إذ من المعروف أنه لا يُمكن القيام بأعمال الزراعة إلا في فصل الربيع والصيف والخريف. لذلك، كانت العائلات في الأرياف والقُرى بحاجة لمساعدة الأطفال في هذه الفترة من السنة لإتمام أعمال الزراعة. لهذا السبب كان تعليمهم يتم في الأشهر الباردة عادةً في الوقت الماضي.
أما في المُدن، فكانت الحياة تختلف عن حياة الريف ولم تعتمد على الزراعة لكسب الرزق. لذلك، كان الناس قديمًا في المُدن يُرسلون أبناءهم إلى المدرسة طيلة العام تقريبًا، مع أخذ إجازات قصيرة خلال السنة.
وعندما أصبح التعليم ذا قيمة كبيرة في المجتمع، كان لا بد من وضع قواعد صارمة لتوحيد النظام الدراسي بين المدينة والريف.
وفي عام 1852م، أصبحت ماساتشوستس أول ولاية تقوم بسن قانون إلزامي للتعليم العام، ألزم المناطق الريفية والحضرية على حدٍ سواء بتقديم التعليم المدرسي للأطفال. أما الآباء الذين امتنعوا عن إرسال أطفالهم للمدرسة، فقد فُرضت عليهم غرامة مالية.
وبعد ذلك بوقتٍ قصير، تم التوصل إلى حل توفيقي بين أنظمة المدارس الحضرية والريفية لتوحيد وقت ذهاب الأبناء للمدرسة من كل عام. وتم الاتفاق على أن تبدأ السنة الدراسية من الخريف، في شهر سبتمبر تقريبًا. وذلك ليتمكّن الأطفال من المساعدة في المزرعة خلال فصل الصيف.
لاحقًا، تم اعتماد هذا النظام على سياق عالمي وانتهجت معظم الدول نفس الأسلوب في تقويم السنة الدراسية، حتى تلك التي لا تعتمد على الزراعة.