعله الآباء عند التحدث مع أطفالهم".
وأصبح الأطفال الصغار الذين تعودوا على هذه اللغة، أفضل في تعلم لغتهم الأولى، ما ساعدهم على البقاء على قيد الحياة حتى سن البلوغ.
ومع مرور الوقت، أدت هذه العملية إلى استخدام المزيد من الأشخاص لغة "حديث الطفل"، حتى أصبحت في نهاية المطاف سمة سلوكية مشتركة عند غالبية البشر.