شهدت الأرض الفلسطينية منذ بداية شهر رمضان ارتفاعا كبيرا في عدد حوادث السير، حيث وقع 635 حادثا بارتفاع نسبته 11% مقارنة مع السنوات الأربع الفائتة.
وبحسب معطيات الشرطة، تسببت هذه الحوادث حتى إعداد هذا التقرير، بوفاة 20 شخصا وإصابة 619 آخرين، وتم خلال هذا الشهر تحرير حوالي 6000 مخالفة سير، الأمر الذي يستدعي تدخلات جادة من الجهات ذات العلاقة والمواطن أيضا، لا سيما وأنه المسؤول الأول في قيادة مركبته والتعامل الآمن معها.
وبالعودة إلى الأسباب وتفسير هذه الأرقام، عزا الناطق باسم الشرطة الفلسطينية المقدم لؤي ارزيقات، هذا الارتفاع إلى عدم احترام قوانين السير بشكل رئيسي، لا سيما التقيد بحزام الأمان، واستعمال الهاتف النقال أثناء القيادة، والتجاوز الخطير لعدد من السائقين في الطرق الخارجية، كذلك السرعة الزائدة، والقيادة تحت تأثير التعب والإرهاق بسبب السهر في شهر رمضان، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان السيطرة على المركبة ووقوع الحوادث القاتلة.
وأضاف في حديثة لـ'وفا'، أن تصميم بعض السائقين على الرأي الخاطئ وعدم احترام حق الأولوية وقطع الإشارة وهي حمراء، كلها تجاوزات تسببت في حوادث وخلفت إصابات كان من الممكن تجنبها في حال احترام قوانين القيادة والانتباه أثناء استعمال المركبة.
وارجع ارزيقات ارتفاع نسبة الحوادث إلى وجود بعض الطرق غير المؤهلة لسير المركبات عليها، كذلك عدم وجود إشارات مرورية وبالأخص في الطرق الخارجية بين المدن، التي تتميز أغلبها بالشوارع الواسعة، الأمر الذي يفتح شهية بعض السائقين إلى زيادة السرعة والتجاوز دون الاكتراث لحياته وحياة من معه.
وقال: عادة خلال شهر رمضان تشهد المراكز الرئيسية للمدن اختناقات مرورية، خاصة ساعة ما قبل الإفطار رغبة من المواطنين للوصول إلى منازلهم بأسرع وقت، وهناك من يقوم بركن مركبته على جوانب الطرق ما يزيد من الأزمات وتصبح هذه العوامل مجتمعه سببا في وقوع الحوادث، يضاف إلى ذلك تلف بعض أجزاء المركبة بسبب عدم إجراء الفحص والصيانة الدورية لها بشكل منتظم.
واعتبر ارزيقات أن تسجيل 20 حالة وفاة أغلبها من الشباب نتيجة حوادث السير، رقما مقلقا لا سيما وأنه قابل للزيادة، فشهر رمضان لم ينته بعد، داعيا السائقين إلى أخذ الحيطة والحذر واحترام القانون وأخذ هذه الإحصائيات بعين الاعتبار، لتكون نقطة تحول للمحافظة على أرواح مواطنينا وعدم تعريضهم لهذه الحوادث.
وشدد على أن جهاز الشرطة يبذل كل الجهود ويتبع كافة الاجراءات بهدف التقليل والحد من حوادث السير، وذلك بمتابعة السائقين المخالفين وتحويلهم إلى القضاء، كذلك تنزيل المركبات المخالفة عن الشارع، ونشر الدوريات باستمرار، إضافة إلى التركيز على الجانب التوعوي والتثقيفي بخطر القيادة السريعة والتجاوزات الخاطئة والنتائج المترتبة على عدم احترام قوانين السير، عبر مختلف وسائل الإعلام وعديد اللقاءات والورش التي تستهدف كافة الفئات.
وتوجه ارزيقات إلى كافة وسائل الإعلام التي تنشر صور لأشخاص توفوا نتيجة حوادث السير، إلى ضرورة احترام مشاعر ذويهم وعدم نشر صورهم، وقال: بالإمكان نشر صور المركبة ومكان وقوع الحادث كنوع من التحذير بخطورة هذه الحوادث ونتائجها.
وحذر كذلك من خطورة قياده الدراجات النارية، لا سيما غير القانونية منها، دون الحصول على رخصة قيادتها والتدريب الكافي، لافتا إلى أن أغلب حوادثها ومن خلال متابعة الشرطة كانت حوادث قاتلة.
ولفت ارزيقات إلى أنه وخلال شهر رمضان تم إتلاف 433 مركبة غير قانونية، وحجز 272 مركبة للتأكد من قانونيتها، وتنزيل 131 مركبة عن الشارع لعدم توفر شروط السلامة لإعادة ترخيصها وتأهيلها.
نقلا عن وفا